المجتمع

صيف 2017 وحرارته التي لا تطاق

إعداد: عامر طحلو

مرّ فصلُ الصيف على الشعب السوري هذا العام غاضباً, حاملاً معه حرارة تشوي الشوارع والأبنية والبشر,  فدرجات الحرارة وصلت إلى 50 درجة مئوية وما زالت, بشكل لم يسبق له مثيل, وعانى المواطنون من كافة النواحي الخدمية والصحية وغيرها, ففي قامشلو التي لم تنزل فيها درجات الحرارة هذا الصيف إلى الآن تأثر المواطنون كثيراً وعانوا من هذه الظاهرة كالتالي:

 الناحية الخدمية

أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى ندرة توصيل الكهرباء خوفاً من تعطل المحولات والعنفات, ونتيجة الطلب الزائد عليها في هذا الجو الحار جداً, حيث وصلت ساعات التقنين إلى 23 ساعة يومياً, وأحيانا تأتي الكهرباء ساعة كل يومين, ناهيك عن أعطال مولدات الأمبيرات التي تغذي أحياء قامشلو, الجو الحار زاد من الأعطال, وكل عطل يستغرق إصلاحه من يوم إلى أسبوع, وأحياناً يكون الإصلاح مؤقتاً.

وبما أن الكهرباء هي عصبُ الحياة, فقد اضطر المواطنون الميسورون مادياً إلى شراء مولدات خاصة, لكي تقيهم هم وأطفالهم من نتائج هذا الحر الشديد, والتجار استغلوا هذا الوضع, فارتفعت أسعار قوالب الجليد إلى الضعف, ووصلت إلى 1200 ليرة للقالب, مما استدعى تدخل الجهات المعنية, التي سعّرت القالب ب600 ليرة للمواطن.

ولأن الكهرباءَ والماءَ مرتبطان ببعضهما, فقد أدت هذه الظاهرة إلى ندرة المياه وقلتها, وهناك بعض الأحياء انقطعت عنها المياه لمدة تصل إلى 7 أيام, مما اضطر الناس لشراء الماء من الصهاريج المتنقلة, سعر البرميل الواحد 500 ليرة, أي خزان ال5 براميل بسعر 2500 ليرة, والخزان يكفي حاجة الأسرة ليوم واحد، فكم سيدفع المواطن في هذا الصيف؟

الناحية الصحية

تؤثر درجات الحرارة العالية على البشر بشكل عام, ولكن المتضرر الأكبر منها هم فئة الأطفال, حيث أن هناك عدة أمراض تصيب الطفل نتيجة تعرضه للشمس كثيراً, وخصوصاً إذا كانت درجة الحرارة فوق ال 45 درجة, ومن هذه الأمراض:

التقلصات الحرارية:

تنتج عند ممارسة الرياضة والحركة الزائدة لدى الأطفال في درجات الحرارة المرتفعة, حيث أن جسم الطفل يفقد من خلال التعرق الكثير من الأملاح والسوائل, ونقص نسبة الأملاح في الجسم تؤدي إلى تقلصات في عضلاته,

عندما لا يشرب الطفل الكمية الكافية من السوائل, وهذه التقلصات تحصل غالباً في منطقة البطن, وعلى الرغم من أنها مؤلمة إلا أنها ليست خطيرة, ولا تحتاج إلى علاج خاص, وإنما يجب أن نأخذ الطفل إلى مكان غير حار, ونعطيه الكثير من السوائل, مع تدليك منطقة الوجع.

 الإرهاق من الحر أو الإنهاك الحراري:

يصاب الطفل به عندما يتواجد في مكان شديد الحرارة, ولا يشرب كمية كافية من السوائل, ,أعراضه هي:

(الجفاف – الإرهاق – الشعور بالتعب الضعف – الصداع – الرغبة في التقيؤ)

ومعالجته تتم على النحو التالي: (إدخال الطفل إلى المنزل أو أي مكان مظلل وبارد نسبياً- إعطاؤه بعض الطعام والشراب – جعل الطفل يأخذ حمام بماء فاتر)

إذا لم يأكل الطفل أو يشرب, يجب أخذه للطبيب لتلقي العلاج اللازم, بإمداد جسمه بالسوائل عن طريق المحاليل.

ضربة الشمس:

هي أشد وأخطر أنواع الأمراض الناتجة عن الحرارة الزائدة لأشعة الشمس, وهي عدم قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته الداخلية, وقد تصل درجة حرارة المصاب إلى 41 درجة أو أكثر, مما يؤدي إلى حدوث ضرر في الداغ, وتتم معالجته طبياً عند الطبيب أو المشفى ليتم التحكم في درجة حرارة المصاب, ويصاب بها الطفل عندما يبذل مجهوداً بدنياً شديداً في درجة حرارة عالية, دون أن يشرب كمية كافية من السوائل.

 أعراض ضربة الشمس:

  • وصول درجة حرارة المصاب إلى 40 درجة مئوية فما فوق
  • صداع حاد
  • الشعور بالضعف والإنهاك والدوار
  • تشنجات
  • فقدان وعي

لذلك يجب علينا أن نعلم الأطفال ونشجعهم على شرب الكثير من السوائل وخاصةً الماء, حتى لو لم يكونوا يشعرون بالعطش, ويجب إلباس الطفل ملابس خفيفة, وتنظيم أوقات خروج الطفل للعب خارج المنزل بعد الساعة السادسة مساءً

والحالات الأكثر تعرضاً لضربة الشمس هي:

  • الأطفال الصغار والرضع لأن جسمهم ضعيف ولا يقدر على تنظيم حرارته الداخلية مثل البالغين, ولا يشربون كمية كافية من السوائل, ولا يتعرقون مثل البالغين.
  • الأطفال المعاقين عقلياً: وهم لا يدركون ولا يعون ضرورة شرب السوائل.
  • الأطفال المصابون بأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب.
  • الأطفال الرياضيون الذين يؤدون التمارين الرياضية بقوة تحت الشمس الحارقة, فالطفل في فصل الصيف يمارس الألعاب والرياضة بكثرة, وهذه الفئة أكثر عرضةً للإصابة بضربة الشمس من غيرهم, لأنهم يتعرقون بنسبة كبيرة, وينسون شرب الكمية الكافية من السوائل, لذلك يجب علينا أن نقلل نسبة ممارسة الطفل للرياضة في الجو الحار ونسبة الرطوبة مرتفعة, ويجب عليه شرب السوائل أثناء التمارين كل 15 أو 20 دقيقة.

 وفي الختام نتمنى أن تنعم روج آفا بالرفاهية والخير والنصر, وأن تمر هذه الموجة الشديدة الحرارة بسلام, وأن يحفظ الله بلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى