حواراتمانشيت

عمر: على الكرد تنظيم أنفسهم في إيران والتحالف مع القوى الديمقراطية

وجد الكاتب والمحلل السياسي نورالدين عمر أن الكرد في شرقي كردستان يتطلب منهم تنظيم أنفسهم والاستعداد لكل التطورات، والدخول في الحراك بشكل منظم والاستفادة من التجربة الكردية في الأجزاء الأخرى.

هذا وقال الكاتب والمحلل السياسي نور الدين عمر لصحيفة الاتحاد الديمقراطي أن الاحتجاجات والمظاهرات التي اندلعت في إيران بمظاهرة مدينة مشهد ضد الفساد؛ تطورت إلى مظاهرات ضد السلطة الاستبدادية مطالبة بالتغير، مؤكداً على أنها مظاهرات عفوية لا قيادة واضحة فيها وهي مظاهرات جماهيرية تشارك فيها كل المكونات والقوميات في إيران.

وأشار عمر إلى أنها امتدت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب فيها الكرد والبلوج والعرب والفرس والازرييين وكل القوميات والأقليات.

عمر أوضح أن الشرارة الأولى وإن كانت من مدينة مشهد إلا أنها تعبير عن حالة الغليان التي تشعر بها كل الشعوب في إيران جراء ممارسات السلطة الدينية والاستبدادية التي تحكمت بمختلف مفاصل الحياة منذ عام 1979.

منوهاً إلى أن “البعض سيحاول استغلال هذه التظاهرات، وقد تظهر بعض القوى المتطرفة والقومية والدينية لدخول على الخط كما حدث في سوريا”، مرجحاً أن “يكون لها منحى آخر غير ثورات الربيع العربي”، مشيراً إلى أنه “مهما يكن فإن السلطة الاستبدادية ستلجأ إلى كل السبل والوسائل للقضاء على هذه الاحتجاجات، وهي ستستغل حالة الفوضى وعدم امتلاك الحراك لقيادة موحدة لنشر الافتراءات والأكاذيب للتشكيك في المظاهرات وإتهام القائمين بها بالخيانة و التآمر”.

ورأى نور الدين عمر أن “التغيير يهم كافة الشعوب والمكونات في إيران، ومن بينها الشعب الكردي الذي يكافح ويناضل لتحقيق الحرية والديمقراطية وضمان حقوقه، ولذلك فان الكرد مطلوب منهم تنظيم أنفسهم والاستعداد لكل التطورات، والدخول في الحراك بشكل منظم والاستفادة من التجربة الكردية في الأجزاء الاخرى”، وتابع مضيفاً بقوله: “ويجب الدخول في تحالف مع كل القوى الديمقراطية والمؤمنة بحق الشعوب في الحرية والتحرير”.

وأعتقدَ الكاتب والمحلل السياسي عمر أن “تجربة روج آفا تجربة مهمة من الممكن الاستفادة منها لتطوير الحراك في شرقي كردستان، وحسب ظروفها الخاصة بها”، موضحاً أن “دور حزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK في تنظيم الجماهير وتشكيل أوسع تحالف لمواجهة الاستبداد والدكتاتورية لابد أن يظهر”.

كما قال عمر أن “الحراك الذي بدأ في إيران وشرقي كردستان يرتعب منه كل الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية وعلى رأسها النظام التركي الذي عبّر وبشكل علني عن دعمه للنظام الإيراني”، معللاً “أن أي تغير في إيران سيؤثر مباشرة على تركيا وشمال كردستان، وسلطة العدالة والتنمية التركية قلقة جداً من التطورات التي تحصل في إيران وتخاف أن يتكرر تجربة روج آفا في شرقي كردستان أيضاً”.

وأضاف عمر بقوله أن: “الاحتجاجات والمظاهرات هي تعبير عن الغضب؛ تمارسه الشعوب ضد السلطة الاستبدادية، وهي ستتطور رغم تأكيدات قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الأربعاء عن “انتهاء العصيان”، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران في الأيام الأخيرة؛ وانتشار الفيديوهات والمقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثه؛ تكذب ادعاءاته. ولن تستطيع آلة القمع والإرهاب القضاء تلك المظاهرات التي انتشرت في عموم البلاد”.

وأنهى نور الدين عمر حديثه بالقول: “إيران وشرقي كردستان مقبلتان على مرحلة جديدة من التطورات المصيرية التي قد تغير العديد من المعادلات السياسية في المنطقة، وتحدث تحولاً في موازين القوى لصالح قوى التغير والثورة”.

زر الذهاب إلى الأعلى