الأخبارمانشيت

عفرين المحتلة… استمرار بناء المستوطنات بهدف تغيير التركيبة السكانية

شنت الدولة التركية هجوما دموياً على مقاطعة عفرين في شباط 2018، اضطر سكانها إثر الهجوم للنزوح؛ بعد مقاومة تاريخية لا مثيل لها، وبعد احتلال المدينة مارست تركيا سياسة توطين عوائل مرتزقتها في منازل سكان المدينة الأصليين الذين تم تهجيرهم.

كما وقامت دولة الاحتلال التركي، ببناء عشرات المستوطنات لتوطين اللاجئين السوريين الذين يتم ترحيلهم قسراً من تركيا بهدف تغيير التركيبة السكانية وفرض تغيير ديمغرافي ومحو تاريخ المدينة الكردية.

إعلان اردوغان وَرَدُّ حكومة دمشق

في سبتمبر، 2019 أعلن رئيس دولة الاحتلال التركي عن مخطط واسع؛ لبناء المستوطنات في المناطق المحتلة، مطالباً المجتمع الدولي بتقديم 27 مليار دولار لتركيا لإقامة تلك المستوطنات متوعداً الاتحاد الأوروبي مجدداً بفتح الحدود لعبور اللاجئين لأراضيها في حال رفضوا خطته.

وفي رَدِّ فعلها، أكدت خارجية حكومة دمشق على أن خطط تركيا لإعادة التوطين بمثابة “تطهير عرقي”؛ إذ ذكرت في بيان أن “المنطقة الآمنة المزعومة هي في حقيقتها تطهير

عرقي ونقل للسكان وتهديد لحياتهم ومستقبلهم وممتلكاتهم”. وأضاف البيان: الخطط التركية تأتي في إطار “المساومات الدنيئة التي قام ويقوم بها النظام التركي وتظهر انعدام الحد الأدنى من الفهم السياسي والأخلاقي للتعامل مع الأزمة في سوريا”.

المستوطنات في عفرين المحتلة

عملت تركيا بتواطؤ ومساهمة من دول خليجية ومنظمات فلسطينية على تغيير ديمغرافية عفرين وتركيبتها السكانية بطريقة مباشرة تحت مسميات خُلَّبية عديدة منها حقوق الإنسان حيث وصلت نسبة التغيير الديمغرافي الى حوالي 75%، وتجاوزت عدد المستوطنات التي تم بناؤها في عفرين أكثر من 30 مستوطنة وذلك بعد الاستلاء على أراضي المواطنين الكرد وقطع أشجارهم وجرف أراضيهم الزراعية.

تلك الإجراءات دفعت بالعديد من السكان الكرد الى الهجرة والنزوح مجدداً بسبب الانتهاكات التي مورست ضدهم بدعم تركي وهو ما تؤكده شهادات الفارين من المقاطعة.

بناء مستوطنة جديدة

ومؤخراً أنهت سلطات الاحتلال التركي وبالتعاون مع جمعيات خيرية فلسطينية بناء مستوطنة جديدة، تقع ما بين قريتي كفروم وقورت قولاق التابعتين لناحية شرا بريف مدينة عفرين المحتلة، وتتألف المستوطنة من 100 وحدة سكنية بالإضافة إلى بناء مسجد ومدرسة.

وفي السياق ذاته ستبدأ سلطات الاحتلال التركي ببناء مستوطنة جديدة قرب المستوطنة التي تم إنهاء بنائها مؤخراً ومن المتوقع أن ينتهي عمليات بنائها خلال 300 يوم وتضم نحو 80 وحدة سكنية.

خريطة توزع المستوطنات

تتوزع بناء المستوطنات ضمن 7 نواحي ومناطق في عفرين المحتلة وهي كل من “جندريسة شيراوا شرا جبل الأحلام غزاوية كفر صفرة والجبال المحيطة بها”.

والى جانب الاهداف السياسية المخفية وغير العلنية للدولة التركية، تسعى الى إعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى المناطق المحتلة وإسكانهم في تلك المستوطنات.

وهو ما أكده تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن توطين نحو نصف مليون شخص قادمين من مختلف المحافظات من ضمنهم أسر عناصر الفصائل في عفرين وريفها بشمال سوريا.

وبحسب تقرير المرصد، فأنه تم الاستيلاء على منازل المهجرين قسراً من أهالي عفرين ومنحها للمستوطنين بما فيهم عوائل عناصر الفصائل الإرهابية، في حين بُنيت عدة مستوطنات في الأراضي الزراعية للذين لم يتم إسكانهم في منازل العفرينيين. في ظل عمليات التغيير الديمغرافي لمدينة عفرين المحتلة

يذكر أن المستوطنة الجديدة هي الخامسة في المنطقة الواقعة ما بين قريتي كفروم وقورت قولاق، وقبل أيام تم رصد عمليات بناء أربع مستوطنات جديدة في محيط قرية كفروم.

بدورها ذكرت صفحة حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، أن قرى استيطانية نموذجية بأسماء فلسطينية تم تشييدها في ريف عفرين المحتلة، وقال الحزب في صفحته على منصات التواصل الاجتماعي:

في ملف تشييد القرى الاستيطانية النموذجية بعفرين لأجل تمليك عقارات ثابتة للمستقدمين وترسيخ التغيير الديموغرافي في المنطقة، تمّ بناء عددٍ منها بـ “تبرعات أهالي قرى وبلدات في فلسطين 48” عبر جمعيات وشخصيات سياسية إسلامية فلسطينية وبنوك إسرائيلية وبإشراف مؤسسات تركية:

– مجمع “بسمة” جنوبي قرية “شاديره”- شيراوا، التي افتتحت على مرحلتين، الأولى بتاريخ 4/10/2021 بـ/96/ شقة سكنية، والثانية في 22/3/2022 بـ/125/ شقة سكنية، ولازال قيد التوسيع، من قبل “جمعية الأيادي البيضاء – تركيا” وبتمويل من “جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48″؛ على اسم “بسمة” المجلس المحلي لثلاث قرى (معاوية، عين السهلة، برطعة) في منطقة حيفا.

– قرية “أم طوبا”، جنوبي “بسمة”، التي افتتحت بتاريخ 8/5/2023، من قبل “جمعية الأيادي البيضاء – تركيا” وبتمويل من “جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48″؛ على اسم قرية “أم طوبا”- جنوب شرق مدينة القدس.

– قرية “الزعيم” جنوب غرب مدينة جنديرس، التي افتتحت مرحلتها الأولى بتاريخ 28/8/2022، من قبل “مؤسسة وفاء المحسنين الخيرية” المرخصة في تركيا عام 2018، بحضور “لجنة مسجد الشيخ عنبر” قادمةً من قرية “الزعيم”- شرق مدينة القدس.

– قرية “أجنادين” شرق مدينة جنديرس، التي افتتحت بتاريخ 4/1/2023، من قبل “فريق إدلب الوطن” وبتمويل “جمعية أجنادين الفلسطينية”؛ على اسم معركة أجنادين التي وقعت بالقرب من مدينة الرملة- شمال غرب القدس.

– قرى “صور باهر، بيت حنينا، العيساوية، دير ياسين” ضمن مشروع “أرض الأمل 2” الذي افتتحت مرحلته الأولى بتاريخ 4/5/2023 (بحضور الشيخ خليل عميرة والدكتور خالد عبد ربه ممثلين عن قريتين فلسطينيتين)، واستكمل فيما بعد، من قبل “الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (أنصر)” المرخصة في تركيا عام 2011، بالقرب من مزرعة “كوبله”/جبل ليلون، على بعد (خط نظر /7/ كم) جنوب شرقي مدينة عفرين؛ على أسماء قرى وبلدات تقع في محيط مدينة القدس.

– قرية “أشبال بيت المقدس” غربي مدينة جنديرس، التي افتتحت بتاريخ 8/10/2023، من قبل جمعية “Sadakataşı- حجر الصدقة” التركية، بحملة تبرعات من الناشط الإسلامي الفلسطيني إبراهيم خليل بتعاونٍ من “جمعية البيرق albairaq، جمعية العيش بكرامة، تراحموا – سنابل الخير”.

بالإضافة إلى بناء مساجد بأسماء فلسطينية.

قرية “النور” الاستيطانية:

في 2نيسان 2024، أعلنت “مؤسسة وفاق الإنسانية” افتتاح “مشروع مجمع النور السكني” قرب مدينة جنديرس، /48/ شقة كمرحلة أولى، حيث يتضمن المشروع (/416/ شقة، ضمن /26/ بناء، مساحة الشقة الواحدة /65/ متراً مربعاً، مسجد ومدرسة وإدارة خدمات وحدائق وطرقات ومرافق عامة)، وتمّ تأمين الكهرباء والماء والصرف الصحي.

بُدأ بالمشروع بعد زلزال شباط 2023- الحجة التي زادت من وتيرة بناء القرى الاستيطانية، على أرض زراعية بمساحة /23/ ألف متر مربع، شمالي جنديرس وشرقي قرية “يلانقوز/الريحان”، بعد قلع معظم أشجار الزيتون التي يتجاوز عددها الـ/300/ وأعمارها لـ/50/ عاماً، فيما الدولة لم تكن تسمح سابقاً لبناء المنازل في الأراضي الزراعية إلّا في نطاقٍ محدود جداً.

حسب موقعها الالكتروني، مؤسسة “وفاق” مرخصة في تركيا، رئيس مجلس إدارتها “تيسير مفيد” ومديرها التنفيذي “محمد خالد عوامة”، وزاد نشاطها في قطاع المأوى منذ عام 2018، أي بالتزامن مع الاحتلال التركي للمنطقة؛ وتعترف المؤسسة ضمن “معاييرها للتنفيذ” بـ”توقيع بروتكولات مع السلطات المحلية وهي (المجالس المحلية – منظمة آفاد التركية)” وتحويل الأموال وتوثيقها عبر تركيا.

ومن جهةٍ أخرى تمّ تمديد شبكة كهرباء عامة للمشروع على الفور، بينما عشرات القرى والبلدات في ناحية جنديرس محرومة من الكهرباء العامة بسبب سرقة وتخريب شبكاتها من قبل الميليشيات عام 2018، وعدم إعادة تمديدها.

يُذكر انه تمّ بناء /15/ قرية سكنية استيطانية من الطوب والإسمنت في محيط مدينة جنديرس لوحدها بإشراف تركيا، إضافةً إلى المخيمات.

زر الذهاب إلى الأعلى