الأخبارالعالممانشيت

صحفية هولندية: الكرد محرومون من حقهم في الحياة رغم خفقان قلوبهم

أوضحت الصحفية الهولندية (فريديريك جيردينك) بأن التلاعبات الدولية وسياسة الإبادة والاحتلال التي تمارسها الدول التي تريد القضاء على الشعب الكردي حرمت هذا الشعب من مستقبل آمن وكريم, حتى أن هذه الدول تمكنت من جعل الكُرد يتصارعون في ما بينهم, ولكن عندما يكون الشعب الكردي موحداً فسيكون  قوياً بشكل لا يصدق.

وأشارت الصحفية إلى أن الكرد محرومون من حقهم في الحياة رغم أن قلوبهم ما زالت تنبض.

وأعربت الصحفية الهولندية في مقالة لها نشرها موقع Kurdistan au fémininعن حزنها لأن هناك احتمال بأن تندلع معركة بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني لصالح تركيا في إقليم كردستان العراق، وأن يخوض الشعب الكردي حرباً أخرى بين الأشقاء يخطط لها الأعداء, وقالت في مقالتها:

 تابعت وحققت بحزن في مقتل خمسة من مقاتلي البشمركة صباح السبت, وإلى جانب مأساة موت هؤلاء الرجال الخمسة بحد ذاتها، أثرت علي ردود الفعل التي كانت قوية للغاية, لا ينبغي لأحد أن يشك في الحقائق التي حدثت, وأول الأنباء وردت في الصباح الباكر عن مقتل البشمركة عبر غارة جوية, ولكن بعد ذلك أفادت الأنباء بأن الهجوم ليس غارة جوية، بل هجوم صاروخي.

وتابعـت:

من الواضح أنه لم يكن كذلك, ولست بحاجة إلى الكثير من المعلومات للوصول إلى هذا الاستنتاج, وسأختصر بالنظر إلى المركبة بعد الهجوم, لا تظهر عليها آثار إصابتها بصواريخ محمولة على الكتف, وليس هناك آثار اصطدام بزاوية أفقية, ويوم الاثنين أكد قائد قوات البيشمركة (قادر خوراني) بأن الهجوم كان من الجو(هجوم بطائرات), ولكن سرعان ما حذف منشوره على Facebook، لكن تمت مشاهدته والإبلاغ عنه, وهذه ليست معلومة جديدة، لكنها تأكيد بأن هناك طرف مهتم بالتستر على الحقيقة، مما يجعل شهادته أكثر إقناعاً.

وتساءلت الصحفية: لكن هل الحقيقة مهمة؟

لكن التصريحات السخيفة والاتهامات جعلتني أشعر بالفشل حقاً.

فالتصريحات التي تعتبر فضيحةً كبرى كانت على النحو التالي:

(الحزب العمال الكردستاني وتركيا يعملان معاً لتدمير إقليم كردستان  العراق).

 هناك عدد لا يحصى من صور البارزاني مع أردوغان ووزير الخارجية جاويش أوغلو، ولا توجد أية صورة لمسؤول تركي مع مسؤولي حزب العمال الكردستاني (جميل بايق ويسي هوزات).

يتعاون حزب العمال الكردستاني بشكل علني وعن طيب خاطر مع تركيا هل حزب العمال الكردستاني وتركيا يخططان ضد إقليم كردستان؟

كيف تدخل هذه القصص في عقول الشعب الكردي؟

هذه دعاية بالطبع, لكنني لمست الكثير من الكراهية العميقة لحزب العمال الكردستاني وهذا ليس شيئاً جديداً، لكن كيف يمكن أن تعادوا إخوانكم الكرد في حزب العمال الكردستاني أكثر مما تعادون تركيا الدولة التي  تذبح الكرد منذ عقود وتدمر أراضيهم.

لماذا لا تغضبون عندما تشن تركيا الهجمات وتقتل المدنيين وتحتل المزيد والمزيد من الأراضي وتُبقي القادة الكرد الضعفاء في قبضتها الاقتصادية والسياسية؟

 كثير من الناس يائسون ويقولون بأن تركيا وحزب العمال الكردستاني يجب ألا يتحاربا على أراضي الإقليم وإنما في تركيا, ولكن أين من المفترض أن يذهب مقاتلو حزب العمال الكردستاني؟ إنهم في وطنهم في كردستان.

وأضافت الصحفية:

هناك شيء آخر أجده مؤلماً: كيف أصبحت حدود الدول المحتلة لكردستان فاصلة بين الكرد, هناك كوردستان واحدة وهي مقسمة إلى أربعة أجزاء والحدود ليست حدود الكرد, بل كردستان هي لجميع الكرد، وكذلك للطوائف الأخرى التي تعيش هناك, فكيف يمكن القول بأن حزب العمال الكردستاني لا مكان له في جبال كردستان؟

يمكن لقادة إقليم كردستان فعل الكثير ولكن لم يفعلوه أبداً, يمكنهم حث تركيا على حل القضية الكردية من خلال الحوار والمفاوضات دون التدخل   في شؤون تركيا الداخلية, وسيكون ذلك لمصلحة الجميع.

Fréderike Geerdink

صحفية هولندية مستقلة ومؤلفة متخصصة في كتابة التقارير عن المرأة الكردية والقضايا السياسية في تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى