نشرت مجلة دير سبيغل الألمانية تقريراً حول هجوم جيش الاحتلال التركي على عفرين تحت عنوان : الجيش التركي في سوريا ، وأردوغان لا يزال على عناده ، إنه أمر فظيع ، فالهجموم العسكري التركي في سوريا يتعثر وأردوغان يعلن توسيع القتال الذي ينذر بمخاطر كارثة إنسانية .
وكتب ماكسيميليان بوب إن المرء الذي يتابع وسائل الاعلام التركية يحصل على انطباع بأن الحملة العسكرية التركية على عفرين السورية تسير بسلاسة ويسر ، فهم يصورون على الدوام كيف إن الجنود الأتراك يحررون القرى والتلال ويرفعون العلم التركي عليها .
ورغم كل ذلك التهويل والتجييش فإن المراقبين والمحللين يرسمون صورة مختلفة جداً :
فالهجوم لا يتقدم بشكل جيد رغم مرور شهر على بدء العملية العسكرية (غصن الزيتون) لم يتخطى الجنود الأتراك الحدود التركية السورية كما إن عدد القتلى يتزايد على الجانب التركي كل يوم ، حيث ذكرت الأركان العامة التركية إن ٣١ جندياً تركياً لقوا مصرعهم في الحرب حتى الان .
وذكر بوب في تقريره إن حكومة أنقرة كانت تفترض إن عملية عفرين ستكون مماثلة لعملة درع الفرات حيث استولى الجيش التركي فيها على المناطق الحدودية لداعش بسرعة ، ولَم تكن تتوقع ان تقاوم وحدات حماية الشعب الكردية مقاومة شديدة .
لا يردع الرئيس التركي اردوغان شيء في الوقت الحالي فقد أعلن انه لا يريد اخراج وحدات حماية الشعب من عفرين فقط بل من جميع مناطق سوريا ، وإذا كان ما قاله اردوغان ليس مجرد خطاب تحريضي فهذا يعني هناك أسابيع وأشهر فظيعة ومظلمة تنتظر تركيا .
لان المعارك اقتصرت حتى الان على مساحات صغيرة من الاراضي القريبة من الحدود وإذا كان اردوغان يريد جعل عفرين تحت سيطرته كما أعلن ، عليه إرسال قواته الى المدينة .
أدت الحرب حتى الان الى مقتل العشرات من المدنيين رغم اصرار الحكومة التركية على عدم تاثر المدنيين بالقتال . يقدر عدد سكان مدينة عفرين بنصف مليون وإذا استمر القتال فإن معاناة الشعب سوف تصبح أسوأ بشكل كبير .
واختتم تقرير المجلة الألمانية بإن اردوغان يريد الاستمرار في الحرب حيث اثار المشاعر في بلاده بعباراته الحربية الوحشية ونشر هاشتاك “يجب أن تحرق سوريا” “يجب تدمير عفرين” على مواقع التواصل الاجتماعي حتى إن السياسي التركي من اليمين المتطرف دولت بهجلي قال انه يريد الموت لأجل تركيا في عفرين .
