مقالات

حقيقة الغرب وبروبوغندا ديمقراطيتها الجوفاء

محمد ايبش

ليس هذا اتهاماً، بل حقيقة، ففي كافة الدول الغربية لا توجد ديمقراطية بمعنى المصطلح، بل هناك قوانين ضابطة تحقق شيء من الحقوق الفردية والتي يسميها البعض بالديمقراطية،  وإذا عدنا إلى معنى الديمقراطية، فهي تدل على حكم الشعب لنفسه بنفسه ضمن ضوابط مجتمعية ومعايير أخلاقية والتي تساهم في بناء الانسان على أسس سليمة تبعده عن الانحراف ويجعله فرداً منتجاً مساهماً في عملية التطوير بما تقتضي مصلحة المجتمع، بينما في دول الغرب يعيش الأفراد حالة من العزلة عن واقعهم وغير مهتمين بالشأن العام إذا ما قارنَّاهم بالأفراد في المجتمعات الشرق أوسطية، ولكن ما يحتاجه الفرد في مجتمعاتنا هو تطوير ذاته والتركيز على الجانب البحثي في أعماله وبناء ذاته من خلال القراءة السليمة لما يحيط به من المجتمعات وكيف حققت هذه المجتمعات تطورهم على كافة الصعد، والفرق بيننا هو أننا نتكلم عن الأوطان بينما الغير يتحدث عن الأنظمة والانسان، فالأوطان عبارة عن جغرافيا تعيش فوقها مجموعة من الشعوب أو أقوام مختلفة الثقافات والعادات والتقاليد.

فالديمقراطية الحقيقية لا تعبر عنها صناديق الانتخابات، بل التعبير الحقيقي للديمقراطية هو أن يكون القرار بيد الشعب بموجب عقد اجتماعي يضمن خصوصية كل شعب حتى على الصعيد الفردي؛ باعتبار الحرية الفردية لا تنفصل عن الحرية الجماعية؛ فلا يمكن الحديث عن مجتمع حُر ويوجد ضمنه أفراد مقموعين ومغيبين عن الواقع، وبنفس الوقت ينطبق الأمر على الحرية الفردية أو الحقوق الفردية طالما هناك مجتمع يمارس بحقه سياسة الإبادة والإنكار، لذلك ما يدَّعِيه الغرب ليست ديمقراطية؛ بل جملة من القوانين الضابطة لحقوق الأفراد في درجاتها الدنيا، ومن هذا المنطلق نرى بأن الغرب والأنظمة ذات الحكم المطلق يحاربون مفهوم الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب والعيش المشترك والذي يعتمد على بناء الانسان على أسس أخلاقية وسياسية؛ لأن السياسة هي الذاكرة الأخلاقية للشعوب، وعندما تقوم الأنظمة بقمع مجتمعاتها ومنعها من ممارسة السياسة فهي تهدف إلى إبعادهم عن ذاكرتهم الأخلاقية، والحياة بدون أخلاق كمن يعيش في نظام الغابة، القوي يأكل الضعيف، ومن هنا علينا أن نقرأ فكر وفلسفة القائد أوجلان،  وبذلك نستطيع كسر العزلة؛ لأننا سنكتشف أساليب النضال في وجه زيف ديمقراطية الغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى