الأخبارمانشيت

صحيفة le Figaro: مع حجز تركيا لمياه الفرات، الجفاف يهدد شمال وشرق سوريا بكارثة إنسانية

أفاد تقرير لصحيفة  le Figaroالفرنسية بأن تركيا تحجز مياه نهر الفرات وتقطعها عن سوريا, حيث انخفض منسوب نهر الفرات حالياً إلى مستويات متدنية لأول مرة عبر التاريخ, وهو ما سيتسبب بندرة المياه وانقطاع التيار الكهربائي وأزمة اقتصادية نتيجة تضرر وجفاف المحاصيل الزراعية, مما سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

وأكدت الصحيفة في تقريرها أنه إذا توقف السدّان الرئيسيان على الفرات عن العمل(تشرين- الطبقة) فستكون العواقب وخيمة على السكان بشمال وشرق سوريا, حيث أن السدّان هما المصدران الرئيسيان للطاقة الكهربائية لحوالي ثلاثة ملايين شخص في المنطقة، ونهر الفرات يوفر مياه الشرب لحوالي 4 ملايين ونصف مليون شخص.

وأشار التقرير إلى أن مياه الشرب في منبج ودير الزور متوفرة ليومين فقط في الأسبوع, ولذلك يشتري المواطنون المياه من الصهاريج,

وسلط التقرير الضوء على تدهور الوضع الصحي بسبب قطع تركيا لمياه الفرات حيث تشهد المنطقة زيادة حادة في حالات الإسهال وداء الليشمانيا، وتزايد حالات التسمم المرتبطة بالمياه, ففي شهر أيار تم معالجة  1019حالة من الأمراض المنقولة بسبب قلة المياه (65-70٪ منهم أطفال) في مستشفيات كوباني وريفها.

وأوضح التقرير بأن السلطات المحلية تتهم تركيا بحجز مياه نهر الفرات الذي ينبع من مرتفعات الأناضول, وأرسلت بياناً إلى الأمم المتحدة في 24 أيار بخصوص ذلك.

وفي هذا السياق أشار (فابريس بالانش) الجغرافي المتخصص والمحاضر في جامعة ليون الثانية إلى أن الأتراك ملتزمون بالسماح بتدفق 500 متر مكعب من مياه نهر الفرات في الثانية ​​على مدار العام، ولكن عندما يحتاجون إليه فإنهم يحتفظون به لأنفسهم, مؤكداً بأن تركيا  لن تقدم الهدايا للكرد السوريين, لأنها تعاديهم بشكل علني.

وتابع التقرير:

يستولي الأتراك على مياه نهر الفرات ويعتمدون على المياه الجوفية العابرة للحدود, وبالوسائل التقنية يسحبون المياه الجوفية من الآبار على الجانب السوري.

وأضاف بالانش:

في منطقة ترتكز بالكامل تقريباً على الزراعة تهدد ندرة المياه بزعزعة استقرار المنطقة التي مزقتها الحرب, والمزارعون يبتعدون عن زراعة القمح الذي يتطلب الكثير من المياه, وبدون سياسة شاملة لتحديث البنية التحتية في المنطقة، ستزداد الأزمة الاقتصادية والفقر, وهذه كلها عوامل تستغلها خلايا داعش النائمة التي لا تزال حاضرة في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى