مقالات

رسالة من قلب عفرين

أود في هذه الرسالة أن أوجه لجميع قراء صحيفتنا الموقرة صحيفة الاتحاد الديمقراطي ولجميع العالم تحياتنا وسلامنا من الشمال السوري وبالتحديد من مدينة “عفرين” حيث حدثت وتحدث الآن أكبر عمليات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي بحق الشعب الكردي في عفرين المقاومة وأكبر عمليات دمار للممتلكات وأشد محاولات القتل على الهوية والمسح من الوجود وباستطاعة كل العالم يرى هذا الدمار وهذا القتل حيث لم تهدأ فيها الأحوال حتى اللحظة .لقد علمنا منذ نعومة أظفارنا بأننا من بني آدم أنه لا فرق بين إنسان وآخر فالغني والفقير سواء وعلى هذا الأساس نظمنا حياتنا وحياة عائلاتنا من دون التفكير السيء ضد أحد.

ولابد وأن نعترف بأن البعض لا يفكر بطريقتنا وظهر هذا جلياً بمعاملتهم لنا لا إنسانياً ولا أخلاقياً وأمام أعين وأنظار العالم دون أن يحرك ذلك جفن لأحد.

معذرة أيتها الإنسانية إن كانت رسالتنا هذه قد قطعت عنك نشوة أمسياتك المتهتكة وتخمتك وعربدتك، فأنا أعلم جيداً مدى حاجتك لهذه الأمسيات.

“أيتها الحناجر الخرساء إلا من التسبيح بحمد آلهة الرأسمالية المتعولمة هل سمعتم نبأ شعب تعالت أقدامه في وجه من أتى يستأصل رقاباً أبت الانحناء”؟!

لوهلة أعتقد المحتلون أن هذا الضغط يمكن أن يؤتي ثماره وأن يحقق ما عجزت عنه الآلة العسكرية التركية وأنه في أسوأ الاحتمالات سيكون لهذا الضغط أثر على المواطن العفريني الذي سيحرق الأرض من تحت أقدام من كان سبباً في تشريد أهلها رغم عظم المؤامرة إلا أن الشعب استطاع أن يصمد وأن يعض على الجرح فلم تسقط قلاعه ولم تُخترق حصونه طيلة أيام وشهور.

واليوم فأن وجود فريق محتل ومرتزق يعيش بيننا ويأكل من طعامنا ويتنفس هواءنا ويسعى في الأرض فساداً وخراباً يقتل هنا ويخطف هناك، يطبق أجندات مشبوهة وينسق مع الأعداء ضد مقاومينا بل ويشارك في اغتيال مقاومينا وسكاننا الآمنين.

معتقدين أنهم بأعمالهم السافرة هذه يمكن أن يكسروا إرادة الشعوب في رسم مستقبلها ويجبرهم على ترك ما رضعوا منه، كم هم واهمون هؤلاء!!

كان لابد من لجم هذه الأعمال اللاأخلاقية وإنهاء هذه المأساة, فبدأت مرحلة أخرى من المقاومة بالتوازي مع مؤامرة التركيع التي لم تتوقف لحظة واحدة وتُقلب حياة هؤلاء إلى جحيم.

عفرينتي إن دماءك تسري في عروقي، وهواك الطيب ينساب في ضلوعي، أملاً في أن نلتقي يوماً، ولقد قطع المحتل الغاصب شرايين الوصال بيني وبينك، فباتت عروقي تنزف دماء الفرقة حتى يومنا هذا”.

انتهت الرسالة أيها السادة يمكنكم الآن العودة لمواصلة طقوس أمسياتكم الدافئة ويمكنكم العودة لاستئناف عربدتكم ولتتركوا المنكوبين ليواجهوا الإعصار بمفردهم ويقدموا من دمائهم قرابين الحرية والانعتاق، يمكنكم أيضاً أن تناموا بكل طمأنينة فهناك في الجوار شعب مازال على عهده بأن يبقى الحصن المنيع وخط الدفاع الأول عن مدينته ومقدساتها.

وإلى لقاء آخر مع رسالة أخرى أعتقد أنها ستكون بمناسبة نهاية الاحتلال ومرتزقتها.

زر الذهاب إلى الأعلى