الأخبارمانشيت

عبد الهادي أحمد: استسلام النظام والمعارضة للأجندات الخارجية أدى إلى عدم إيجاد حل للأزمة السورية

تطرق “عبد الهادي أحمد”، عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، في حديث خاص بالموقع الإلكتروني لصحيفة الاتحاد الديمقراطي، إلى جملة من الأسباب التي أدت إلى إطالة أمد الأزمة السورية وعدم حلها، هذه الأسباب التي أدت بدورها إلى المراوحة في المكان بعد مُضي اثنا عشر عاماً على الأزمة التي أنهكت كاهل الشعب السوري.

وفي هذا السياق قال عبد الهادي أحمد:

هناك عدة عوامل مؤثرة في الورقة السورية التي كادت أن تكتب لها النجاح بعد الانفتاح العربي عليها ودعوتها إلى حضور اجتماع الجامعة العربية لإعادته إلى الحضن العربي ومن ثم الضغط عليه وفقاً لمبدأ خطوة مقابل خطوة لحل الصراع الدائر في سوريا وأزمتها المعقدة منذ انطلاقة الثورة في العام 2011.

وأضاف عبد الهادي أحمد قائلاً: بالعودة قليلاً إلى الوراء، أي إلى بدايات الصراع السوري، نجد أن الدول العربية نفسها التي انقسمت في الأزمة السورية لم تمتلك رؤى واضحة ومشروع حل للأزمة السورية وفك الاشتباك الدموي السوري ــ السوري ولم تسد الطريق أمام التدخلات الإقليمية وعلى رأسها تركيا وإيران، والسبب في ذلك يعود إلى دعم كل دولة على حِدَةٍ تيار إسلامي متطرف مختلف عن الآخر من حيث التوجه وهذا ما أدى إلى تدخل القوى الإقليمية والدولية في الأزمة السورية وزادت من تعقيدها.

وفيما يخص نظام دمشق أوضح “عبد الهادي أحمد” أن سلطة دمشق ليست جادة في إيجاد حل للأزمة السورية، لا وفق القرار الدولي 2254، ولا وفق المبادرات المطروحة داخلياً وعلى رأسها مبادرة الإدارة الذاتية، كما أن هذه السلطة ما زالت تتمسك بالذهنية البعثية الإقصائية، ووفقاً لهذه المعطيات لا نجد حلاً سريعاً للمعضلة السورية إلا بضغوط خارجية لإرضاخه للجلوس على طاولة المفاوضات السورية، وهذا ما لن يحصل في الوقت الراهن بسبب تضارب مصالح وأجندات الدول والقوى المتدخلة في الصراع السوري والموجودة على الأرض.

وحول آلية الحل في سوريا في ظل التشرذم والشرخ البنيوي في المعارضة والنظام قال “عبد الهادي أحمد”: المعارضة السورية أيضاً مسلوبة الإرادة منذ نشأتها، ولا تمتلك مشروع حل في سوريا نتيجة الذهنية البعثية للكثير منهم التي تربت عليها ونتيجة تدخلات الدول المضيفة لما تسمى المعارضة وتحريكها وفق أجنداتها وهذا ما شجعت تركيا للتدخل بشكل مباشر في سوريا واحتلال أراضيها دون أن تحرك سلطة دمشق ساكناً، بل على العكس، تتجه سلطة دمشق لإيجاد تفاهمات إقليمية ــ تركيا، إيران ــ لإثارة الفتنة (كما حصل مؤخراً في دير الزور) في مناطق شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية لزيادة الضغط عليها وإقصائها عن أي مفاوضات الحل السوري، ولذلك ووفقاً لهذه المعايير نرى بأن الحل في سوريا يستوجب على المعارضة السورية الديمقراطية والشخصيات الديمقراطية لعب دور أكبر في الملف السوري لإيجاد حل يرضي السوريين جميعاً ووضع حلول لإنهاء الأزمة التي أنهكت كاهل الشعب السوري، وعلى السوريين توحيد جهودهم في حل الأزمة السورية بعيداً عن التدخلات الخارجية لبناء سوريا ديمقراطية، وفق دستور ديمقراطي، تكون لكل السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى