الأخبارمانشيت

ساروخان: محاولات إفشال الإدارة الذاتية مستمرة

في حديثٍ لموقع pydrojava مع عبد الكريم ساروخان عضو المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي حول دخول الإدارة الذاتية الديمقراطية في عامها السادس، وما انجزته خلال الأعوام السابقة، وما التحديات التي واجهتها.

قال: الإدارة الذاتية الديمقراطية تدخل عامها السادس، عندما تم الإعلان عنها في 20 كانون الثاني 2014 كانت أمام أنظار العالم ومحل اهتمام عالمي وإقليمي، لهذا كان هناك رٍهانات كثيرة “فمنهم من راهن بأن هذه الإدارة لن تدوم ولن يُكتب لها النجاح في ظل هكذا ظروف كون البعض من المحللين والساسة صرحوا بأن الظروف والأزمة السورية لن تدوم طويلاً وأن النظام السوري لم يبقَ له إلا عدة أشهر وسينتهي دوره في هذه الأزمة فلماذا كل هذه الإدارة والأمور؟؟.

وتابع: الإدارة كانت في مجابهة ومواجهة الكثير من الآراء والمراهنات ولكننا كُنَّا على علمٍ ويقين وواثقين من نجاح إدارتنا بمفهومنا “مفهوم الأمة الديمقراطية” كونه لم يأتِ من عبث، إنما أتى نتيجة تراكمات تاريخية عبر آلاف السنين والأزمات التي تعيشها المدنية بالدرجة الأولى “الواقع السوري” كان أشبه في التوجه للحل بمفهوم الأمة الديمقراطية وليس بمفهوم الدولة القومية التي كانت البلاء على الشعب السوري وعلى شعوب المنطقة بشكل عام وخاصة هناك دول وأمم قد تلاشت واندثرت وصهرت من بكرة أبيها.

وشدد: لا يمكننا مقارنة مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية بالمناطق السورية الأخرى الأكثر استقراراً أو مناطق الدول العالمية في الشرق الأوسط إنما يجب أن نقيّم هذه المسألة بالظروف التي تمر بها المنطقة، كل ما كان يُخطط للإدارة يدخل في إطار القضاء عليها وتهجير أهلها، وارتكاب المجازر بحقهم، ولكننا بمفهوم الأمة الديمقراطية استطعنا تجنب المنطقة من حروب أهلية وأن نجعل الشعب السوري في شماله موحداً تحت سقف الأمة الديمقراطية التي تحمي قِيَم كافة الشعوب والقوميات الموجودة في المنطقة.

وعن المكاسب التي حققتها الإدارة الذاتية في ظل ثورة روج آفا قال ساروخان: “لا يمكننا الاستهانة بمفهوم الأمة الديمقراطية لأنه يدخل في الإطار المعنوي، ومن ثم التوجه السياسي والأيديولوجي، لهذا نعتبره الحجر الأساسي في ظل تطور المجتمع والثورة المجتمعية المعرفية في هذا الوقت، حيث كان جواباً للأزمة التي تمر بها الشرق الأوسط عامةً وسوريا خاصةً.

تجاوزنا الكثير من التحديات الصعبة المستمرة بيننا وبين المحتلين والإرهابيين، الإدارة الذاتية الديمقراطية في مرحلة صعبة ومعقدة بين اعتراف دولي بها وايجاد حلول سياسية ولكن كل ذلك يدخل في خانة الصراعات السياسية والايديولوجية والعسكرية.

ونوَّه ساروخان ضمن سياق حديثه لعدة ملفات

بالنسبة لملف المساعدات للاجئين السوريين؛ قرار الأمم المتحدة في منح المساعدات للاجئين السوريين عبر البوابات المفتوحة المرتبطة مع تركيا والنظام السوري يدل على استمرارية الحصار المفروض على شمال شرق سوريا، وأن قوى الهيمنة لم تتفق حتى هذه اللحظة على كيفية إنهاء الأزمة أو البدء بخيار طريق الحل للأزمة السورية بشكل عام وشمال شرق سوريا بشكل خاص، ولو نلاحظ أن هذا القرار جاء تزامناً مع النزوح القسري للمدنيين وحرمان الشعب السوري من المساعدات لبقاء المنطقة في حصار دائم، مؤكداً مازالت التهديدات مستمرة على باقي المناطق السورية لخروج الإدارة الذاتية من اللعبة السياسية ولعبة الحل.

وذكر ساروخان المسألة التعليمية والتربية قائلاً: هناك أمان واستقرار كافي لشعوب المنطقة، وأكثر من أربعمئة ألف طالب وطالبة يدرسون في مدارس الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهناك مناهج خاصة بهم باللغتين “الكردية والعربية” وكذلك السريانية، وهناك تطور ملحوظ في هذه المجالات، بالإضافة إلى التطور العمراني والإداري في المناطق.

وعن المسائل الخدمية والأمنية والصحية أضاف ساروخان: لا يخلو الأمر من وجود نواقص وأخطاء في هذه المرحلة إلا أن الإدارة هي السباقة والطليعة في تسير الأمور العامة للشعب، وكل ما أُنجز في شمال شرق سوريا أمام الأعين فالخدمات تسير على قدم وساق ولكن نعيش حالة حصار وحرب مستمرة وواقع مؤلم بتعرضنا بين الحين والآخر للإرهاب، ولا ننسى بأننا نعيش حالة حصار سياسي، اقتصادي، دبلوماسي ومن كافة النواحي، ولكن نحن في ظل هكذا حصار نعتقد أن الإدارة الذاتية تجاوزت الكثير من المراحل الصعبة واستطاعت من خلال المقاومة الشعبية الجماهيرية وصمود شعب روج افا إدارة هذه الأزمة وإيجاد بعض الحلول المؤقتة حتى نتجاوز تلك الأزمات كوننا نحن أيضاً جزء من الواقع السوري العام وبالنسبة لمقارنة هذا الواقع بالمناطق الاخرى يتضح بأننا كنا على أكمل وجه في إدارة هذه المنطقة واستطعنا انقاذ المنطقة من الكوارث الطبيعية والحروب المفتعلة من “مجازر”.

في سياق منفصل تطرق عبد الكريم ساروخان إلى مسألة اللجنة الدستورية بقوله: هناك تواصل دائم بين الجانب الروسي والأمريكي إلا أن هذا كله لم يخطو خطوة تجاه بناء البُنية التحتية لشمال شرق سوريا والعمل على انضمام الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى الحلول التي تُرسم “كاللجنة الدستورية التي شُكلت سابقاً ولم يُكتب لها النجاح، والمفاوضات في “جنيف وآستانا” وغيرها من المؤتمرات الدولية كل هذه الامور مازالت تناقش, ولكن في المرحلة الأخيرة يبدو أنه هناك  بصيص أملٍ  للإدارة الذاتية الديمقراطية بأنها ستكون جزء من هذه المفاوضات والحل.

وعن الزيارات الأخيرة للوفود الغربية إلى مناطق شمال شرق سوريا قال ساروخان:

طبعاً في المرحلة السابقة كانت هناك زيارات لوفود أجنبية وإقليمية إلا أن هذه الوفود حتى الآن لم تقم بواجبها على أكمل وجه وجميع آرائهم و مواقفهم تدخل في خدمة الأجندات التركية، وخاصةً في المرحلة الأخيرة عندما ساهم  الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في إعطاء الموافقة لتركيا بغزو شمال وشرق الفرات، ولكن نهوض الشعب ووقوفه في وجه الاحتلال التركي أوجد حالة التفاف جماهيري عالمي حول شعوب شمال وشرق سوريا من جهة وحول قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى ما أثَّر في تغيير بعض المواقف ولو كانت طفيفة نوعاً ما، رغم أن القوى المهيمنة والقوى الدولية كانت تراعي مصالحها بالدرجة الأولى في التعامل مع الحدث التركي ومع الدولة التركية والهجرة الألفية لشعوب هذه المناطق والمجازر التي كانت تتعرض لها, ولهذا فإن أي قرارٍ كانت تتخذها تلك الدول أو تلك القوى كان يُتخذ بناءً على مصالحهم مع الدولية التركية وتبقى مواقفهم خجولة.

وبصدد الوضع السياسي الراهن قال ساروخان:

حتى هذه اللحظة لا يوجد أي توافق دولي في هذه المسألة؛ فالأوضاع السياسية ما زالت متوترة ولا أحد يعلم كيف ستؤول هذه الأوضاع إلّا أننا نحاول جاهدين أن نكون جزءاً من ما سيحصل، و جزءاً من الحل السوري- السوري والدخول إلى المرحلة السياسية القادمة، وهذا ما نطلبه بالدرجة الأولى من القوى الدولية ومن الوفود التي تزور شمال وشرق سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى