في الوقت الذي يزور فيه وفد من مجلس سوريا الديمقراطية دمشق لإجراء مفاوضات مع النظام حول إمكانية الوصول إلى صيغة تفاهم لحل الأزمة السورية؛ تصدح من مصر أصوات بالحق وتقرُّ بمشروعية حقوق الكرد كمسألة أساسية لحل الأزمة البنيوية في سوريا.
قال السفير السابق لمصر سليمان عثمان أن علاقات مصر بالكرد قديمة جداً وأن مصر من أكثر الدول المتفهمة للمسألة الكردية ومن أكثر الداعمين لحقوق الكرد المشروعة مضيفاً أن العلاقة بين مصر والكرد تعود إلى الأزل تجسدها العلاقات بين الفراعنة والدولة الميتانية واعتبر أن ما تقوم به تركيا من هجمات على الشمال السوري هي بغرض الهيمنة والسيطرة على ما انتزعه الكرد من حقوقهم الشرعية على مدى عقود
وأضاف أن فوز أردوغان في الانتخابات التركية ستعقد الأمور وستجعل الأزمة طويلة الأمد لأنه سيمارس سياساته بنفس الوتيرة بل على شكل أسوء متحصناً بالصلاحيات الجديدة الممنوحة له وسيصعد من عملياته الوحشية ضد الكرد، ولكن كرامة الشعب الكردي واعتزازه بنفسه لن تسمح بالصمت على الاضطهاد؛ مشيراً إلى أن ما قدمته سوريا الديمقراطية في الشمال السوري يمكن أن يكون نموذجاً للحل ولكن يجب أخذ بعض الأمور بالحسبان وهي الجغرافيا والقدرات المالية والموارد والمطارات وغيرها وشكل الدستور المستقبلي والسلطات التي ستأخذها المناطق السورية المختلفة فضلاً عن الالتزام بتطبيقها وتنفيذ بنود الدستور
وختاماً أقول: لا بد أن تكون مصر منخرطة أكثر في الأزمة السورية وتلعب دور الوساطة بشكل أقوى فغياب مصر عن المشهد السوري يعطي الفرصة الكاملة للتدخل التركي والإيراني.
