الأخبارمانشيت

دعوة من المثقّفين الفرنسيين للدّفاع عن الكرد في سوريا

احتجاجاً على التّهديدات وتضييق الخناق من قبل تركيا على الكرد السوريين، قامت مجموعةٌ من المثقّفين الفرنسيّين وهم (باسكال بروكنر، ديديه ديسوان، هيو ديوافرين، باتريس فرانسيسشي، باتريك غرانفيل، سيلفان تيسون) بالإعلان عن تضامنهم ودفاعهم عن ذكرى المقاتلين الكرد الّذين ضحّوا بأنفسهم من أجل قضيّة مكافحة الإرهاب العالميّة.

وفي هذا الصدد، تم الحوار مع (باتريس فرانسيسشي)، ونصه كالتالي:

أنت تؤيّد قضيّة كرد سوريا منذ بداية الحرب. لماذا؟

عندما ذهبت إلى سوريا بناءً على طلبٍ من الكرد، اكتشفت أنّ المشروع الذي تبنّوه، والحماس والقدرة العسكريّة اللتان يملكونهما لهزيمة عدوّنا المشترك الدّولة الإسلاميّة (داعش)، أدركت أنّ من واجب أوروبا الدفاع عن هذا الشّعب, والأركان الأربعة الّتي يقوم عليها نضالهم هي الدّيمقراطيّة والعلمانيّة والمساواة بين الرجل والمرأة واحترام الأقليّات,  وكل هذا يستحقّ دعمنا, والآن هم مهدّدون بصراحةٍ وخاصّةً من قبل تركيا.

بعد أن تمكّن الكرد من التغلب على داعش بعد خمس سنواتٍ من القتال الشّرس وخسروا خلالها الآلاف من الشّباب والبنات، كان من الواضح أنّ الكرد سيصبحون هدفاً, لم يستطع نظام أردوغان والاستبداديّون القبول بأن يستقرّ مشروع المجتمع الكردي على حدودهم, لقد كانت تركيا تفعل كلّ شيءٍ منذ سقوط الرقة الّتي كانت عاصمة داعش، من أجل الإبقاء على داعش لأطول فترةٍ ممكنة, تقوم أنقرة أيضاً بكلّ ما في وسعها لتدمير الوضع الّذي أنشأه الكرد، وهي منطقةٌ تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة لبنان وحيث يوجد سلامٌ مدنيٌّ كامل.

كيف ندافع عن الكرد اليوم؟

أولاً من خلال إدراك أنّ تركيا لم تعد في عصر الأمس, وتتصرّف اتجاه الأوروبيّين كعدو, وعلى هذا النّحو فإن تركيا تستحقّ الطّرد من حلف النّاتو, ثم يجب علينا الحفاظ على قوّاتنا المسلّحة في شمال سوريا لحماية الكرد، لأنّهم هم درعنا الحقيقيّ لمنع تشكّل الحركة الإسلاميّة في المنطقة وبالتّالي امتدادها إلى أوروبا, لقد قدّم لنا الكرد  دعماً لا غنىً عنه في القضاء على داعش في سوريا.

قريبا ستقام شاهدةٌ وبمبادرتنا في وسط أنقاض كوباني, سيتمّ نقش القائمة اللانهائية لأولئك الّذين فقدوا حياتهم في هذه المعركة والكلمات القليلة التالية:

هنا استريحوا بهدوء، 1050 من المقاتلين الكرد من الشباب والفتيات الّذين ضحّوا بأنفسهم في الفترة من (سبتمبر 2014 حتى يناير 2015) من أجل وقف تقدّم الشموليّة الإسلاميّة في بلادهم, وسيبقى اسم كلٍّ منهم محفوراً إلى الأبد في الذاكرة، ويرتبط إلى الأبد بمعركة كوباني الّتي ضحّوا بحياتهم في الدّفاع عنها.

نحن الفرنسيّون نودّ أن نعرب عن امتناننا للشّهداء الذين قاتلوا عدوّنا المشترك مدافعين عن الحضارة ضدّ البربريّة, ونريد أن نشكرهم لأنّهم عانوا وماتوا من أجل فكرةٍ معيّنةٍ عن الإنسانيّة، من أجل الدّيمقراطيّة وحريّة العيش.

ونحن نريد أيضاً أن نقول شكراً لذوي الشهداء, وشكراً للعدد الّذي لا يُحصى من الجّرحى في هذه المعركة, وأولئك الّذين ما زالوا يقاتلون ضدّ الإسلاميين الّذين يقتلون باسم الكراهية والتّعصب وازدراء المرأة.

والعزاء أيضاً لنا: (تشارلي، هايبر هايد، باتاكلان، نيس، والد هامل … والقائمة طويلةٌ, دماؤنا تختلط في هذه المأساة الّتي لا تنتهي.

إن الآلاف من الكرد وحلفائهم العرب والمسيحيّين ما زالوا يدفنون موتاهم في هذه الحرب الّتي لا تنتهي, وكلّهم يعيشون تحت التّهديد المستمرّ لدولة أردوغان التركيّة، التي أعلنت نفسها قبل بضعة أيّامٍ بأنّها لا تزال مستعدة للقضاء على الكرد.

المصدر: lexpress

زر الذهاب إلى الأعلى