تقاريرمانشيت

منبج تدار وتبقى من قبل مجلسيها العسكري والمدني

يكثر الحديث والبروباغندا الاعلامية حول خارطة طريق وتفاهم بين الولايات المتحدة الامريكية ودولة الاحتلال التركي بشأن مدينة منبج السورية في وقتٍ تشهد فيها تركيا أزمة حادة قد تطيح برأس نظامها الحاكم مع اقتراب موعد الانتخابات في 24 حزيران الجاري والتي ستحدد فيها مصير الدولة التركية.

تمثلت تحرير منبج ضربة قوية للتنظيم داعش الارهابي ولداعميها، نظرا لأهميتها الاستراتيجية حيث كانت تعمل كعقدة نقل المقاتلين الأجانب والإمدادات من تركيا إلى جرابلس، منبج، الرقة، ديرالزور، البوكمال إلى العراق.

73 يوما من المعارك الطاحنة، استطاعت خلالها قوات سوريا الديمقراطية ومن ضمنها (وحدات حماية الشعب YPG/ YPJ ومجلس منبج العسكري) تحرير المدينة بالكامل في 12 أب يونيو 2016 بعد عامين من استيلاء تنظيم داعش الإرهابي عليها، وبذلك فشلت مخططات ومشاريع بعض الأنظمة الاقليمية التي لازالت تعمل على اعادة لملمة وتجميع بقايا الإرهاب على أراضيها وفي المناطق التي احتلتها، كشفت حقيقة النظام التركي الداعم لمشاريع الإرهاب والتدمير في سوريا وفي عموم المنطقة.

منبج بعد التحرير

بعد أن تحررت مدينة منبج من قوى الظلام والارهاب على يد قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري والذي تشكل في (الـ 4 من نيسان 2016) تحولت المدينة التي كانت تكسيها السواد إلى مدينة مزدهرة وآمنة، كأنها انبعثت من جديد وعاد إليها الروح بعد فترة طويلة من الظلم والاضطهاد والعزلة التامة عن الحياة وكأنها كانت مدينة الاشباح.

منبج التي رزحت تحت حكم المرتزقة الذين جاؤوا إليها من مختلف أصقاع العالم، تعرضت للتدمير، للقتل، والسرقة، لكنها بدأت تتنفس هواء الحرية من جديد.

مجلس منبج المدني الذي تم تشكيله قبل أسابيع من بدء الحملة وتحديداً في الـ 5 من نيسان 2016، كان حاضراً بقوة بعد تحرير المدينة كما كان حاضراً إبان الحملة، إذ بدأ فور التحرير بتنظيف المدينة من مخلفات الحرب بالتعاون مع المجلس العسكري إضافة إلى إزالة الركام وكافة آثار الحرب.

أما على صعيد تنظيم أهالي المدينة والقرى المنبجية، كان تشكيل الكومينات والمجالس أول خطوة لمجلس منبج المدني الذي شرع بعد أسابيع من تحرير المدينة بعقد اجتماعات للأهالي شرح فيها أهمية تشكيل المجالس المحلية للأحياء والكومينات للقرى.

وتضم المجالس والكومينات لجان خدمية مثل لجان الصحة، الخدمات، الصلح، الاقتصاد، التربية والحماية…، تعمل على تقديم كل ما يلزم الأهالي الذين يقطنون في نطاق انتشارها الجغرافي.

وبعد أشهر من العمل تمكن المجلس من تشكيل مئات المجالس والكومينات للأحياء والقرى لتبدأ عملها ويعمد الأهالي على نفسهم في التنظيم وتأمين متطلبات الحياة.

وجاء الإعلان عن الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة منبج وتشكيل المجلسين التشريعي والتنفيذي للمدينة كخطوة كبرى بعد التحرير، حيث استطاع مجلس منبج المدني وبعد مضي أكثر من 8 أشهر على تشكيله أن يهيئ الأرضية للإعلان عن الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وتشكيل المجلس التشريعي لإدارة المدنية التي تحررت حديثاً من مرتزقة داعش.

وبهدف تنظيم العمل الخدمي والإداري في المدينة وإشراك ممثلي جميع مكونات منبج في الإدارة، أعلن المجلس في الـ 28 من شهر كانون الثاني 2017 عن توسيع صفوف مجلسه من 43 عضواً إلى 132 عضواً وعضوة ممثلين عن جميع مكونات المدينة من الشركس، الأرمن، الكرد والعرب والتركمان.

وفي الـ 28 من شهر شباط 2017 أي بعد شهر من توسيع صفوفه أعلن مجلس منبج المدني عن تغيير اسمه إلى الإدارة المدنية الديمقراطية لمنبج وريفها وانتخاب زينب قنبر وإبراهيم القفطان كرئاسة مشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة ذاتها.

