PYDالأخبارالادارة الذاتيةالمرأةروجافاسوريةكردستانمانشيتنشاطات

قصص من المقاومة، مقاومة شعب لم يعرف للاستسلام عنوان

قصص من المقاومة نسجها شعب لم يعرف للاستسلام عنوان فـ صمد أمام أعتى الهجمات في تاريخ البشرية، ووقف بجانب أبنائه في خنادق القتال لـ يختار من المقاومة والصمود عنواناً لحياته.

سنوات أليمة مرت على أبناء حي الشيخ مقصود في مدينة حلب منذ بدء اندلاع شرارة الثورة السورية حيث هاجمت المجموعات المرتزقة المدعومة من الاحتلال التركي بـ 16 فبراير من عام 2016 حي الشيخ مقصود من 3 محاور “دوار الجندول شرق الحي، طريق كاستيلو شمال الحي، السكن الشبابي وشارع المخابرات غربي الحي”.

فيما بلغ عدد الكتائب 27 كتيبة منها (أحرار الشام، فيلق الشام، السلطان مراد، نور الدين الزنكي، كتائب أبو عمارة، اللواء 16) مستهدفين الحي بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً دون أي رحمة تذكر.

مما أدت الهجمات إلى دمار كبير في الحي وتدمير ما يقارب 2600 منزل و7 آلاف محال تجاري للمدنيين، وفقد 200 من المدنيين حياتهم بينهم العشرات من الأطفال جراء الهجمات الوحشية، وكما أعلن مجلس عوائل الشهداء في وقت سابق عن استشهاد 139 شهيداً من شهداء المقاومة.

لبوا نداء النفير العام ووقفوا بجانب قواتهم في خطوط الجبهات الأمامية

عند اشتداد الهجمات على أبناء الحي بعد مرور 4 أيام من مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة في خنادق القتال أعلنت حركة المجتمع الديمقراطي في الحي النفير العام وكـ العادة الشعب المقاوم في الحي لبى النداء وسارع لمساندة قواته كل حسب المستطاع ونظم نفسه في عدة لجان، كل لجنة تكفلت بمهام، ووقف الرجال والنساء في خنادق القتال الأمامية لمواجهة المرتزقة.

وبهذا الصدد تحدث “زهير خلو” لموقعنا الالكتروني عن المقاومة البطولية التي أبداها أبناء حي الشيخ مقصود والأشرفية، مؤكداً أنهم بفضل تضحيات الشهداء ودمائهم الطاهرة والانتصارات التي حققها أبناء الحي وصلوا لهذه المرحلة وحرروا حي الأشرفية وشارع المخابرات ومناطق السكن والشقيف من المرتزقة.

وقال: عند إعلان النفير العام في الحي كـ شعب يحب حيه ومؤمن بحريته بادرنا بالانخراط ضمن صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة لحماية أطفالنا ونسائنا، وكنت موجوداً في الخطوط الأمامية في جبهات الأشرفية أمام المرتزقة وصمدنا حتى النهاية لحين حققنا النصر بفضل مقاومة الشعب كي ننعم بحياة حرة ديمقراطية لنا حق الرأي.

صمدوا وقاوموا حتى النهاية لإنقاذ حياة الآلاف رغم إمكانياتهم البسيطة

وكان للممرضة “لافا عمر” نصيب من المقاومة، حيث كانت تمثل الكادر الطبي في المشفى الوحيد في الحي “مشفى الشهيد خالد” فـ منذ بداية الهجمات كانت “لافا” موجودة في المشفى وتساهم بإسعاف الجرحى برغم الإمكانيات البسيطة التي يمتلكونها والأدوات الطبية غير الكافية، حيث كان الكادر الطبي بسيط جداً متمثل بـ 4 ممرضات و طبيب جرَّاح وحيد وطبيب للإسعافات الأولية، حيث قالت: أسعفنا المئات من الجرحى وحالاتهم كانت خطيرة للغاية أغلب الأوقات كنا نقف مكتوفي الأيدي لا نملك أية أدوات لإنقاذ حياتهم وعملنا جهدنا لإنقاذ أرواح المئات من العسكريين والمدنيين.

وأكدت، رغم استهداف المشفى بالعشرات من المدافع وقذائف الهاون لم نتخلَّ عن مهامنا الإنسانية وتابعنا عملنا، وكنَّا متأهبين طيلة 24 ساعة في اليوم من أجل إنقاذ الجرحى وعملنا بروح جماعية.

وبينت: الحي قُصف بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً في أيام 8 من آذار وأيام الرابع والثامن من نيسان وأصيب العشرات من المدنيين والعسكريين بحالات اختناق وعملنا قدر المستطاع على تقديم الإسعافات الأولية لهم وإنقاذ حياتهم.

الجدير بالذكر أنه جاءت تسمية المشفى باسم (خالد فجر) نظراً للمقاومة البطولية التاريخية لأحد أعضاء المشفى خالد فجر والذي استشهد في أحد خنادق القتال في الـ 2 من نيسان عندما انخرط في صفوف المقاومة للدفاع عن الحي، كما واستشهد الطبيب “شاهد جميان” في الـ 6 من أيلول الجراح الوحيد أثناء إسراعه للمشفى لإسعاف الجرحى.

جزء من مقاومة عظيمة سطرها التاريخ بحروف ذهبية في صفحاته

ولن ننسى مقاومة الأمهات، فكان لهن الفضل العظيم في وصول الحي ليومنا هذا وحملن على عاتقهن مهمة إعداد الطعام لإيصاله للمقاتلين والمقاتلات وبهذا السياق بينت “موليدة سليمان” بالقول: إننا كأمهات المقاتلين والمقاتلات لم نرضَ أن نبقى مكتوفي الأيدي والحي يتعرض للهجمات الوحشية من جميع الجهات، فـ سارعنا لإعداد الوجبات لأبنائنا من أجل أن يستطيعوا إكمال المقاومة وكسب الطاقة فـ لمدة 10 أيام كانت وجبات الطعام عبارة عن سندويشات نظراً لاشتداد الهجمات وعدم امتلاك الوقت للطعام، وبعد ذلك قمنا بإعداد الأكلات الشعبية من أجل مقاتلينا وكنا نحو 90 امرأة تعمل داخل المطبخ ومقسمين إلى مجموعات ورغم استهداف مكان إعداد الطعام أكثر من مرة من قبل المرتزقة إلا أننا تابعنا عملنا ولم نستسلم وروح المقاومة كانت تحاوطنا نظراً للانتصارات التي كان يحققها أبطالنا.

وأكدت “سليمان” سنبقى بجانب أبنائنا نقاوم لحد آخر رمق من دمائنا، ولن تكسرنا أي هجمات، فـ كما انتصرنا في الشيخ مقصود والأشرفية سننتصر في عفرين ونعود إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى