مقالات

ديرك البلدة النامية في زمن الإستحقاقات الكبرى

عباس عمر

من ديرك إلى الرياض مروراً بدمشق تتزامن فيهم عقد مؤتمرات ومؤامرات والهدف الوحيد هو الشعب السوري الذي لم يعد يتحمل أكثر مماتحمله.
فالخط الثالث الذي إنتهجه حركة المجتمع الديمقراطي منذ بدايات الثورة السورية هاقد تجلى وضوح الشمس حيث تجلى ذلك من خلال إنعقاد المؤتمر التركي والسعودي والقطري ودعوتهم لأجنحتهم المختلفة الذين ساهموا بقدر لايقل عن أعمال النظام في هدم وتدمير البنية المجتمعية والبنية التحتية لسوريا أرضاً وشعباً .
فلايعقل لهؤلاء أن يساهموا في بناء ماقاموا بتدميره حتى لو عقدوا إجتماعات ماراثونية وفي كل بقاع الأرض ولايعقل هذا لكل من يملك بصيرة،
فجميعنا يعلم مدى تجانس الكتل الجامعة هناك ومدى تبعيتهم للدول الأقليمية وخاصة تركيا التي هي رأس الحربة والخنجر المسموم في ظهر العرب وعلى مدى التاريخ إلا إن الأكثرية العربية لاتستطيع قراءة هذه الحالة والسبب يعود إلى شطارة أردوغان في كيفية سلب الإرادة العربية الحرة ومهارته في اللعب بالأنظمة العربية وجعلهم أدوات بسيطة في خدمة توازناته الإقليمية منها والخارجية
وإستطاع في وقت قصير أن يجعل من نفسه سلطاناً على دول الخليج كما أسلافه ومن قبلهم على النظام السوري قبل الثورة وجعل من سوريا حديقته الخلفية وغرق الإقتصاد السوري وبعد الثورة قضى على البقية الباقية من مصانع ونفط سوريا خلسة وبغطاءً من هؤلاء الذين تم دعوتهم الى مؤتمر الرياض وبمهارة إستطاع أن يجمع بين أشباه رجال من السنة والعلويين والكرد والمسيحين والدروز والتركمان وإظهارهم لدى الرأي العام السياسي طبعاً بإن هؤلاء هم فقط يمثلون سوريا ويعلمون تماماً بأن هؤلاء ليسوا سوى أدوات رخيصة تعمل ضمن أجندتهم ولايملكوا قوة تغيير على ثلث الجغرافيا السورية هم يعلمون تماماً ماهيتهم ولكن هذا أيضاً نابعة عن ذكاء أردوغان وغباء آل سعود وقطر وذلك لأجل أبعاد الحلول القريبة ولاجل تدمير ماتبقى من سوريا والدليل على ذلك هو هل تستطيع هذه القوى ترجمة مقرراتهم على الأرض وهذه المرة فإن الدول الراعية لهم سوف تدفع حساباتها أيضاً من خلال قوى إرهابية ذات طابع إسلامي في مشاركتهم وإعطاءهم صفة شرعية لداعش والنصرة وأحرار الشام وأجناد الشام وجيش الإسلام والإخوان فأية سوريا علمانية تبنى بهم وأية ديمقراطية سيتأمل منهم ناهيك عن التمثيل الكردي الخجول الذين سلبوهم حتى صفتهم كمجلس كردي وإشراكهم عمال عاديين وشهود زور على قضيتهم ولاحول ولا قوة لهم ووجودهم على أرضهم وشعبهم فليجتمعوا كما يشاؤوا وليقولوا كما يريدون فهل لهم من يطبق قراراتهم على جغرافية روج آفايي كردستان والدة آلاف الشهداء والجرحى وعشرات الآلاف من المناضلين والمناضلات في وحدات الحماية وجيش سوريا الديمقراطي والصناديد والسوتورو وغيرهم
فليذهبوا لاحقاً إلى نيويورك وواشنطن وليجتمعوا في أبراج ناطحات السحاب فإن أرض الميعاد هي روج آفايي كردستان وإزدواجية السياسات لاتستطيع تجاهل المقاومات التاريخية في كوباني وسري كانييه وكري سبي وحسجة والهول وغيرها
فالتاريخ لم يعد يستطيع إعادة نفسه في التساوي بين المقاومة والخيانة وخاصة في زمن يعيش فيه شعبنا البطل فكر وفلسفة القائد عبدالله اوج الان .

زر الذهاب إلى الأعلى