الأخبارمانشيت

عبد السلام مصطفى : التقارب الايراني التركي هو السبب الحقيقي للانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي

لا بد ان يحل الصراع في الشرق الاوسط على طريقتنا

أكد عبد السلام مصطفى مسؤول منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي في حوار مع موقع آدار برس حول تطور الأوضاع في المنطقة و موقف الحزب منها على أن الحروب و الأزمات المزمنة في الشرق الأوسط لا يمكن لها أن تحل عن طريق التقوقع القومي و الطائفي و السياسي و أن الحل الحقيقي يجب أن يكون على طريقتنا “مشروع أخوة الشعوب” فقال بهذا الصدد: ” فيدرالية شمال سوريا تحمل مضموناً مختلفاً عن المضامين القومية و المذهبية و الطائفية للدول المجاورة التي لم تستطع حتى الآن التعايش مع مواطنيها بسبب التنوع القومي و الديني و المذهبي و الفكري و السياسي كما استطاعت فيدرالية شمال سوريا فعله من خلال مشروع أخوة الشعوب القائم على احترام التنوع السابق لا بل جعله متكاملا ليشكل لوحة فسيفساء رائعة تظهر المعنى الحضاري لهذا التنوع” و أردف بالقول: ” لابد في النهاية من أن يُحل الصراعُ في الشرق الأوسط على طريقتنا لا غالب سوى التعايش المشترك بين مكونات المنطقة و لا مغلوب سوى دحر الإرهاب و التطرف بأنواعه المتعددة ”
و حول الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران بين الرفيق عبدالسلام حقيقة الهواجس الأمريكية من التقارب الإيراني-التركي و الذي قد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة وأنه طالما أن إيران هي الحلقة الأضعف في هذا التقارب فكان القرار الأمريكي بإلغاء الاتفاق النووي لإبقاء إيران ضعيفة على حساب تركيا التي مازالت ترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة و إسرائيل و تقليل أضرار التعاون التركي – الإيراني وقال في هذا السياق: “أعتقد جازماً بأن التقارب الإيراني – التركي في الشرق الأوسط عامة و في سوريا خاصة هو السبب الحقيقي لاتخاذ الولايات المتحدة قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران فتقاربهما الوثيق في سوريا يشكل تهديداً للمصالح الأمريكية في المنطقة عامة” و استكمل قائلاً: “افشال التقارب التركي – الإيراني لن يكون على حساب تركيا بقدر ما سيكون على حساب إضعاف إيران فتركيا مازالت ترتبط بالولايات المتحدة و إسرائيل بشكل وثيق”

أما عن مخاوف البعض من تكرار ما حصل في عفرين في منطقة شرق الفرات أوضح مسؤول منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي بأن هناك اختلاف في الأوضاع العسكرية و السياسية بين المنطقتين فمنطقة عفرين ذات مساحة جغرافية صغيرة وقد كانت محاصرة بالكامل من قبل الأعداء كما أنها تنقطع عن خطوط الإمداد في شرق الفرات كما أن وجودها في منطقة النفوذ الروسي ساعد روسيا على عقد صفقة الغوطة مقابل عفرين لإنقاذ النظام أما في شرق الفرات فلا بديل عن الفيدرالية القائمة هناك لأن البديل هو داعش فقط مما سيهدد الأمن و السلام العالميين ففي هذا السياق قال متحدثاً: ” الوضع في شرق الفرات يختلف عن الوضع في عفرين و ذلك لأسباب كثيرة فعسكرياً عفرين كانت الخاصرة الضعيفة لروج آفا بسبب انقطاعها عن الامتداد الكردي في شرق الفرات و إحاطتها بتركيا و النظام و المعارضة و من جميع الجهات حتى الامتداد الكردي على الطرف الحدودي مع تركيا لم يبق موجوداً كما كان قبل مئة عام ” و تابع متحدثاً “و بسبب حصارها العسكري فسياسياً عقدت بعض القوى الصفقات لإنهاء الحرب بسرعة و خاصة حول العاصمة دمشق, أما في شرق الفرات فالوضع مختلف تماماً حيث العمق الكردي موجود شمالاً و شرقاً و بالتالي عدم قدرة أحد على حصار المنطقة بشكل كامل كما أن أي تلاعب دولي في منطقة شرق الفرات سيؤدي إلى إعادة الإرهابيين لترتيب أنفسهم مجدداً و عودتهم إلى الساحة الدولية بشكل أكبر”

وعن التصريحات السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نيته في الانسحاب من سوريا وإن كان يحمل هذا التصريح أي رسائل للإدارة الذاتية فأكد عبد السلام مصطفى أنه لا رسائل موجهة للإدارة الذاتية و أن العلاقة بين الفيدرالية و الولايات المتحدة أكبر بكثير من أن تكون بهذا الشكل و أن الطرفين شركاء في الحرب على الإرهاب و هذه الرسائل ربما تكون موجهة لأطراف أخرى نقضت تعهداتها المالية مع الولايات المتحدة فأعرب قائلاً: ” لم يكن هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال تصريحاته السابقة حول نيته بالانسحاب من سوريا هو إرسال رسائل تخويف أو تهديد للإدارة الذاتية فالعلاقات بيننا أقوى بكثير من أن تصل لهذا المستوى، نحن شركاء في الحرب على الإرهاب الذي تنشره بعض الدول الإقليمية و على رأسها تركيا وهذه الشراكة جاءت نتيجة توافقات و تقاطع في المصالح و بالتراضي” وقال متابعاً: ” ربما كانت تصريحات الرئيس الأمريكي موجهة إلى جهات و أطراف و دول أخرى بسبب محاولة تلك الأطراف التملص من تعهدات قطعتها للولايات المتحدة سابقاً بالنهاية يبقى هذا شأن أمريكي متعلق بسياساتهم الخارجية ”

وأجاب مسؤول منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي عن سؤال حول الرؤية السياسية أو طريقة للتعامل مع الواقع السوري فيما لو انسحبت أمريكا من الشمال السوري: ” أُعلنت الإدارة الذاتية في روج آفا و شمال سوريا قبل أن تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً في البلاد عقب ملحمة كوباني البطولية التي أبدى فيها مقاتلونا شجاعةً لا توصف في مقارعةِ الإرهاب وإصراراً لا متناهياً على الصمود و المقاومة أي أننا لم نكن وليد قرار أمريكي و شعبنا موجود منذ الأزل على هذه الأرض نحن أنجزنا كل هذا بإرادتنا أما بالنسبة لرؤيتنا السياسية في حال أي انسحاب عسكري أمريكي في المنطقة (وهو أمر مستبعد) فنحن سنكون قادرين على ملء الفراغ بالتعاون مع التحالف الدولي الذي لم يصدر أي إشارة حول نواياه بالانسحاب بل على العكس تماماً فالتحالف الدولي مازال يعزز وجوده في شمال سوريا خوفاً من عودة داعش و الذي يشكل خطراً على الأمن العالمي”

زر الذهاب إلى الأعلى