الأخبارمانشيت

شاهوز حسن: حرب أردوغان على عفرين توجيه لأنظار العالم نحو خارج تركيا

قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD شاهوز حسن: “إن أردوغان بحربه على عفرين، يخفي الانتهاكات الدكتاتورية التي يمارسها في الداخل التركي، وليوجه أنظار العالم إلى خارج تركيا”.

وأشار شاهوز حسن خلال لقاءٍ أجرته فضائية Kûrd sat  إلى أن الهجوم الذي يشنه الجيش التركي والمجموعات المرتزقة المرتبطة بالنظام التركي على عفرين اليوم هجومٌ همجي، مبنيٌ على فكر الفناء والهلاك، ويهدف إلى تغيير ديمغرافية المنطقة، وهو هجوم يحمل طابع تنظيمات القاعدة الإرهابية كجبهة النصرة وداعش، قائلاً: “إن هذه الحملة العسكرية التي تقوم بها تركيا تأتي في إطار عملية احتلال وخرقٍ لجميع القوانين الدولية، ومن الواضح أن هذا الاحتلال  موجهٌ ضد التجربة الديمقراطية الوليدة في شمال سوريا، وتهدف إلى اقتطاع جزءٍ من أرضنا، وهي تأتي تتمة لتنفيذ سياسات النظام التركي الهادفة للقضاء على الهوية المقاومة للشعب الكردي أينما كان”.

وأكد حسن خلال حديثه المطول عن التطورات التي تشهدها المنطقة عموماً وعفرين خاصة على أن أردوغان يهدف من خلال الحرب على عفرين إلى إخفاء الانتهاكات الدكتاتورية التي يمارسها في الداخل التركي، وليوجه أنظار العالم عن السياسات الاستبدادية في داخل تركيا. قائلاً: “الهجوم الذي يشنه النظام التركي لا يستهدف عفرين فقط بل يستهدف أمن المنطقة وشعوب المنطقة برمتها، نحن نعلم بأن أردوغان يرفض أي حلٍ سياسي يؤمن الاستقرار والأمان في المنطقة،  ومشروعه الاحتلالي وواضحٌ للجميع، هذا الهجوم جاء بشكل خاص لتمزيق كل فرص الحل وتشتيت الجهود الدولية التي كانت تبذل لوضع مسار الأزمة السورية التي كلفت الشعب السوري الكثير على طاولة الحل السياسي”.

وحول المقاومة التي يبديها أبناء عفرين في وجه آلة القتل التدمير التركية، قال: “اليوم يخوض أبناء عفرين وقوات سوريا الديمقراطية، مقاومة تاريخية ستُسّطر ليس في تاريخ الكرد فحسب بل في تاريخ العالم أجمع لما لهذه المقاومة من مأثر بطولية ومعانٍ في القيم الإنسانية، العالم يدرك تماماً بأن أبناء عفرين يدافعون عن أرضهم في وجه هذا الاحتلال الغاشم، ولهم كل الحقوق الدولية والإنسانية التي تنص على حق الانسان في الدفاع عن أرضه وعرضه، شعبنا يقاوم ومنذ أكثر من ست سنوات في وجه التنظيمات الإرهابية عوضاً عن العالم أجمع، واليوم نرى بأن العالم قد أدار ظهره لما يجري في عفرين من انتهاكات وعمليات إبادة وتطهير يقوم بها الجيش التركي المحتل وعصابة الأجرام المرتبط به، النظام التركي يستخدم جميع أنواع وصنوف الأسلحة الثقيلة في حربها الهمجية اليوم وهي عضوة في حلف الناتو، وتستخدم أسلحة الناتو ضد شعب عفرين، وهنا أود القول بأن مَن حارب الإرهاب من أبناء الشمال السوري في قوات سوريا الديمقراطية في “منبج، كوباني، الرقة ودير الزور” هم أنفسهم يقاومون الهجوم الذي يشنه الجيش التركي ومجموعات القاعدة على عفرين، بالطبع ليس هناك فارق بين محاربة داعش وبين محاربة جيش النظام التركي ومرتزقته كونهما يمثلان نفس العقلية ونفس الأسلوب في القتل والتهجير والترهيب.

