عمار موسى ــ
عاش الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى العديد من المخططات والمؤامرات من قبل قوى الاستعمار والرأسمالية، وتم تقسيم المنطقة بناءً على مطامع ومصالح هذه الدول، كـ فرنسا، بريطانيا، أمريكيا، ولاسيما بعد انهيار الدولة العثمانية وتقاسم تركتها، إلا أن الدول الاستعمارية عملت على ترسيخ دولة تركية فاشية حديثة في منطقة الشرق الأوسط على يد مصطفى كمال أتاتورك، لتكون جاهزة في نشر الفوضى وحالة اللااستقرار وتنفيذ أجندات الدول الرأسمالية من خلال اضطهاد الشعوب وعدم تمكنها من المطالبة بحقوقهم التاريخية والثقافية في المنطقة، ومثال ذلك الاجتماع الذي تم عقده في القاهرة عام 1920 الذي أنكر أو قرر إنكار القضية الكردية، وتقسيم كردستان إلى أربعة أقسام / إيران ، سوريا ، العراق ، تركيا / ومنذ ذلك الحين تمارس الدولة التركية الفاشية، سياسة الاضطهاد والعنف والإبادة بحق شعوب المنطقة، ولا سيما الشعب الكردي، باعتبارها القوة التي تحمي وتعزز مصالح الدول الرأسمالية وعلى هذا الأساس تعاملت الدولة التركية بالعداء والحقد ضد الكرد في المنطقة. الحوادث التاريخية شاهدة على ذلك، فكل اجتماع أو انتفاضة من أجل حقوق الشعب الكردي المحقة، قابلتها الدولة التركية بالقمع والاضطهاد وارتكاب المجازر بحق شعب يطالب بحقوقه المشروعة التي سُلبت منه، وبالتزامن مع المخططات والمؤامرات الجديدة ضد منطقة الشرق الأوسط، كان هدف هذه المؤامرات تحويل المنطقة إلى ساحة صراعات ونزاعات من أجل تحقيق مطامع ومصالح الدول الرأسمالية والقومية، وهيمنة الحداثة الرأسمالية على هذه المنطقة،
وبعد بزوغ فجر الحرية بقيادة المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان، والتفاف الشعوب حول فكر ونهج القائد ٱبو استشعرت قوى الهيمنة العالمية والأنظمة القومية التي تخدم أجندات هذه الهيمنة، بخطر حقيقي وانتهاء مشاريعهم المتمثلة بإنكار الشعوب وتجزئة مناطقها والسيطرة على خيراتها وابقائها تحت نير الظلم والاستبداد والعبودية والجهل والتخلف، حيث استطاع القائد “ٱبو” من خلال فكره وفلسفته وتحليله للقضايا والمشاكل العالقة، من إفشال المؤامرة الدولية ومنعها من تحقيق أهدافها، بل نستطيع القول إن القائد أوجلان لم يحبط المؤامرة فقط “مؤامرة 15 شباط ” وانما جميع المؤامرات، كما أن القائد أوجلان، مثَّل الرد الحقيقي لجميع مؤامرات قوى الشر والطغيان ضد شعوب منطقة الشرق الأوسط وليس الكرد فقط.
