حواراتمانشيت

قراءة في الوضع السياسي الراهن في حوارٍ مع صالح مسلم

بعد اتفاق حماية الحدود بين قسد والتحالف الدولي لمحاربة داعش من جهة وتركيا من جهة أخرى, والذي منع ولو مؤقتاً معركة كبيرة بين تركيا وقسد, وبخصوص ورقة اللاجئين السوريين التي يمارس أردوغان بها الضغط على العالم من أجل إعادتهم إلى المنطقة الآمنة التي يطالب بها, والجهود التي يبذلها المؤتمر الوطني الكردستاني KNK من أجل توحيد الصف الكردي في سوريا, ووصول الوضع في إدلب إلى نقطةٍ لا رجعة فيها, وبعض الأمور الأخرى, أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطية حواراً مع (صالح مسلم) الناطق الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

والرئيس المشترك لمكتب العلاقات في الحزب للتحدث عن ما سبق بالتفصيل, وكان الحوار على النحو التالي:

ضمن النشاط الدبلوماسي الذي يمارسه حزب الاتحاد الديمقراطي PYD كنت مؤخراً في فلندا, ماهي نتائج هذه الزيارة؟

هناك جهود تُبذل وهناك نضال يجري, طبعاً العمل السياسي والدبلوماسي يتطلب الصبر والمزاولة والمثابرة وهذا أهم ما في الأمر, وخلال تواجدي في فنلندا قمنا ببعض الأنشطة والأعمال سواء من الناحية الإعلامية (تلفزيون وصحافة) ولقاءات مع المسؤولين هناك, حيث التقينا بوزارة الخارجية الفنلندية ووزارة الداخلية وأطراف أخرى والأحزاب السياسية, حيث أننا اتصلنا بحزبين فنلنديين هما حزب الخضر الفنلندي والحزب الاجتماعي الاشتراكي (سوسيال ديمقراط), وجرت اتصالات فيما بيننا وكانت مثمرة, كذلك التقينا مع بعض الشخصيات المؤثرة في السياسة الفنلندية والاسكندنافية, واستطعنا تشكيل مجموعة من السياسيين القدماء وأعضاء من هذين الحزبين وكذلك بعض الأكاديميين وبعض الشخصيات الكردية لتشكيل مجموعة ضغط أو ما يُسمى باللوبي في فنلندا وفي الدول الاسكندنافية, وهذه كانت نتائج زيارتنا لفنلندا, طبعاً نحن لدينا قضية مهمة جداً وهي قضية بقايا الدواعش وهذه القضية لم تكن موجودة في الأجندة الفنلندية على الإطلاق, والرأي العام هناك هو(نحن لا نريدهم في بلادنا), ولكن نحن من خلال تواصلنا واتصالاتنا استطعنا وضع هذا الموضوع على الأجندة الفنلندية, وبدأوا يفكرون بالتعامل مع الإدارة الذاتية في هذا الشأن بشكل جدي, بما في ذلك المحكمة الدولية أو استرداد مواطنيهم من عناصر داعش الموجودين في المخيمات, وأعتقد أن هذه كانت نقطة مهمة بالنسبة لنا, ففنلندا طبعاً بلدٌ محترم وصوته مسموع ضمن مجموعة الدول الاسكندنافية, وكانت هذه بادرة جيدة, حيث أن هذا الموضوع لم يكن ضمن أجندتهم ونحن استطعنا من خلال تواصلنا واتصالاتنا إدراجه في أجندتهم, وأعتقد أنه قريباً ستكون هناك بعض الاتصالات مع الإدارة الذاتية من أجل هذا الموضوع, وهذا ما استطعنا إنجازه من خلال هذه الزيارة.

