جاء في تقرير نشرته صحيفة Gulf News الإماراتية بأن المجتمع الدولي مشغول بمشكلة مشروع سد النهضة الإثيوبي، في حين يساهم مشروع GAP التركي (مشروع جنوب شرق الأناضول) بالفعل في تفاقم أزمة تدفق مياه نهري دجلة والفرات باتجاه سوريا والعراق منذ عقود.
وأوضح التقرير بأنه في ستينيات القرن الماضي بدأت تركيا مشروع GAP الذي يهدف إلى استخدام أجزاء كبيرة من مياه دجلة والفرات للري وتوليد الطاقة الكهرومائية وإمدادات المياه, وهذا المشروع الضخم المكون من 22 سداً كبيراً وسيشكل 25٪ من موارد المياه في تركيا، وتسعى تركيا من خلاله كما أعلنت إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في منطقة جنوب شرق الأناضول, ولكن مشروع GAP التركي يشكل تحدياً خطيراً لوضع الأمن المائي في سوريا والعراق حيث أكد التقرير بأن تركيا استغلت السدود للحصول على تنازلات من سوريا والعراق في القضية الكردية, حيث قطعت الحرب الأهلية في سوريا السبل لإيجاد آلية للمشاركة التعاونية لمياه دجلة والفرات, واستخدمت تركيا عدم الاستقرار السياسي في اتجاه مجرى النهر لتعزيز سيطرتها على المياه واستخدامها كورقة مساومة لتعزيز أمنها الإقليمي.
وجاء في التقرير أيضاً:
رغم أن مشروع GAP لم يُنجز بالكامل, فهناك بالفعل انخفاض بنسبة 40٪ على الأقل في تدفق المياه إلى سوريا والعراق, وأدت موجات الجفاف المتكررة إلى تفاقم الوضع المائي هناك, إذ تواجه العراق وسوريا ندرة شديدة في المياه، مما يخلق أزمات بيئية وإنسانية, وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالفعل 50000 أسرة زراعية في سوريا من خطر فقدان سبل عيشها بسبب الانخفاض الحاد في مستويات المياه في نهر الفرات, وتتهم الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا تركيا باستخدام مياه نهر الفرات كسلاح ضد السكان في المنطقة, ومن أجل دعم التنمية المستدامة يجب على المجتمع الدولي أن يطلب من تركيا تغيير نهجها المهيمن على مياه دجلة والفرات, فالعراق وسوريا تحتاجان إلى الحصول على حصتهما العادلة من المياه من خلال إطار قائم على الحوض لتقاسم المياه.
