في حوار مع قناة /كردستان 24/ تطرَّق عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD (صالح مسلم) إلى المستجدات السياسية على الساحة السورية ومناطق شمال وشرق سوريا, وبخصوص اجتماعات اللجنة الدستورية التي انعقدت قبل فترة أوضح مسلم قائلاً:
بالنسبة لمؤتمر جنيف واجتماعات اللجنة الدستورية فنحن سابقاً أكدنا بأننا لا نعقد عليها أية آمال ولا على مخرجاتها, فاللجنة الدستورية التي اجتمعت قبل أيام تشكلت من ثلاثة أطراف, طرف مدعوم من تركيا فتوجهه كيفما شاءت, والطرف الثاني يمثل النظام السوي ومؤيديه, والطرف الثالث المجتمع المدني (بالاسم فقط), والأطراف الثلاثة لا تمثل الشعب السوري والمكونات السورية, ولذلك لن تستطيع هذه الأطراف صياغة حل للأزمة السورية رغم أن الأمم المتحدة هي الراعية لهذه الاجتماعات.
وأضاف مسلم: نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ندعم أية مبادرة تُفضي إلى حل الأزمة السورية, وقرار المشاركة في أية مبادرة أو مؤتمر لحل الأزمة السورية هو بيد الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تمثل مكونات وأحزاب المنطقة وليس قرارنا كحزب, فحزب الاتحاد الديمقراطي هو جزء من الإدارة الذاتية التي تمثل أكثر من خمسة ملايين مواطن سوري, وأية مؤتمرات سواء كانت جنيف أو اللجنة الدستورية لن تنجح بدون مشاركة ممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية وكافة المكونات السورية.
وبالنسبة لموقف الأطراف السورية البارزة في الأزمة السورية من الشعب الكردي في سوريا, قال مسلم:
النظام السوري والائتلاف السوري المعارض عقليتهما واحدة إزاء القضية الكردية في سوريا, فكِلاهما لا يعترفان بوجود الشعب الكردي ولا بحقوقه المشروعة في سوريا, وبرز ذلك مؤخراً في الوثيقة المؤلفة من ثمانية بنود التي قدمها وفد النظام السوري في الاجتماع الأخير للجنة الدستورية, والتي تطالب جميع السوريين بالوقوف ومساندة النظام البعثي لإعادة نظام الحكم إلى ما كان عليه قبل 2011, وصبغ المكونات السورية ومن ضمنهم الكرد بصبغة واحدة, ورفض الاعتراف بالتنوع القومي والعرقي للشعب السوري, والائتلاف المعارض لم يعترض أو يعلق على بنود هذه الوثيقة.
وحول مفاوضات وحدة الصف الكردي, هل توقفت أم لا؟
أوضح صالح مسلم قائلاً:
إن هدف المحادثات (الكردية – الكردية)هو وحدة الصف والحفاظ على مكتسباتنا وتطويرها, لأن تحقيق وحدة الصف سيكسب الشعب الكردي القوة وإزالة الجوانب السلبية وتصحيح الأمور الخاطئة في الإدارة الذاتية الديمقراطية, وبالتالي نحن كحزب منضوٍ تحت سقف أحزاب الوحدة الوطنية مصرون على إنجاحها, وهذا هو هدف أحزاب الوحدة الوطنية.
وتابع مسلم:
المحادثات ستستمر مستقبلاً, وسبب توقفها هو أن رئيس وفد الطرف الأمريكي الراعي قد تقاعد ونحن بانتظار تعيين بديل عنه, وكذلك العديد من أعضاء وفد المجلس الوطني الكردي المفاوض ليسوا موجودين هنا, وبتقديري أن المفاوضات ستنطلق بعد فترة قصيرة خاصة أنه تم التوافق على العديد من النقاط الهامة بين الطرفين كالمرجعية الكردية والجوانب السياسية الهامة وغيرها, وبالنهاية فإن نجاح هذه المفاوضات هو نصر للشعب الكردي في سوريا وتحقيقٌ لأهدافه وحفاظٌ على المكتسبات التي تحققت.
وحول وجود مفاوضات بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والنظام السوري, قال مسلم:
نحن سواءً في الإدارة الذاتية الديمقراطية أو مجلس سوريا الديمقراطية أو حزب الاتحاد الديمقراطي PYDنؤكد أننا مستعدون للحوار مع أي طرف سوري للوصول إلى حل للأزمة السورية, ولكن النظام السوري ما زال متمسكاً بنفس الذهنية القديمة ولا يقبل التغيير, وأعلن خلال آخر لقاء معنا فبل حوالي ستة أشهر بأنه غير مستعد للحوار.
وعقَّبَ مسلم على الموقف التركي المعادي للإدارة الذاتية الديمقراطية بشمال وشرق سوريا بالقول:
نحن في شمال وشرق سوريا لا نعادي الشعب التركي ونتطلع إلى أفضل علاقات الجوار معهم, ولكن النظام الفاشي الحاكم لتركيا لا يعترف بوجود الشعب الكردي ولا يقرُّ بحقوقه ويحارب الديمقراطية, ولذلك نحن نتطلع إلى الاتفاق كشعب سوري بجميع مكوناته مع بعضنا البعض, وليس لدينا أية نيَّة بتقسيم سوريا أو الانفصال.
