الأخبارمانشيت

صحيفة تاجس شبيغل : كيف تدير تركيا سياسة الاستيطان في عفرين

نشرت صحيفة “تاجس شبيغل” الالمانية في برلين تقريراً يوم أمس الاثنين حول سياسة الاستيطان التي تقوم بها تركيا ضد الكورد في عفرين أوضحت فيه إنه بعد مرور نصف سنة منذ بداية العدوان الهمجي التركي واحتلال عفرين هناك كارثة إنسانية جديدة ، حيث تقوم تركيا بسياسة استيطانية ضد الكرد .

وتقول الصحيفة لقد نزح الكثير من السكان عن عفرين بسبب الهجمات التركية وهم الان ضحايا عمليات الترحيل او التهجير . وفِي الوقت الذي يتضاءل اهتمام الشارع الألماني بالوضع هناك لازال هناك مئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال مهجرين من عفرين في شمال سوريا وحالتهم من سيّء لأسوء .

عفرين منطقة كردية على الحدود مع تركيا ، كانت قد نجت الى حد كبير من الحرب السورية حتى يناير من هذا العام . قبل ان تبدأ تركيا احتلالها للمنطقة مع الإسلاميين المتشددين المتحالفين معها .

فقد اعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية منذ أسابيع إن تركيا تقوم بتوطين العرب بشكل منهجي في عفرين ، معظمهم سوريون وفلسطينيون أتوا من الغوطة قرب دمشق أكثرهم من الإسلاميين السنة المتطرفين ، هؤلاء يرون إن أردوغان هو حامي العالم الاسلامي .

كان يحكم عفرين خليط من العلمانيين واليزيدين والمسيحين والمسلمين المعتدلين تحت قيادة PYD لكن هذه الادارة الذاتية للكورد كانت مرفوضة من قبل أردوغان والاسد على حد سواء ، لذلك بدأ اردوغان العدوان على كل ما هو كردي سوريا والعراق أيضاً .

وتقول الصحيفة الالمانية  بالاضافة الى العائلات العربية التي تأتي من مخيمات اللاجئين في تركيا فإن المتشددين الإسلاميين في معاقل المعارضة السورية السابقة ياتون الى عفرين أيضاً ويقول هؤلاء في منتدياتهم وصفحاتهم على الإنترنيت يجب ان يشقوا طريقهم لعفرين ، سيتم طرد الأكراد ، (الكورد هناك ) ، يعود الفضل الى اردوغان لما يجري الان فهو الذي تفاوض سابقاً مع بشار الأسد لمنح المتمردين السنة طريقاً أمناً للوصول الى شمال وغرب البلاد .

يقول حزب الاتحاد الديمقراطي عن العائلات الكردية المهجرة إن التعامل بهذه الطريقة مع هذه العائلات انتهاك أساسي لحقوق الانسان وانتهاك واضح لحقوق الانسان ، هناك آلاف الكورد الذي فروا من القرى على الحدود التركية ولازالوا ينتظرون في مدينة عفرين ويمكن مشاهدة فيديوهات وتقارير عنهم حيث المعاملة السيئة من قبل المليشيات والفصائل التركية ، كذلك فر الكثير من الكورد الى منطقة صغيرة في الجنوب من عفرين حيث يتحصنون ويقاتلون القوات التركية وحلفائها المتطرفين .

ابو كردو البالغ من العمر 62 يعيش في هذا القطاع منذ شهرين في مخيم للاجئين تحميه قوات وحدات حماية الشعب ، على بعد 15 كيلومتراً من مدينة حلب لا يستطيع دخول مدينة حلب نفسها لانها تخضع لسيطرة قوات الأسد والذين يطالبون برشاوى تصل لـ 1000 يورو لكل شخص يريد الوصول لحلب ، يقول ابو كردو كان لدي متجر صغير في عفرين ، وكانت حياتي هادئة جداً ، حتى قبل أسابيع لم أكن احتاج لشيء ، والآن علي  الانتظار في طابور طويل للحصول على قطعة خبز .

ابو كردو لديه ولدان يقاتلون ضمن القوات الكردية احدهم في قامشلو عاصمة روج افا كما اوردت الصحيفة ، يضيف كردو : “شعور صعب عندما تضطر الى مغادرة منزلك في هذا العمر ، وانا لا اعرف من الذي يعيش فيه الان” .

يتمثل هدف أردوغان في تعريب منطقة عفرين الكردية لمنع سيطرة الكورد على منطقة قريبة على حدودهم حيث ينشط حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا ويعيش الكرد في الجانب الاخر ، علماً إن عفرين كانت ماوى للكثير من العرب والمسيحين والمسلمين الذين هربوا في أوقات سابقة من حلب بسبب قصف الأسد والمعارضة هناك .

وفِي نهاية التقرير ذكرت الصحيفة الالمانية “تاجس شبيغل” بموقف وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” (SPD) الذي اعلن إنهم لا يرفضون أن تبقى القوات التركية بشكل دائم في عفرين ، والضغط على الحكومة التركية للانسحاب . ومع ذلك لا يوجد لوزارة الخارجية حتى الان تقييم نهائي للوضع هناك ، بينما انتقد “هايك هانسيل” مسؤول حزب اليسار موقف الحكومة الاتحادية من احتلال تركيا لعفرين واصفاً إياه بانه كان مجرد كلام شفهي للشريك في حلف الناتو في الوقت الذي تحدث انتهاكات واسعة النطاق وتجاوزواضحة لحقوق الانسان من قبل الجيش التركي  .

زر الذهاب إلى الأعلى