بخصوص اتفاق حماية الحدود أو ما تسميه تركيا بالمنطقة الآمنة, هل أنتم كمجلس سوريا الديمقراطية راضون عن هذا الاتفاق؟

وبرأيكم هل هذا الاتفاق هو ضامن وكفيل بعدم حصول أي هجوم تركي على مناطق شمال وشرق سوريا مستقبلاً؟

لا طبعاً فهذا الاتفاق ليس نهائياً, ولا تزال هناك مشاورات تجري, والجهتان المعنيتان بهذا الأمر هما قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية, وأعتقد أن ما تم قبوله هي كانت مطالب مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية كمرحلة أولى, ولكن ما زال باب المفاوضات بين الأمريكيين والأتراك مفتوحاً, وقد تكون هناك مساومات ونحن لن نرضى بها, ونحن لا نعتمد على ضمانات الآخرين وإنما نعتمد على شعبنا وإرادتنا ولن نكون سلعةً تُباع وتُشترى وتُوهَبْ للآخرين, والعهد الذي نعرفه من جانب التحالف هو أن ما لا نرغب به لن يكون سارياً, وهذا التفاهم المرحلي الذي جرى لا يعني بأي شكل من الأشكال ضماناً لعدم قيام تركيا بأي تهور, فالقوات والحشود التركية مازالت موجودة على الحدود, بدباباتهم وأسلحتهم الفتاكة, والتي هي أغلبها أسلحة حلف الناتو وليكن ذلك بعلم الجميع, ونحن لا نستبعد أي تهور من قبل رئيس تركيا أردوغان , ولهذا نطلب من شعبنا أن يكون حذراً من هذه المسألة, فتركيا الآن وضعها متردي جداً في الكثير من النواحي, سواء من ناحية العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الجوار أو من الناحية الاقتصادية وحتى من الناحية السياسة الداخلية, ولذلك يريد أردوغان وحزبه إلهاء الشعب والجماهير داخل تركيا بأمور أخرى حتى لا يلتفتوا ويهتموا بالأمور الداخلية, ونحن نعرف مشاكلها مع اليونان ومع قبرص, ونعرف أردوغان ومشاكله الداخلية وخسارة الاهتمام الشعبي به وهذا ما لا يحتمله, ونحن نعتقد أن التحالف القائم داخل تركيا من قبل حزب الحداثة الديمقراطية أو الحركة القومية أو حركة (أرغاناكون) التي هي سبب كل المصائب والفصائل المتشددة هم في حرج شديد من هذه السياسة التي يتبعها أردوغان وما آلت إليه الأمور في تركيا, ولهذا فإما أن يقدموا على خطة تهور بأي شكل من الأشكال, أو أن يتفكك وينحل هذا التحالف أو الائتلاف, وأعتقد أن تفكك وانحلال هذا التحالف القائم هو أقرب من المتوقع.

تركيا تتحجج باللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها, وهناك جهات إعلامية تروج بأن اتفاق المنطقة الآمنة يتضمن بنداً يقضي بإعادة هؤلاء اللاجئين بالكامل إلى مناطق شمال وشرق سوريا وبناء مجمعات سكنية لهم وبالتالي إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة, هل تستطيع توضيح الأمور بخصوص عودة اللاجئين ضمن هذا الاتفاق؟

طبعاً نحن سوريون وشأن اللاجئين السوريين يهمنا, ولكن لا نقبل بأية ذريعة أن يكون هؤلاء اللاجئين سبباً في التغيير الديمغرافي, وأصارحكم بأن النظام السوري كان يحاول إجراء تغيير ديمغرافي وسياسة التعريب منذ 1960, وما لم يفلح فيه النظام السوري لن نسمح لأردوغان بالقيام به, فأردوغان يدعو إلى هذه المنطقة الآمنة منذ سنة  2012 وإلى الآن, وهدفه كان واضحاً لدرجة أنه يعمل بشكل ممنهج, فهو أقام مخيمات لللاجئين قبل أن يبدأ الصراع المسلح في سوريا وقبل توافد اللاجئين إلى تركيا, وفي سنة 2012 قالها صراحةً:

(سنعيد هؤلاء اللاجئين إلى هذه المناطق الآمنة, وسنبني مدن مثالية لهم)

طبعاً بأموال أوروبا وهذا ما كان يخطط له, ولكن هذا حلمٌ يراوده ولن يتحقق, وضمن هذا الاتفاق الأخير لم يرد أي مما سبق, وإنما ورد ما كنا نطالب به, وهو أن يعود أهالي المنطقة إلى ديارهم, وإذا ما كان هناك عودة لللاجئين السوريين من الخارج فيجب أن يعودوا إلى مناطقهم الأصلية, أن يعود أهل الغوطة إلى الغوطة وأهل حمص إلى حمص وأهل الرقة إلى الرقة وهكذا, ونحن نرحب بذلك, ولكن هناك شرط مهم وهو أن لا يكون العائد متورطاً أو يداه ملوثتان بأعمال إرهابية, ونحن لدينا أجهزة قضاء ومحاكم عادلة يمكن أن تبت في شأن هؤلاء وأن يعودوا إلى ديارهم كأي مواطن عادي ومرحب به, وكان للإدارة الذاتية نداءات متواصلة بهذا الشأن وقبل هذا الاتفاق, وهي نداءات لللاجئين للعودة إلى وطنهم بدل أن يكونوا عالةً على الآخرين, وأن يعيشوا بكرامة وسلام على أرضهم, ونحن نرحب بعودة أهالي الرقة ودير الزور وجميع مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا, وأي مواطن يريد العودة ليس هناك أية عقبة أمامه, إلا الأشخاص الموالين لداعش وتلطخت أيديهم بالدماء, وكذلك عاداتنا وتقاليدنا العشائرية لا تسمح بعودة من كان في رقبته دم دون أن يُحاسب, وإن سمحنا بعودة آمنة لهؤلاء فسنفتح الأبواب أمام صراعات عشائرية وقبلية والأخذ بالثأر, ولهذا من تلوثت يداه بالدماء لا يمكن أن يعود إلا بعد عرضه على القضاء أو المصالحة مع أهالي الضحايا وبالسبل الشرعية, وعلى هذا الأساس نحن نرحب بعودة أي لاجئ سوري.

النظام لسوري كان يراهن على هجوم تركي على قوات سوريا الديمقراطية من أجل فرض شروطه على أي عملية حوار مع الإدارة الذاتية الديمقراطية, ولكن وبعد الاتفاق على الآلية الأمنية وجهت قوات سوريا الديمقراطية دعوة إلى النظام من أجل الحوار بعكس المتوقع, كيف تفسرون ذلك؟

نحن كإدارة ذاتية وكمؤسسات وأحزاب سياسية رأيُنا واضح منذ البداية, فنحن سوريون ويجب أن يكون الحل سورياً, وما دام النظام يمثل طرفاً سورياً فيجب أن تعود الأمور إلى مجراها ولكن ليس بالذهنية القديمة التي مارسها البعث لعشرات السنين, من دكتاتورية واستبداد وإنكار الحقوق والحريات, التي كانت السبب في هذه الكارثة التي ألمّت بالشعب السوري, من مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من السوريين, وكل ذلك كان نتاج ذهنية البعث, فإذا عدنا إلى تلك الذهنية فمعنى ذلك أننا سنكرر تلك المأساة مرة أخرى, ولهذا لا بد من تغيير الذهنية من خلال إقرار عقد اجتماعي جديد بين المكونات السورية, بحيث يتمتع الجميع بالحرية وإلغاء الاستبداد والديكتاتورية, ونحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية طرحنا الحل الذي يكمن في مشروع الإدارات الذاتية المحلية أو الحكم اللامركزي ووضعنا خريطة لذلك, وضمن هذا الإطار يمكننا التفاوض مع أي طرف, ومطالبنا التي نطالب بها في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا هي نفس مطالب شعبنا في السويداء ودرعا واللاذقية وغيرها, ولهذا أعتقد أن خريطة الطريق التي وضعناها هي ليست للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا فقط وإنما لمجمل سوريا, لأن كل المكونات والطوائف السورية تريد التمتع بحريتها وممارساتها, وأن لا تكون هذه الاختلافات القومية والعرقية سبباً للتناحر وأن لا يستفيد طرفٌ من ذلك سواء كان داخلياً أو خارجياً, والنظام كان يعتمد على هذه الاختلافات ليجعل منها خلافات إثنية وعقائدية, فالإخوان المسلمين حينما يريدون الانتقام من العلويين فبذور ذلك ليست وليدة الآن وإنما منذ السبعينيات(مذبحة حماة), ونحن لا نريد أن تكون هذه الاختلافات والتنوع سبباً للتناحر, ولذلك لا بد من بناء سوريا جديدة بعقد اجتماعي جديد يقبل به الجميع, وضمن هذا الإطار كانت هناك نداءات من قوات سوريا الديمقراطية ومن مجلس سوريا الديمقراطية ومن الأحزاب السياسية وقبل كل ذلك من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي تأسس منذ 2003 وإلى الآن ندعو إلى الحوار, ولكن مع الأسف لم نجد آذاناً صاغية من الطرف الآخر إلى الآن, وهذا لا يعني أننا تخلينا عن مطالبنا, سنبقى مصرِّين على سوريا لا مركزية يتمتع فيها الجميع بالحرية والديمقراطية.

