المجتمعمانشيت

رأيك يهمنا … تحدث عما تراه؟

تقرير: مصطفى عبدو

لا أحدَ يعرفُ ولا يعتقد أنّ هناك من بين السوريين من يدّعي معرفة ما الذي يحدث في سوريا والمنطقة, أسئلة  بدأت تحتشد في واقعٍ عابث مُبهم إلى أبعد حدود قد يتخيلها البعض. فكلنا يعرف أنّ وقودَ التاريخ هو الدم والدموع. وما بين القوة والقوة هناك شعبٌ يتأذى.

تساؤلات كثيرة تخفي ألغازاً أكثرَ ما تفتح على إجابات وتزيد من الحالة الضبابية القائمة في سوريا والمنطقة.

الحقيقة نحنُ أمام حالة من عدم الوضوح، لأنّ الفاعلين كثرٌ، وأقلهم فاعلية هم الشعب السوري أنفسهم، فإلى أين نحن ذاهبون في هذا التخبط السياسي..؟

 إلى جانب كل هذا تنبثق اليومَ من بين حُلكة الظلام مساحةٌ لابأسَ بها من النور، ويتسع يوماً بعد يوم؛ ربما ستكون أملاً أخيراً للخروج من حالة الفوضى والتوتر وفقدان الثقة. بعض المواطنين عبّروا من خلال صحيفة الاتحاد الديمقراطي عن آرائهم  بكل شفافية وموضوعية، اخترنا بعضاً من هذه الآراء:

خالص مسور الرئيس المشترك لاتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة:

سأتحدث عن العملية الديمقراطية في روج آفا وشمال سوريا، فالحديث عن النظرية الديمقراطية يعني الحديث عن ثقافة وروح نظامٍ اجتماعي جديد يؤكد على قيمة الفرد الإنسان وكرامته الإنسانية.  وإن كلّ بناء ديمقراطي لا يأخذ بعين الأهمية والاعتبار نشرَ هكذا ثقافة بين عموم المواطنين سيكون عملاً ديمقراطياً ناقصاً. كما أن عملية البناء الديمقراطي لا بدّ وأن يوازيها بناءُ المواطن ديمقراطياً، أي بناء فكر مجتمعي ديمقراطي كي لا يكون هناك تباعد بين مؤسسات الديمقراطية والمواطن، فمأسسة المجتمع ديمقراطياً يتوجّب كذلك بناءَ مواطنٍ يحسّ ويعيشُ حاملاً معه فكر وثقافة الديمقراطية، وهذا حال الكرد اليوم فالديمقراطية التي يحاولون الوصول إليها لم تطبّق حتى الآن في أي من الدول التي تحمل صفات الديمقراطية، وأقرب مثال على ذلك حرية المرأة. فالمرأة تحصل على نسبة 50%  من الأصوات عند الكرد بينما عند تلك الدول لا تتجاوز نسبة 40% وغيرها من الأمور الأخرى. إلى جانب كل هذا يهتم ويحترم المجتمع الديمقراطي ومشروع الأمة الديمقراطية بحقوق القوميات والأقليات في المجتمع ويضعها في خانة الأولويات.

الحل هو التحاور والتوجه نحو سياسة التعايش المشترك:

بينما تحدّث نهايت أحمد، مدير مركز ستيرفا للأداء الإذاعي والموسيقي، وهو الذي لا يملك أي ميول سياسية أشار: إن الأزمة في سوريا تكمن في عدم تقبّل الرأي الآخر. فالمشكلة بالأساس هي ثقافة الاختلاف وعدم الثقة بين مكوّنات الشعب المختلفة.

و يشعر نهايت بالحزن لما يمرّ به الوطن من أحداث. وهذا الأمر يؤثر على نفسيته ويجعله مكتئباً على الدوام لكثرة تفكيره فيما يجري من أحداث. ويرى بدوره أن الحلّ هو في التحاور بدلاً من الاقتتال والتوجه نحو سياسة التعايش المشترك والعيش في جوّ ديمقراطي.

الكومونات سبيلٌ إلى المجتمع الديمقراطي الحرّ:

مريم أوسو من روج آفا:

سأتحدث عن الكومونات في روج آفا وشمال سوريا, فهي الخلية الأساسية في المجتمع الديمقراطي، وإن العملَ فيها يُعتبر واجبٌ وطني يقع على عاتق جميع المواطنين. فما أجمل من رؤية أهالي الحي الواحد وبمختلف مكوناتهم وهم يعملون معاً كجسدٍ واحد، ويديرون شؤونهم ضمن الجغرافية التي يعيشون فيها، يتشاركون الحياة بأفراحها وأحزانها. ومن هذا المنبر دعت مريم جميع المواطنين وبمختلف مكوناتهم  إلى أخذ مكانهم المناسب والمساهمة والمشاركة في الكومونات والعمل ضمنها لأنها السبيل إلى المجتمع الديمقراطي الحرّ.

الدم الذي يراق لا يوقفه إِلا إنسانيتنا:

سيامند – روج آفا: حينما ينعدم ضميرُ الحكام لا يبقى إلا الشعوب, والشعوبُ هي الإنسان, وللإنسانية معانٍ سماوية, ومن هنا فالخطاب الواجب الآن إلى جميع مكونات سوريا في كل مكان- بما تحمل هذه المكونات من صفات إنسانية مجردة بعيداً عن كونها مسلمة أو غير ذلك من الديانات –  أن تتصدى للهجمة الشرسة التي يشنها الإرهاب، والتي تحاول أن تقطع ما يربطنا بالإنسان، فالدم الذي يراق لا يوقفه اِلا إنسانيتكم.

كرد المهجر:

الكرد في المهجر ليسوا بمعزل عن وطنهم الأم، وبالتأكيد لهم رأي فيما تمرّ به البلاد. وإن كانوا قد بدوا منقسمين في تحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية ما يحصل، إلا إن الحزنَ والغضب يتملكهم جميعاً.

 الأحداث الجارية في سوريا شغلت الكثيرين حول العالم، ولعل أكثر من يتابع الوضع هم أهل سوريا وروج آفا. ملايين المهاجرين السوريين حول العالم يتابعون من المهجر ما يجري في وطنهم. ولهم بالتأكيد رأي فيما يحدث هناك.

وقد حاورت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بعضاً من المهاجرين لاستطلاع آرائهم والتعرف على كيفية معايشتهم لأحداث سوريا وروج آفا.

على الجميع التفكير الآن في مصلحة البلاد:

يشعر عباس أبو دلو- مغترب في سويسرا بالحزن الشديد إزاء ما يجري في بلده من أحداث ويقول عباس: “كلما شاهدت الأخبارَ أشعر بحزن شديد. لم أكن أصدق يوماً أنه من الممكن أن تصلَ البلادُ إلى هذا الحدّ من الدمار والاقتتال والتشرذم. على الجميع التفكير الآن في مصلحة البلاد ووضع جميع الخلافات جانباً”.

الحلّ  من وجهة نظر عباس  يكمن في الوصول لحلّ وسطٍ يتفق عليه الجميع، وربما تكون الفيدرالية هي السبيلُ الوحيد لذلك.

الفيدرالية هي الحل السحري لجميع أزمات البلاد:

نالين – المانيا انتقدت كل ما يجري في روج آفا وسوريا وخاصة ضياع الثروات ما ظهر منها وما بطن. وتساءلت: من سيعوضنا كل ذلك؟ من سيعوض البلاد؟.

 وترى نالين أن الوضع خطيرٌ وينذر بعواقب شديدة، مبدية خشيتها من اندلاع حرب أهلية في البلاد أكثر مما هي موجودة الآن، “وقتها سيندم الجميعُ وقتَ لا ينفع فيه الندم” بحسب رأيها.

 واختتمت حديثها معنا بالخوف على الناس، لأنهم صاروا بالمجمل ميالين للعنف، ويريدون الاقتصاص بأيديهم وانتزاع الحق بالقتل والعنف. وجلّ ما تتمناها نالين هي العودة إلى البلاد والعيش فيها، خصوصاً بعد أن قضت سنواتٍ في ألمانيا، ولكنها تشعر بالقلق نتيجة الأحداث الحالية. والحلّ حسبَ وجهة نظر نالين لم يكن مختلفاً عمن سبقوها، فهي أيضاً رأت أن الفيدرالية هي الحلّ السحري لجميع أزمات البلاد والعباد.

وللإعلام رأي آخر:

وليد معمو إعلامي ومحرّر في مجلة المجتمع الديمقراطي:

هذه الآراء أو العينات تقودنا إلى نتيجة واحدة, فلو عدنا لتاريخ سوريا الحديث وتحديداً بعد اتفاقية ” سايكس – بيكو سنجد أن سياسة البعث منذ الانقلاب العسكري والسيطرة على سدة الحكم، قد جلبت هذه السياسة للشعب السوري عامة والكردي خاصة مآسٍ لا يمكن تجاهلها أو نسيانها. ومن هنا أود القول إن كان ظُلم البعث في سوريا قد طال المكوّنَ العربي من الناحية الطبقية،  فقد تضرّر الكردُ  بدورهم من الناحيتين الطبقية والقومية, وما يحدث في سوريا ليس إلا مجرّد مخاض عسير باهظ التكلفة من كافة النواحي، وسيدفع الشعب السوري ثمنه.

كلمة حق لابد من قولها:

في يومنا هذا؛ الكردي أنجز وارتقى، وله ما له وعليه ما عليه، يحق لنا أن نفخر بما قدمناه، لسنا بأفضل حالاتنا لكننا نسعى للوصول إلى الأفضل، ولسنا كما يزعم الكثيرون، أيادينا ممدودة للجميع, نحن نعمل ووجودنا أجبرَ الكثير من الأطراف على تغيير أساليبها تجاهنا على الأقل. لدينا طاقات بشرية وكوادر ناجحة، علينا أن نعي أن الوصولَ إلى مجتمع ديمقراطي ليس حقلاً يحصد بعد أشه، فحصاده قد يمتد إلى عقود، فلنزرع معاً أشتالاً كثيرة من الزيتون، وتحية لكل مواطن بايع الوطن، ولهؤلاء الذين يتمركزون في خنادق العزّ والكرامة.‏‏‏

زر الذهاب إلى الأعلى