وكلف المجلس التشريعي الذي كان قبلاً مجلساً مدنياً الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي بمهمة تشكيل لجان مجلسهم التنفيذي، حيث استطاعت الرئاسة تشكيل مجلسها مؤلفاً من 13 لجنة وهي لجنة الخارجية، الداخلية، الصحة، الدفاع، المرأة، الثقافة، البلديات، الشؤون الاجتماعية والعمل، المالية، الاقتصاد، الشباب والرياضة، التربية ولجنة عوائل الشهداء، لكل منها رئاسة مشتركة صادق عليهم المجلس التشريعي في الـ 12 من شهر آذار من العام ذاته.

وبعد تشكيل المجالس والكومينات والانتهاء من إزالة مخلفات الحرب والدمار الذي لحق بالمدينة جراء المعارك التي شهدتها إبان التحرير، دخلت مدينة منبج مرحلة جديدة وبدأت ملامح الحياة فيها تتغير.

تحولت منبج بفضل التطورات الحاصلة على الصعيد الاقتصادي والخدمي والتعليمي إلى عقدة مواصلات في الشمال السوري، إلى جانب تحولها لأكبر مركز تجاري في الشمال السوري، وهذا الأمر ساهم في زيادة عدد سكانها.

حيث شهدت منبج حركة تجارية كثيفة على صعيد الصادرات والواردات حتى باتت تمد مناطق الشمال السوري بالكثير من المواد التجارية الأساسية بكميات كبيرة.

  كذلك وضع مجلس منبج المدني كل ثقله الاقتصادي في العمل على افتتاح المدارس وقامت بتهيئة وتدريب المئات من المعلمين والمعلمات للإشراف على العملية التربوية التي انطلقت بعد التحرير بعد أكثر من 3 أعوام على الانقطاع من التعليم.

ففي عام 2017 افتتحت 340 مدرسة من أصل 400 مدرسة متواجدة في منبج، قصد هذه المدارس ما يزيد عن الـ 120 ألف طالب وطالبة.

كذلك تم افتتاح أكاديميات ومعاهد للتوعية الفكرية، كأكاديمية الشبيبة التي تسمى بـ “أكاديمية الشهيد هوزان جان، وأكاديمية الشهيد اسماعيل ابو حسين التي خرجت المئات من أعضاء المؤسسات العاملة في المدينة والريف.

وكان للمؤسسات الخدمية التي فعلتها إدارة منبج بعد التحرير دور بارز وكبير في إحياء المدينة، فمع تفعيل البلدية عاد للمدينة رونقها الجميل، حيث عملت الأخيرة على صيانة وتعبيد الشوارع إضافة إلى الجسور الرئيسية في المدينة، هذا غير العمل على صيانة شبكات الكهرباء وإيصال التيار الكهربائي من سد تشرين إلى مركز المدينة. إضافة إلى افتتاح العديد من الأفران أسوة بالمطاحن التي تسد حاجة المدينة من مادة الخبز.

كما سعت الإدارة للرقي أكثر بالواقع التنظيمي في منبج وريفها عندما شجعت خطوة تشكيل الاتحادات، مثل اتحاد الفنانين والمثقفين، واتحاد صاحبي المولدات الكهربائية وغيرها الكثير من الاتحادات.

منبج في عهدت أبنائها

تكفلت قوات مجلس منبج العسكري بحماية حدود المدينة من هجمات الجهات المعادية، حيث تصدت في العديد من المرات لهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على جبهات متعددة في منبج، فيما عملت قوى الأمن الداخلي التي تم تشكيلها عقب تحرير المدينة على صون الأمن داخل مدينة منبج وقراها.

واقبل شباب منبج بشكل كثيف على الانضمام إلى قوات مجلس منبج العسكري، حيث افتتح المجلس العديد من الأكاديميات لتدريب وتأهيل المقاتلين واعداد الضباط داخل صفوفه، من أبرز الأكاديميات أكاديمية الشهيد فيصل أبو ليلى التي فاق عدد المنضمين إليها الآلاف في مسعى منهم الحفاظ على أمن وسلام مدينتهم غلى جانب قوات “الأسايش ” الأمن الداخلي والترافيك والتي تعمل ليلاً نهاراً للحفاظ على امن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم.

ولأن جميع مقومات الحياة توفرت في مدينة منبج وريفها ولاسيما عامل الأمن والسلام، تحولت مدينة منبج التي كانت فيما مضى سجناً إبان سيطرة داعش عليها إلى موطن للنازحين الذين توافدوا إليها من مختلف المناطق السورية التي شهدت حرباً ضروس.