وشدد حسن على أن شعب عفرين ورغم تعرضه للقصف الهمجي للعدوان التركي الذي يستهدف كل البنى التحتية فأنه صامدٌ في مقاومته، ومساندة جميع أبناء الشمال السوري بكل مكوناته لمقاومة عفرين إنما يبرهن على مدى تماسك وترابط الشعوب في وجه الغزاة والمحتلين، الوقوف جنباً إلى جنب في مقاومة عفرين دليل على الإرادة الحرة الديمقراطية للمشروع الديمقراطي الذي تبناه أبناء الشمال السوري، وما شاهدنه ونشاهده من مساندة للشعب الكردي في باشور وباكور وروجهلات لمقاومة عفرين إلا دليل على وحدة الشعب الكردي، ومقاومته التاريخية في وجه كل مستبد دكتاتوري ومحتل”.

وتابع شاهوز حسن في حديثه عن الإرهاب وعلاقته بالاحتلال التركي قائلاً: “لا يوجد فرق بين جبهة النصرة وداعش وكلاهما على لائحة الإرهاب وتتم محاربتهم، ولكن إذا نظرنا إلى ما يحدث في إدلب وبنتيجة الاتفاق بين روسيا وتركيا، نرى بأن هناك حالة من الوئام والتفاهم بين الجيش التركي وجبهة النصرة ولم يشهد أي صدام بينهما، الأمر كان كذلك مع تنظيم داعش في جرابلس، وهذا يؤكد لنا بأن هناك اتفاقات وتفاهمات مسبقة بين النظام التركي والمجموعات الإرهابية التي تدار من الداخل التركي، ويوجد بيدنا وبيد العديد من دول العالم أدلة تثبت مدى ارتباط جبهة النصرة وكذلك داعش بالدولة التركية بشكل عام وبنظام أردوغان بشكل خاص، والقوى الدولية على علمٍ تام بالارتباط المتين بين التنظيمات الإرهابية والنظام التركي. وفي قناعتي المشكلة الآن لم تعد تقتصر على داعش وجبهة النصرة فحسب بل على الدولة التركية وسياستها الإرهابية في عموم المنطقة والعالم”.

وأشار شاهوز حسن إلى التوازنات الدولية وحرب المصالح والنفوذ على الشرق الأوسط عموماً وعلى الأرض السورية بشكلٍ خاص كمحور رئيسي للحرب العالمية الثالثة على حد تعبيره، قائلاً: “تنافس وصراع دولي يحدث، أي المحور الذي تقوده روسيا من جهة ومحور الذي تقوده أمريكا والدول الأوربية من جهة أخرى على الأرض السورية، طبعاً ليس هناك صراع مسلح بينهما، لكنهم يحققون أهدافهم ومصالحهم من خلال خلق الصراعات والاستفادة من الصراعات الاقليمية في المنطقة، الدولة التركية هي عضوٌ حلف الناتو وتقف في وجه السياسة الأمريكية المتبعة في سوريا والعراق، ونرى أن النظام التركي أكثر تقرباً من  المحور الروسي وشاهدنا اتفاقيات وصفقات عدة أبرمت بينهما، وإذا نظرنا إلى هذه الاتفاقات والتوازنات التي تتشكل من التضاد بين مجمل القوى الإقليمية والدولية، نجد بأن المصالح والمطامع هي الأولوية بالنسبة لهذه الدول، لذا فأن الحرب على عفرين اليوم هي جزء من المخططات والتوازنات بين هذه الدول خاصة وأن تركيا تستفيد من التضاد الأمريكي الروسي، كذلك الأمر بالنسبة للروس فهم أيضاً يستفيدون من التضاد بين الأمريكيين والأتراك، ومن هنا نحن أيضاً نسأل لما الموقف الدولي تجاه عفرين يختلف عن الموقف أثناء مقاومة كوباني، وسؤالنا هذا مشروع لأن المقاومين في كوباني هم أنفسهم  يقاومون في عفرين اليوم، ونرى بأن جميع الدول تحاول اليوم سحب تركيا لطرفها وهذا ما يعطي تركيا المزيد من المجال لتدعم جبهة النصرة وداعش وغيرها من المجموعات الإرهابية، وتستبيح في قتلها للشعب السوري عموماً وفي عفرين خصوصاً، والمستفيد الأكبر لهذه اللعبة القذرة هي المجموعات الإرهابية بالدرجة الأولى، بالمقابل فأن الصمت الدولي تجاه ما يحدث من إبادة وتدمير شامل سينعكس على المسار السياسي والدبلوماسي والانساني في سوريا وسيطيل من أمد نزيف الدم وهذا ما يهدف إليه النظام التركي والمجموعات الإرهابية، بالطبع روسيا وباتفاقها مع الدولة التركية الفاشية تكون شريكة في القتل بحق شعبنا في عفرين، شريكة في قتل الأطفال والأمهات، شريكة في تخريب تاريخ هذا الشعب، روسيا تدّعي بأنها في مقدمة الدول التي تبحث عن الحل السياسي، لكن على أرض الواقع ومن خلال الاتفاق مع  النظام التركي الذي يدمر عفرين وبإيعازٍ من روسيا أصبح من المستحيل تصديق ادعاءات روسيا بشأن الحل في سوريا، روسيا بسياستها هذه تجاه سوريا تعمل على تقسيم سوريا، ولعبة التقاسم الدولية باتت مكشوفة، بالرغم من أننا نبهنا إلى هذه اللعبة القذرة التي تشارك فيها تركيا بشكلٍ رئيسي، لكننا اليوم أصبحنا هدفاً لهذه اللعبة كوننا كنا ضد أي مشروع لتقسيم سوريا، على العكس مشروعنا الديمقراطي قد حقق الأمان والاستقرار في شمال سوريا، وهذا ما لا يخدم مصالح النظام التركي الداعم للإرهاب وللدمار وللتقسيم، بالطبع السياسة التي تتبعها روسيا في الوقت الراهن سيكون لها سلبيات وتداعيات في المستقبل، ولربما تخلق مشاكلٍ وأزماتٍ لا نهاية لها، فلو سيطرت الدولة التركية على عفرين وجرابلس وإعزاز والباب وإدلب، ستعود الحرب إلى حلب وتمد إلى اللاذقية وإلى المناطق الأخرى، من هنا على روسيا ألا تفكر بأن تجعل الشعب الكردي قرباناً لمشاريعها وصراعاتها وتجزء سوريا على حسب أهوائها ومصالحها، وبالتالي خلق المزيد من الأزمات والصراعات على الأرض السورية”. مضيفاً: “ماذا ستستفيد روسيا من إعادة أمجاد الدولة العثمانية على يد هؤلاء الإرهابيين، عليها أن تنظر على المدى البعيد لأنها بذلك تعرض نفسها والشعب الروسي والشعب السوري ككل لأزمات لا حصر لها ونحن ككرد سنقاوم وقرار المقاومة قد اتخذ وأصبحت عنوان المرحلة بالنسبة لشعوب شمال سوريا الذين ضحوا بالكثير من أجل الاستقرار والأمان”.

وذكر شاهوز حسن في خضم حديثه لـkurd sat، أن الحرب على عفرين اليوم ستلقي بتأثيرها على عموم المنطقة، ولن تتوقف في عفرين فقط، ولن يكون المستهدفين فقط هم شعب عفرين، بل ستمتد إلى باقي الأراضي السوري وحتى خارجها، قائلاً: “على الدول الفاعلة ومجلس الأمن أن يتخذ قراراً لوقف نزيف الدم، وأن يدرك جيداً مألات الحرب التي تشنها الدولة التركية على عفرين والتي هي جزءٌ من سوريا.”

وفي ختام حديثه لفضائية (kûrdsat) أشار الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD شاهوز حسن، إلى أنهم كشعب شمال سوريا متمسكون بخيار المقاومة والدفاع عن النفس في مقاومة كل كقوة محتلة طاغية قائلاً: “منذ اليوم من الحرب شعبنا اتخذ قرار المقاومة وهو اليوم يقاوم بكل حماس وقوة في وجه جيش محتل غاصب، ولا نعتمد على سياسيات ومطامع الدول لذا فأننا نعتمد على إرادتنا الحرة، وبها حقق شعبنا الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي في الرقة  ودير الزور، كذلك نثمن ما يقدمه الأصدقاء من دعم، لكننا نستنكر الصمت الدولي بشدة، على المؤسسات والمنظمات الدولية أن تقوم بمسؤولياتها وواجبها الإنساني وأن تلعب دورها في حل الصراعات والأزمات.” مضيفاً في نهاية حديثه: “نحن نريد سوريا حرة ديمقراطية تضمن  حقوق كافة مكونات الشعب السوري من “كرد، عرب، سريان، آشور، أرمن، تركمان، جركس..” نعيش سوية، هذا هو مشروعنا الديمقراطي والذي نحاول تطويره وترسيخه”.

زر الذهاب إلى الأعلى