الأخبارمانشيت

كاتب تركي: داعش يبني قواعده في مناطق سيطرة تركيا بكلٍ من سوريا والعراق

أشار الكاتب التركي (فهيم إيشيك) إلى أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي تواروا في أراضي العراق وسوريا بعد هزيمة التنظيم في الباغوز وسعوا باستمرار إلى إعادة تنظيم أنفسهم وأسسوا قواعد لهم في المناطق السنية وسط العراق وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي بسوريا, حيث أن تلك المناطق شكلت ملاذاً آمناً لهم.

جاء ذلك في مقالة للكاتب التركي على موقع medya news , قال فيها:

إن صعود داعش في العراق غذته سياسة اجتثاث وقمع السنة منذ عام 2003, والتي لم يكن من الممكن منعها حتى يومنا هذا, وهذه السياسة هي عامل في نمو القاعدة الاجتماعية لداعش, وكذلك تلعب تركيا دوراً كبيراً في ذلك, فبعد عام 2003 أقامت تركيا علاقات وثيقة مع السنة إلى جانب التركمان, وتم الحفاظ على العلاقات مع التركمان بشكل علني من خلال أنقرة, ومن ناحية أخرى العلاقات التركية مع القبائل السنية ونظام صدام حسين قد تطورت من خلال قنصلية تركيا في الموصل.

وأضاف الكاتب:

بدأت تركيا في دعم وتوفير الأسلحة والإمدادات والتدريب لمختلف الحركات الجهادية من خلال شركات مثل ENKA [إحدى أكبر شركات البناء التركية] التي تسيطر عليها وكالة المخابرات الوطنية التركية MİT, لاستخدامها في العراق وليبيا, وأصبح هذا الوضع أكثر وضوحاً بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011, وبعد هزيمة الباغوز بدأ داعش في إعادة تنظيم نفسه كشبكة من الخلايا مستخدماً المزايا التي تقدمها المجتمعات السنية في العراق, ولم تنته علاقات التنظيم مع تركيا خلال هذه الفترة كما يظن البعض, ويرجع ذلك إلى حقيقة أن هناك انسجاماً ملحوظًاً بين فكر داعش وعقلية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يميل إلى الإخوان المسلمين, ويمكننا أن نرى هذا الانسجام مع عقلية الإخوان المسلمين بشكل لافت للنظر في المناطق المحتلة بروج آفا, حيث تحرك معظم عناصر داعش بعد الهزيمة على يد قوات سوريا الديمقراطية باتجاه وسط العراق ومناطق روج آفا المحتلة وبدأت تركيا في دمج هؤلاء في مجموعات من العصابات والفصائل الموالية لها، والتي لا تختلف عن داعش، وكلفتهم بمسؤوليات جدية.

وقال الكاتب:

إن دعم تركيا لمثل هذه العناصر واضح, فالجهود التي تبذلها وكالة المخابرات الوطنية التركية للوصول إلى المعسكرات والمخيمات التي تضم عناصر التنظيم الإرهابي في سوريا وتهريبهم للتجنيد في صفوف الفصائل التابعة لتركيا معروفة للجميع, ولسوء الحظ لم تكن قدرات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كافية لمنع هذه المخاطر, فقد استفاد تنظيم داعش وتركيا من عدم وجود دعم كافٍ من قوات التحالف الدولي لإبقاء عناصر داعش تحت السيطرة الأمنية ومحاكمتهم، واستفادا أيضاً من محدودية إمكانات الإدارة الذاتية, فاستخدم تنظيم داعش هذا لمصلحته, وبدأ بشن هجمات جديدة, لكن هذه المرة لم يتم تنفيذ الهجوم من قبل جحافل ولكن من قبل مجموعات صغيرة, وليس من المستغرب في هذا السياق أن تبدأ الهجمات بجنوب كردستان مستهدفة مناطق حول كركوك.

وأوضح الكاتب بأن الناس بجنوب كردستان لا يثقون في السلطة السياسية, وهم على دراية بالصعوبات التي تواجهها هذه السلطة السياسية التي لها علاقات وثيقة مع تركيا وتتصرف كوحدة إدارية تابعة لتركيا,

وأضاف:

يتوقع المراقبون أن تركيا ستفضل إضعافاً أكبر لإقليم  كردستان العراق بحيث يصبح أكثر اعتماداً على تركيا, ويبدو أن تركيا قررت بأن شن تنظيم داعش هجماته الأولى ضد الكرد سيكون أكثر فعالية من أجل هذا الهدف, ولدرء ذلك يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني أن يدركا بأن هذه الهجمات المشجعة جداً لتنظيم داعش هي نتيجة نقاط ضعفهما, وطالما أن الطرفان يحتفظان بسلطتهما على حساب الشعب بإقليم كردستان فستتصاعد الأزمة، وأولئك الذين يتربصون بانتظار نصب الكمين سيحولون الأزمة إلى مصلحتهم بكل بساطة.

زر الذهاب إلى الأعلى