الأخبارمانشيت

صحيفة إماراتيّة: تركيا جار السوء لسوريا والعراق

جاء في صحيفة (الخليج) الإماراتيّة أنّ ​تركيا​ البلد الجار لكلٍّ من ​سوريا​ 8و​العراق​ تمارس مع البلدين أسوأ أشكال علاقات الجوار, من حيث التّدخّل العسكريّ المباشر في أراضيهما واحتلال أجزاءٍ منها, وإقامة قواعد عسكريّةً فيهما دون إرادتهما، وكذلك دعم جماعاتٍ متطرّفةٍ مسلّحة تحتلّ أجزاءً من ​الأراضي السّوريّة​ الشّمالية.

كما أشارت الصّحيفة إلى الدّور البشع الّذي لعبته ​أنقرة​ طوال السّنوات الثّماني الماضية, حيث جعلت من أراضيها معقلاً للمرتزقة و​الجّماعات الإرهابيّة​ الّتي جاءت من كلّ أنحاء العالم، واتّخذت من حدودها معبراً إلى كلٍّ من سوريا والعراق كي تمارس أبشع أشكال الإرهاب الّتي شهدتها البشريّة في تاريخها من استهدافٍ للإنسان والتّاريخ والحضارة والأديان والعمران.

ونوّهت الصّحيفة إلى أنّ آخر فصول جار السوء هذا كان قيام تركيا بسلسلةٍ من الغارات الجّويّة الّتي استهدفت ​شمال العراق​ بزعم محاربة ​حزب العمّال الكردستاني​، وذلك دون إذن من السّلطات العراقيّة الّتي من المفترض أنّها صاحبة السّيادة المطلقة على كلّ الأراضي العراقيّة، ووفقاً للقانون الدّولي فإنّ أيّ انتهاكٍ لهذه السّيادة يُعتبر عدواناً مباشراً على العراق، فقامت ​وزارة الخارجيّة العراقيّة​ باستدعاء السّفير التّركي في ​بغداد وسلّمته رسالة احتجاجٍ على قيام الطّائرات التّركيّة بخرق الأجواء العراقيّة واستهداف مواقع في منطقتيّ جبل ​سنجار​ ومخمور شمال العراق, وإيقاع خسائر في الأرواح والممتلكات, ودعت الخارجيّة العراقيّة الجّانب التّركي إلى التزام ​سياسة​ حسن الجوار حفاظاً على علاقات الصّداقة بين البلدين، إلا أنّ الجّانب التّركي تصرّف باستعلاءٍ وتحدٍّ، حيث صرّح أردوغان قائلاً:

نفّذنا عمليّاتنا في العراق, وسيكون هناك المزيد نظراً لأنّنا نواجه تهديداتٍ من هناك، وسيكون هناك ردٌّ على الفور.

أمّا في سوريا فتمارس أنقرة سياسة الاستقواء والبلطجة مباشرةً من خلال قوّاتها، أو من خلال الجّماعات المسلّحة الّتي تعمل لحسابها وبإمرتها، فبعد احتلال عفرين في شمال سوريا تهدّد تركيا باجتياح منطقة شرق ​الفرات​، ليس لمحاربة داعش, وإنما لمحاربة القوات العسكرية في المنطقة “SDF، YPG،YPJ وذلك بحجّة أنّهم يشكّلون خطراً على أمنها القومي، مستغلّةً ضعف النّظام السوري من أجل فرض معادلةٍ جديدةٍ في شمال سوريا, وتحقيق مكاسب سياسيّة وخطف حصّةٍ من الكعكة عندما يحين أوان التّسوية، وهذا ما بدا واضحاً من خلال عدم التزامها بتطبيق اتّفاق أستانا بشأن منطقة خفض التّوتر في إدلب مراعاةً لجماعاتها المسلّحة و​جبهة النصرة​، وهي عمليّة ابتزازٍ مفضوحة الأهداف وكلّ ذلك يجري أمام أعين العالم والعرب، فلم نسمع صوتاً يدين أو يستنكر وكأنّ الأرض العربية باتت مشاعاً لكلّ ما هب ودب.

زر الذهاب إلى الأعلى