ووصل عدد النازحين في منبج في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 ألف نازح، فيما كان العدد ينزل ويصعد بحسب الأوضاع العسكرية والمدنية على الساحة السورية وخاصة الرقع الجغرافية المجاورة لمنبج.

واستقبلت إدارة منبج النازحين في مخيمين هما مخيم منبج الشرقي والغربي، ضمت هذه المخيمات مئات الخيمات واشرفت الإدارة بالتعاون مع بعض المنظمات الإنسانية على رعايتهم.

منبج مثال في التعايش المشترك ونموذج لسوريا المستقبل

أضحت مدينة منبج وريفها التي عرفت على مدى التاريخ بتنوعها الثقافي والعرقي والاثني بعد تحريرها من داعش مركزاً للتعايش المشترك فيما بين مكونات المنطقة من العرب، الكرد، التركمان والشركس، الذين تشاركوا سوية في إدارة منطقتهم في ظل الإدارة المدنية الديمقراطية وحموها إلى جانب بعضهم البعض في سياق مجلس منبج العسكري.

وفي حين كان الصراع القومي يتعالى في سوريا، عملت المكونات هذه إلى جانب بعضها البعض على إدارة نفسها ومنطقتها، حتى أصبحت المنطقة نموذجاً لسوريا المستقبل ومثال في التعايش المشترك.

بالرغم مما ذكرناه فأن المدينة وككل الشمال السوري لم تسلم من تهديدات الارهاب والقوى الفاشية المحتلة حتى هذه اللحظة.

 -ماذا عن مسودة التفاهم بين أنقرة وواشنطن بشأن مدينة منبج

بدا التباين واضحاً بين تركيا والولايات المتحدة، غداة إعلان «خريطة طريق» لحسم ملف مدينة منبج (شمال سورية)، وفيما يُطبِل أردوغان وثلة العدالة والتنمية الحاكمة في تركيا عبر وسائل اعلامها بتوسيع حملتها الاستعمارية ضد شمال سوريا قبيل انتخابات 24 حزيران لكسب مزيد من الاصوات القوموية الحاقدة على الكرد وعلى المشروع الديمقراطي في شمال سوريا، بدت واشنطن أكثر تحفظاً، في ما يرمي غليه النظام التركي، وهذا ما أكده  مسؤول في الخارجية الأميركية أن «خريطة الطريق» التي وضعتها الولايات المتحدة وتركيا  هي من أجل تفادي حدوث صدام مسلح في المدينة، وسيكون تطبيقها «معقداً» وطويلاً، إذ ما زالت هناك ضرورة لمناقشة كثير من التفاصيل، مشيراً إلى أن تطبيقه سيتم “على مراحل تبعاً للتطورات الميدانية”، ونفى وجود جدول زمني محدد. يسأل البعض هل يشكل تنفيذ خريطة الطريق المعقدة لمدينة منبج في شمال سوريا اختباراً لاستعادة الثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها في الناتو الدولة التركيا، بعد فترة من الخصام وتراكمٍ في الملفات الشائكة بين البلدين، والتي استغلتها روسيا بالتوغل جاذباً تركيا إلى صفها في الزمة السورية وفي العديد من القضايا والصراعات الدولية العالقة في الشرق الأوسط والعالم؟

 تنص خارطة الطريق بين أنقره وواشنطن حسب العديد من المصادر الاعلامية على عدة نقاط: (تشكيل دوريات أميركية -تركية في أطراف مدينة منبج، خروج وحدات حماية الشعب YPG من المدينة إلى شرق نهر الفرات، تعزيز دور مجلس منبج العسكري، وتشكيل مجلس مدني للمدينة، وعودة النازحين إلى أماكنهم الأصلية”.

 ويشير بعض المحللين إن هذه الخريطة خلاصة كانت تشكل مضمون لقاءات وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق هاربر ماكماستر، للبحث عن قواعد مشتركة مع حلفائهم الاتراك في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، لكن خروجهما من الإدارة الأميركية في مارس (آذار) الماضي أدى إلى إرجاء التنفيذ، إضافة إلى إن الخلاف بين الطرفين حول تسلسل تنفيذ الخريطة يبدو واضحاً، بين تركيز واشنطن على ضرورة بناء الثقة وتشكيل الدوريات، مقابل تركيز أنقرة على عزل منبج وضمها إلى مناطق سيطرتها.

 لكن بعد جلسات مكثفة من بين الطرفين من جهة (بومبيو وجاويش اوغلو) وبين الولايات المتحدة الأمريكية والادارة المدنية الديمقراطية ومجلس منبج العسكري من جانبٍ أخر توصلت الاطراف إلى صياغة مسودة تفاهم مشترك تجنب المدينة من الغزو والاحتلال التركي.