هناك جهود تُبذل من قبل لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني لتوحيد الصف الكردي في سوريا, ماهي العراقيل التي تقف في وجه هذا الهدف؟

المؤتمر الوطني الكردستاني يريد توحيد الكلمة الكردية في روج آفا, والمفاوضات التي يتحدث عنها الجميع من أجل حل الأزمة السورية ليست للكرد فقط, وإنما يجب أن تضم العرب والسريان وباقي المكونات السورية, ولكن نحن نريد صفاً كردياً واحداً في روج آفا حتى لا تضيع حقوق الشعب الكردي ضمن المكونات الأخرى, وندافع عن الحقوق الكردية ضمن الوحدة الموجودة الآن في شمال وشرق سوريا مع إخواننا, وليكون القرار كردياً عربياً سرياناً ومجملاً بهذا الشكل, ونحن نرى أصواتاً مختلفة خاصةً من الأحزاب السياسية, بينما المجتمع الكردي كله يريد وحدة الصف الكردي في روج آفا, ليس لفرض سياسات معينة وإنما لتحديد الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها, فمثلًاً ما يؤثر على الوحدة الكردية هو خط أحمر يجب أن لا يكون, وما يدفع إلى الاقتتال والاحتراب بين الكرد هو خط أحمر, يجب وضع الخطوط الحمراء لما يجب تجنبه, وهذا هو الهدف من وحدة الصف الكردي, وأيضاً لتمثيل الكرد ضمن الإدارة الذاتية, والعقبات التي تعرقل هذا الأمر معروفة وأعتقد أن الجميع بات يعرفها, فهناك من له علاقات خارجية مع أطراف لا تجد وحدة الصف الكردي من مصلحتها, أو أنهم لا يدركون أهمية المرحلة التاريخية التي نحن بصددها, ورغم ذلك طبعاً الجهود تبذل, ونحن نشكر المؤتمر الوطني الكردستاني على هذه المبادرة من أجل روج آفا, وأعربنا عن دعمنا بشتى الأشكال وانضمامنا إلى هذه المبادرة, والمؤتمر الوطني الكردستاني لم يوجه النداء إلى الأحزاب الكردية فقط, وإنما دعا الشرائح الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني وكل الكيانات الموجودة لتكون جميع الجماهير الكردية مشاركة في هذه المبادرة, ويجب على المؤتمر الوطني الكردستاني أن يمضي في مبادرته حتى لو تغيبت بعض الأحزاب الكردية وهذا رأينا منذ البداية, وإلا فلن نستطيع لمّ شمل الجميع وخاصةً أننا ندرك أن أعداء الشعب الكردي يخلقون أحزاباً كرتونية ويدعون أنها تمثل الكرد, ويدفعون الأموال لتبييض ذمة هذه الأحزاب حتى لا تتحقق الوحدة الكردية, وتتظاهر بالدفاع عن حقوق الكرد ولكن في الحقيقة هي مرتبطة بمخططات خارجية ولا تريد الوحدة الكردية ولا تريد المشروع الديمقراطي ضمن سوريا, ولهذا يجب الحذر من هذه الأطراف (الأحزاب), ولا يمكن للمؤتمر الوطني الكردستاني أن ينتظر إلى الأبد, لأن سبب وجود هذه الأطراف هو عرقلة التنسيق الكردي, والشعب الكردي مخدوعٌ بهذه الأحزاب وشخصياتها, فالكاذب والدجال لن يعترف بأنه يعمل من أجل السوء, وخاصةً أن الوصول إلى الحقيقة يتطلب الكثير من الجهد في هذه المرحلة, والحرب الإعلامية عن طريق الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة ووسائل التواصل الاجتماعي, فكذبة واحدة تثير الكثير من الغبار, ولهذا نتمنى أن يبذل جميع أبناء شعبنا الجهود للبحث عن الحقيقة حتى يصلوا إلى الحقيقة التي يريدونها, فلا يمكن بناء أي شيء استناداً على الكذب والدجل.

هل باع أردوغان إدلب للنظام السوري وروسيا, أم أن هناك مؤامرة جديدة تُحاك في تلك المنطقة؟

تركيا متورطة في كل شيء بسوريا, فجميع المجموعات السياسية والدبلوماسية والعسكرية كلها جاءت إلى سوريا ضمن مخططٍ معين لإجراء التغييرات المطلوبة التي تعمل عليها قوى الهيمنة داخل سوريا, ولكن حسابات تلك القوى لم تتطابق على أرض الواقع مع مخططاتها من خلال مقاومة الشعب الكردي التي غيرت هذه المعادلة وأفشلت تلك المخططات وليكن ذلك ظاهراً, فمقاومة الشعب الكردي وخاصةً انتصاره في كوباني غيّر المعادلة الدولية كلها, والأطراف الأخرى كلها غيّرت حساباتها وأعادت النظر بها إلا تركيا التي ما زالت مصممة على المخططات التي وضعتها, ولا زالت تتمسك بالإرهابيين, فكانت فكرة ذكية جداً من روسيا عندما شدّت تركيا إلى أستانا, فجمّعت الإرهابيين من كامل الأراضي السورية ووضعتهم في إدلب, وقالت روسيا لتركيا ما معناه:

 (مثلما بصقت يجب أن تلحسي بصاقك)أي مثلما أتيتِ بهؤلاء الإرهابيين يجب أن تعيديهم, وتركيا الآن في ورطة, وكانت لديها فرص كثيرة للخروج من هذا المأزق.

ونحن لا نريد لتركيا أن تتدمّر لأننا جيران, حتى لو كانت جار السوء فنحن أيضاً سنتضرر, ولهذا نحن نريد أن تكون هناك سياسة عقلانية حكيمة يتمسك بها الأتراك حتى لا يكونوا بلاءً على العالم, والآن تركيا أصبحت بزعامتها وحكومتها خطراً على الشرق الأوسط وعلى العالم أيضاً, ولا تتعامل سوى بالابتزاز سواء بورقة اللاجئين أو القتل أو الحروب, ولديها مشاكل مع الجيران ومع العالم كله, ومسألة إدلب حسب متابعتنا نرى أن روسيا بصدد تنقيتها من الإرهابيين, وتطلب من تركيا أن تخلصها منهم, وبحسب الأخبار الأخيرة فإن الرئيس الروسي (بوتين) قد منح أردوغان ثمانية أيام لتطهير إدلب, وهذه مهلة قصيرة مستحيل أن يتم فيها ذلك, فهؤلاء الذين جاؤوا من خراسان ومن شمال الصين ومن الأيغور بالآلاف ويتحصنون في المناطق الوعرة في إدلب ومجهزين بالسلاح والعتاد التخلص منهم أمر صعب جداً ويحتاج إلى وقت طويل, وإذا لم يستطع أردوغان فعل شيء فإدلب ستتحول إلى منطقة مشتعلة, وروسيا لا تقبل بوجود الشيشانيين الذين أرهبوا كل روسيا على مدى سنوات في إدلب, وكذلك كل دول أوروبا الغرب لن ترضى بأن تكون هناك قاعدة للإرهاب في إدلب, والذي يحمي هذه الفصائل الإرهابية هي تركيا لوحدها, ولهذا فإن المستقبل القريب سيكون مشتعلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى