مقالات

من أين يستمد حزبنا قوته؟

ما هي نقاط القوة لدى حزب الاتحاد الديمقراطي؟ سؤال أساسي وجوهري يتطلب أن نسأله دائماً ونعيد تكراره لكي نتذكر الحقائق التي نشأ عليها حزبنا، وكيف حقق كل هذه التطورات رغم عمره القصير نسبة إلى بقية الأحزاب الكردية والسورية أيضاً.

أولاً وقبل كل شيء علينا التأكيد على قوة الحزب الفكرية والتي يستمدها من فلسفة القائد عبد الله أوجلان حيث تحتوي على قوة التحليل وعمق المعرفة وتُظهِر حقيقة النضال المجتمعي التاريخي، إنها فلسفة تعتمد على المعرفة والواقع معاً وتطرح الحلول لكافة المشاكل وفقها.

ثانياً: يعتمد الحزب على ميراث نضالي له تاريخ عريق في كردستان ويمكننا القول إن الخبرة والتجربة المتحققة في مجتمع غرب كردستان من خلال نضال عشرات السنين ومن كافة النواحي السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية كانت أساساً قوياً لتطوير نضال الحرية والديمقراطية في غرب كردستان وسوريا.

ومرتبطاً بهذا الأمر يمكننا القول ثالثاً: نضال حرية المرأة الذي تحقق في ثورة كردستان ومن ضمنها روج آفا كان أساساً متيناً لتحقيق الثورة الاجتماعية في المجتمع السوري أيضاً ولا يخفى على أحد كيفية مشاركة المرأة العربية أيضاً إلى جانب المرأة الكردية في نضال الحرية والديمقراطية.

رابعاً: كان الاعتماد على الذات من كافة المجالات وخاصة في مجال الحماية والدفاع وأيضاً في مجال الاقتصاد وهذا ما أبقى الحزب قادراً على ممارسة السياسة والدبلوماسية بشكل يتناسب مع تطلعات الشعب وكان قادراً على التحرك بمساحة حرية أكبر من الجميع.

خامساً: وهذا مرتبط بجميع ما سبق وهو قوة التنظيم وجدية العمل وتكوين الإرادة الحقيقية للشعب في معترك النضال الذي يعتمد على الذهنية المنفتحة والمتطورة ويعتمد على التاريخ النضالي الحر والديمقراطي وينطلق من مبدأ حرية المرأة ويعتمد على الذات وبها يتحقق التنظيم الجماهيري القادر على تحقيق الثورة وإبداع حياة جديدة.

وهنا علينا التأكيد على إنَّ مَنْ لا يفهم حقيقة هذا النضال وأسسه الحقيقية لا يمكنه استيعاب ما تحقق في روج آفا بسهولة وهناك البعض ممن يدعون معرفتهم بكل شيء ولكنهم ينظرون للواقع بشكل مختلف أو لنقل بأنه يتوافق مع ما تم تلقينهم به؛ لهذا تراهم يربطون كل النجاحات التي تحققت في روج آفا ببعض القوى الأخرى الخارجية وببعض العوامل التي تحققت نتيجة الحرب في سوريا، وهذا خطأ كبير وهو مقصود من قبل البعض لتشويه الحقائق.

الظروف الموضوعية للثورة مهما تحققت فإن لم توجد القوى الطليعية المنظمة فلن تستطيع تحقيق الثورة مهما قام العالم بدعمها وهذا الأمر رأيناه بشكل واضح وصريح في المثال السوري حيث إنه حصل طرف معين على الدعم الدولي مادياً ومعنوياً ولكنه لم يكن مستعداً وقادراً على تحقيق شيء يتناسب مع الظروف ذاتياً وهذا ما لا يمكن أن يتم وصفه بالفشل فقط ويمكن البحث عن مصطلحات أكثر فائدة بهذا الخصوص.

زر الذهاب إلى الأعلى