لكن بمجرد الإعلان عنها، بدأ يطفو إلى السطح اختلاف القراءتين الأميركية والتركية. إذ إن أنقرة تريد بدء تنفيذ الخطة خلال عشرة أيام وفق برنامج زمني يتضمن خروج القوات العسكرية من منبج وهنا نقصد وحدات حماية الشعب التي تتحجج أنقرة بأنها لازالت موجودة في منبج بعد أن انسحبت عقب تحريرها للمدينة من تنظيم داعش الإرهابي الممول من تركيا ثبوتياً، و لكنها أبقت على عددٍ من المستشارين والمدربين وذلك بالتنسيق مع مجلس منبج العسكري وقوات التحالف الدولي، لكنها أعلنت أيضاً فبل أيام بأنها سحبت مستشاريه ومدربيها بعد ان وصلت مجلس منبج العسكري لمستوى كافي من القدرات القتالية والعسكرية وأصبحت قادرة على الدفاع عن المدينة ضد أي خطراً وتهدياً إرهابي وخارجي.

من جهتها اشارت واشنطن إلى إن تنفيذ خارطة الطريق” مسودة التفاهم” يتوقف على مدى نجاح المراحل التي ستتقيد بها تركيا، أي رهن على عودة الثقة الأميركية – التركية.

مجلس منبج العسكري يتعهد بالسير على خطى الشهداء

بعد أن أنهت وحدات حماية الشعب مهمتها الوطنية والاخلاقية في تحرير مدينة منبج وسكانها من قبضة الارهاب سحبت قواتها من المدينة المحررة لتأدية مهمتها في الدفاع عن ترابها وشعبها من الإرهاب في المناطق الأخرى، وكامتنان على ما قدمته هذه القوات من تضحيات جسام عبرت القيادة العامة لمجلس منبج العسكري عن شكرها وامتنانها لوحدات حماية الشعب على ما قدمته من دعم ومساندة للمجلس. وأكدت أن المجلس العسكري بات قادراً على حفظ أمن منبج وحدودها ضد أي تهديدات خارجية.

 واكدت مجدداً أمتنناه وشكرها لهذه القوات تزامناً مع إعلان وحدات حماية الشعب سحب مستشاريها العسكريين من منبج في الـ 6 من حزيران الجاري، في بيانٍ جاء فيه:

“نحن في مجلس منبج العسكري، وبعد إعلان تشكيله في، بدأنا بالتحضير لحملة عسكرية لتحرير مدينة منبج وريفها. وهي الحملة التي بدأت في الأول من حزيران 2016 ضد داعش. وقمنا بطلب الدعم والمساندة من وحدات حماية الشعب والتحالف الدولي للمشاركة في طرد التنظيم من المدينة وتحرير المدنيين.

وعلى هذا الأساس عقدنا اجتماعاً في قاعدة إنجرليك بتركيا، حضره ممثلون عن الجانب الأميركي ومسؤولون أتراك ووفد من مجلس منبج العسكري برئاسة قائد المجلس السابق الشهيد عدنان أبو أمجد، تمت مناقشة المعركة وجرت تفاهمات بمشاركة الأتراك، لتبدأ الحملة العسكرية التي استمرت أكثر من شهرين.  واستطاع مجلس منبج العسكري ووحدات حماية الشعب وبدعم من التحالف الدولي تحرير المدينة ب تاريخ1٥ اب 2016 ليتمكن الآلاف من الأهالي من العودة لمدينتهم بعد أن تم توفير الأمان والخدمات.

بتاريخ 16 تشرين الثاني 2016 تسلمنا في “مجلس منبج العسكري” الإدارة الأمنية والعسكرية في منبج، وأعلنت وحدات حماية الشعب الانسحاب من المدينة، عبر بيان رسمي، وعرض عسكري.

لكننا في المجلس العسكري واصلنا اتمام بناء مؤسساتنا وتنظيم هيكليتنا لحماية المدينة. ولهذا وبناء على طلبنا في مجلس منبج العسكري بقيت مجموعة من المدربين العسكريين من وحدات حماية الشعب في منبج بصفة مستشارين عسكريين لتقديم العون للمجلس العسكري في مجال التدريب، وذلك بالتنسيق مع التحالف الدولي وبموافقته. واليوم وبعد مرور سنتين، وجد المجلس انه بات قادراً على متابعة التدريب والحماية وأنه يمتلك القادة والخبرة الكافية في مجالات التدريب والقتال تم الاتفاق مع وحدات حماية الشعب (YPG) على سحب من تبقى من مستشاريها العسكريين من منبج على أن تجري عملية الانسحاب في الأيام القادمة.

تحقيق: دلبرين فارس

زر الذهاب إلى الأعلى