المجتمعمانشيت

شارع منير حبيب في قامشلو مغلق بسبب تراكم المطاعم وعلى المواطن توخي الحيطة والحذر

الوقوف العشوائي والازدحام الذي تشهده مناطق المطاعم والأفران، خصوصاً في شارع منير حبيب، ظاهرة يومية تربك حركة المرور وتزعج السكان، مع تعمد بعض الشباب والزبائن صف سياراتهم في منتصف الطريق، من أجل سندويشة شاورما أو فلافل.

ينتقد عدد من المواطنين الازدحام حول المطاعم المتواجدة في هذا الشارع، كون هذا الازدحام يتسبب في أزمات مرورية خانقة وحوادث.

شاورما، حمص وفلافل، وساندويشات، وغيرها من الوجبات السريعة، تقدمها مطاعم شارع منير حبيب، ذات المساحات الضيقة الخالية من أماكن للجلوس فيها، وذات التهافت الواسع من قبل مرتاديها.

يطلق البعض اسم “شارع المطاعم” على شارع منير حبيب، الذي تصطف حول جانبيه سلسلة من المطاعم والأفران بحيث يقابل كل “مطعم مطعمين” وكل “مخبزين – مخبز” وكأنه لم يبق في المدينة سوى هاتين المهنتين، وبالتالي تحول هذا الشارع إلى أكثر شوارع قامشلو حيوية وإقبالاً على خدماته ووجباته ومأكولاته وخبزه الطازج. وكذلك من أكثر الشوارع عرضة للازدحام والحوادث المرورية, لدرجة أنه أصبح الشارع معروفاً لدى شرطة المرور والأسايش لكثرة الحوادث والشكاوى على هذا الشارع ناهيك عن “العروض البهلوانية” لأصحاب الدراجات النارية بين هذا الزحام القاتل.

ميزة تواجد وتكاثر المطاعم والمخابز في قامشلو ليست هي الوحيدة في هذا الشارع الحيوي “شارع منير حبيب”، الذي يربط مناطق واسعة في المدينة، بل بات من أكثر شوارع المدينة اختناقاً وازدحاماً بالمرور، خاصة في فترة ما بعد العصر وحتى الساعات الأخيرة من الليل يومياً، حيث يتسبب بهذه الأزمة الخانقة وقوف السيارات بشكل عشوائي في هذا الشارع الحيوي، وأصبح مشوار الطريق في هذا الشارع في أوقات المساء “مصيبة” أو”لعنة” بالنسبة لأصحاب السيارات.

بقليل من الاضطراب وبعض من الارتباك ردّ أحد الشباب ممن يرتادون دورات المناهج الدراسية على سؤال صحيفة “الاتحاد الديمقراطي” أنه ومع شلة من رفاقه يطلقون على شارع منير حبيب “شارع المطاعم” وأحياناً أخرى “شارع الموت”، حيث يضطر إلى المرور من هذا الشارع في طريقهم إلى مركز الدورة والعودة منه يومياً، ويؤكد أنه بالكاد يستطيع العبور من بين الازدحام فالرصيف والشارع أصبحوا سواء؛ فلم تعد تميز الرصيف من الشارع, وبالتالي يجب أن تكون في أشد الحيطة والحذر أثناء اجتيازك لهذه المطاعم والأفران إن كنت راجلاً وأما إذا كنت تقود سيارة فعليك المسير بين تَزَاحُم عشرات السيارات للاصطفاف أمام أحد المطاعم أو أمام الفرن وبشكل عشوائي، ما يتسبب باختناق مروري. لتزداد “الضغوط النفسية والعصبية التي نعانيها يومياً”.

المواطن “زهقان الضجران” يضيف: أنه يسكن بالقرب من “الأزمة الخانقة” التي تزداد يوماً بعد يوم؛ لم نعد نشعر بالراحة في منازلنا، والأوضاع أصبحت لا تطاق أبداً، فالشارع يكتظ بالزبائن والسيارات والدراجات النارية لساعات متأخرة من الليل يومياً. وهذا الأمر بدأ يؤثر على سلوكياتنا حتى مع أطفالنا ويزيد من حدة توترنا.

صاحب أحد المطاعم تحدث لـ”صحيفة الاتحاد الديمقراطي” قائلاً: بالفعل أحياناً تصبح الأزمة خانقة وخاصة في فترة المساء حيث يزداد عدد الزبائن مضيفاً: “تصطف السيارات والدراجات النارية ويزدحم الناس أمام المطعم، ويزورنا في المطعم مواطنون من مكونات مختلفة، وخاصة من هؤلاء الذين تأثروا بالأوضاع الأمنية في المناطق المجاورة، فلجأوا إلى المدينة طلباً للاستقرار، وهذا من أهم الأسباب التي تزيد من الازدحام على المطاعم”.

وأشار أيضاً «إن معظم الزبائن هم من الموظفين محدودي الدخل أو متوسطي الدخل».

وفي السياق أضاف مواطن آخر: “كحل وسط , أعتقد لو أن كل مطعم فرز عامل لأجل تصفيف السيارات أمام المطعم لأصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة إلى المطعم وإلى الزبائن وكذلك إلى المواطنين العابرين.

ومن جانبه تحدث لنا مواطن يقطن الشارع ذاته: إن بعض الشباب والزبائن يتعمدون صفّ سياراتهم في منتصف الطريق من أجل “سندويشة”، ويخرقون القوانين والأنظمة الخاصة بقيادة السيارات، ولا بد من مواجهة حاسمة لإنهاء تلك الإشكالية التي أصبحت خطراً على سلامة السير والمرور.

وأكد أن تجمع سيارات الزبائن حول المطاعم يعيق حركة السير، وهذا ما نلاحظه بالفعل، على الرغم من الجهود التي تُبذل من رجال الأسايش والمرور، إلّا أن بعض الشباب يعيقون حركة السير والمارة من خلال وقوفهم في الطريق بانتظار إحضار الطلب، علماً أن رجال المرور لا يستطيعون أن يواصلوا مراقبة الشارع باستمرار، مع أن حضورهم يومي تقريباً، ولكن هناك مهام أخرى تنتظرهم غير مراقبة هذا الشارع أو ذاك، ويجب التشديد على مخالفة الوقوف الخاطئ أمام المطاعم والأفران والمحلات، لعله يساهم في تعديل سلوك الكثير من السائقين، الذين يتسببون في الزحام والاختناقات المرورية، وربما الحوادث، والتي عادةً ما تكون بسبب الارتطام بهذه السيارات الواقفة بشكل عشوائي، والتي يوقفها السائقون غير مبالين بما تشكّله من خطر على غيرهم من عابري الطريق.

كلمة المحرر:

مع انتشار ظاهرة مطاعم الوجبات السريعة والأفران الخاصة في أغلب شوارع مدينة قامشلو, وامتلاك أغلب المواطنين للسيارات وبشكل واسع وعدم قدرة شوارعنا على استيعاب هذا الكم الهائل من السيارات, من هنا نقول: لا بد من توفير حلول جذرية لهذه الإشكالية التي بدأت تتفاقم، وضرورة توفير مواقف للسيارات وتشديد الرقابة من الجهات المختصة للقضاء على ظاهرة صف السيارات بشكل عشوائي أمام هذه المطاعم والأفران والمحال، وتجنب التصرفات غير اللائقة من قبل بعض السائقين؛ فالتزاحم عند المطاعم والأفران منظر غير حضاري ويحمل العديد من المخاطر المرورية، ولابد من إيجاد طرق أكثر جدوى للقضاء على هذه الظواهر الخطرة، فهل المخالفات المرورية لبعض السائقين وسيلة رادعة لمنع استمرار ظاهرة الاختناق المروري أمام الأفران للحصول على رغيف خبز  أو أمام المطاعم للحصول على سندويشة فلافل.

ختاماً نقول: يشير اسم «منير حبيب» إلى رائد فضاء سوري شارك في الإعداد والتدريب والتجهيز للرحلة الفضائية السورية؛ أي أن الاسم بمجرد ذكره يذكرنا بالعلماء والعلوم والتقنيات الحديثة؛ فهل آن الأوان لنكون جميعاً على قدر المسؤولية؟

لا يختلف اثنان في أن أمن المجتمع واستقراره من أهم المقومات والأسباب التي تؤدي إلى تطوير البلد – أي بلد- ووصوله إلى مستويات راقية ومطمئنة.

وهذا الأمن لن ينجز إلا من خلال تضافر الجهود والإحساس الوطني لكل فرد في المجتمع… الإحساس الذي يجعلنا جميعاً على قدر كبير من المسؤولية، ونبذ كل التصرفات التي من شأنها التأثير على الاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى