الأخبارروجافامانشيت

رفض دولي للعملية العسكرية التركية كونها ستخلق مشكلة عالمية

حذر المسؤولون الأمريكيون تركيا هذا الأسبوع من توسيع ما يسمى بالمنطقة الآمنة التي تأمل في إنشائها بشمال شرق سوريا، مشيرين إلى أن مثل هذه الخطوة ستعقد إجراءات مكافحة داعش، وستزيد من العنف الذي واجهه الكرد والسوريون في المنطقة منذ التوغل التركي عام 2019.

وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط (دانا سترول) في كلمة ألقتها بمعهد الشرق الأوسط:

نحن نعارض بشدة أية عملية تركية في شمال سوريا, وقد أوضحنا اعتراضنا لتركيا, فتنظيم داعش الإرهابي سيستغل ذلك، ناهيك عن التأثير الإنساني.

وأوضحت سترول بأن قوات سوريا الديمقراطية هي المسؤولة عن الأمن في المخيمات التي تضم ما يقرب من 60.000 شخص من النازحين ومن عوائل داعش، وتؤمن سجوناً تضم حوالي 10.000 من مقاتلي داعش.

وأكدت (سترول) بأن أي هجوم تركي سيضعف الوضع الأمني ​​في شمال وشرق سوريا, و ذلك سيصبح مشكلة عالمية  وليس مشكلة أمريكية فقط, وأضافت:

بصراحة يجب أن يكون العالم بأسره أكثر نشاطاً في هذه المرحلة الزمنية بشأن المخاطر الناتجة عن العمليات المتجددة التي تنتقص من أمن مرافق الاحتجاز هذه، والأمن والوصول إلى النازحين, واستمرار الضغط لمكافحة إرهاب داعش, والحقيقة هي أن عودة داعش والعنف المتجدد من قبل تركيا يؤثران على المدنيين المحليين أولاً بأكثر الطرق تدميراً.

ومن جهة أخرى فإن تركيا والفصائل السورية التابعة لها متورطة بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان أثناء احتلال الأراضي السورية, وجزء كبير من القلق الأمريكي والكردي بشأن الغزو يعود إلى تأثيره الإنساني المحتمل.

وثقت منظمة (هيومن رايتس ووتش) ومنظمات دولية أخرى الانتهاكات بحق المدنيين في ما يسمى بالمنطقة الآمنة منذ إنشائها في 2019 بعد احتلال تركيا لمدينتي سري كانيه(رأس العين) وتل أبيض, ومن قبلهما عفرين, وتلك الانتهاكات شملت القصف العشوائي للمناطق المدنية، والعنف الجنسي، وتقييد الإمدادات الحيوية مثل المياه إلى مناطق الإدارة الذاتية.

في عام 2021 قامت الفصائل التابعة لتركيا  باحتجاز 162 شخصاً بشكل تعسفي, وتجنيد ما لا يقل عن 20 طفلاً في قواتها العسكرية، ووفقاً لتقرير (هيومن رايتس ووتش) فإن أي تحرك من جانب تركيا لزيادة مساحة الأراضي التي تحتلها في سوريا سيزيد بدوره من العنف ضد المدنيين، ويسبب مزيداً من عدم الاستقرار في مشهد غير مستقر بالفعل.

وتتحجج تركيا بمحاربة حزب العمال الكردستاني، وهو حزب كردي مسلح مقره تركيا يطالب بحقوق وتقرير المصير للشعب الكردي في دولة اضطهدت هذا الشعب تاريخياً من خلال حظر ثقافته، وذبح المدنيين وتدمير القرى الكردية من بين انتهاكات أخرى.

يشير أحدث تقرير ل(مركز معلومات روج آفا) عن حالة الاحتلال, إلى التهجير القسري للكرد, وبناء مستوطنات للسوريين العرب القادمين من أجزاء أخرى من سوريا, ويقدر التقرير أنه منذ عام 2018 نزح ما يقرب من 300 ألف كردي من منطقة عفرين في شمال سوريا، وتم توطين عدد كبير من اللاجئين هناك بمساعدة كيانات مرتبطة بالحكومة التركية واستثمارات من دول الخليج, كما تصاعد القتال وانتهاكات حقوق الإنسان على طول الحدود التركية السورية والعراقية منذ عام 2015، وعندما انهارت عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني, وخلال الغزو التركي لسوريا في عام 2019 حدثت انتهاكات مثل إعدام المدنيين، والتهجير الجماعي، والهجمات على المدنيين, قامت بها تركيا وفصائلها.

وبالنسبة للجانب الأمريكي، فإنه في ظل وضع غير مستقر بالفعل، سيغادر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية بالإضافة إلىى المسؤولين عن أمن السجون والمعسكرات لحماية مناطقهم في حالة الغزو التركي, وهذا مصدر قلق مشروع, وهوما أكدته (سترول) بقولها:

إذا هاجمت تركيا بالفعل, وتوجه مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية إلى الشمال, فستكون الظروف مناسبة لداعش للقيام بعملية فرار جماعية من السجون ومراكز الاحتجاز.

ويرى مراقبون ومحللون بأن اجتماع يوم الثلاثاء بين تركيا وإيران وروسيا قد يحبط جهود تركيا, فعلى الرغم من الاستعدادات التركية للهجوم، فإن تركيا لن تحصل في نهاية المطاف ضوء أخضر بشن الهجوم من قبل روسيا أو إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى