حواراتمانشيت

حسين فقه الحلقة الرابعة من السؤال المصير مع طه الحامد

يتابع الكاتب و الشاعر حسين فقه حلقاته عن السؤال المصير الذي يسكن في قضية الامن القومي الكردي و ماهيته و الاخطار المحدقة به و حمايته في ظل المرحلة الراهنة, يناقش في ذلك العديد من الكتاب و المثقفين و السياسيين الكرد, سؤالٌ كبيرٌ واحدٌ يطرحة فقه لتكوين تصور واضح حول مايفكر به الكرد من خلال شخصياته ومثقفيه وأكاديمييه ، لعلنا بذلك ننير الطريق لشعبنا وفي دواخلنا .

المركز الاعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD- اوربا

السؤال المصير

حسين فقه

مفهوم الأمن القومي الكردي في إطار الوضع الراهن والمستقبلي .
الحرب اللتي يخوضها الكرد في باشوري كردستان ” جنوب كردستان ” وروج آفا ” غرب كردستان ”  والحرب المعلنة على مناطق الدفاع المشروع وحركة حرية كردستان حزب العمال الكردستاني PKK  وأهلنا في باكور” شمال كردستان .
الأحزاب المحورية في كردستان الكبرى ومواقفها من القضايا المصيرية المشتركة .
هل يمكن بناء موقف كردي موحد في ظل تناهب المصالح السياسية والإقتصادية والهيمنة من الدول الإقليمية المغتصبة لكردستان على قررارات الأحزاب الكردية المحورية  ، كل ذالك في إطار المصلحة الكردية العليا .
الدولة التركية ومحاولة الإنقلاب على نتائج إنتخابات 7 تموز والتي فاز بها الكرد على حساب تراجع أصوات حزب العدالة والتنمية ومحاولة أردوغان الإنقلاب على العملية الديمقراطية التي جلبته للسلطة ” كما يدعي ”
هل يمكن البدء بتشكيل هيكلية لحماية الأمن القومي الكردي ؟؟؟؟؟

حسين فقه

الحلقة الرابعة من السؤال المصير  مع الكاتب والسياسي طه الحامد*

كان لا بد لنا في خضم هذه الأحداث المتسارعة ، والراهن السياسي الخطير ، واللحظة التاريخية والمصيرية أن نتوجهه لباقة من كتابنا ومثقفينا وشخصياتنا السياسية المتعددي المشارب والآراء،  بهذا السؤال المصيري بغية إستقراء الآراء والرؤى، وإستمزاج طرق التفكير، وتشكيل حالة من الحوار المتعدد الخصائص والوظائف إبتداءً من حرية الرأي والتعبير وإنتهاءً بإستخلاص نتائج وعبر قد تفيد مستقبل شعبنا وامتنا الكردية . ومع الكاتب والسياسي طه الحامد كان الحديث ذو نبرة عالية ومتفوق على نفسه نفساً قومياً لا يخلو من التوجه ولا يخرج عن المنطق التاريخي والسياسي العادل والمحق بحق .

لايمكن للكورد أن يحققوا طموحاتهم القومية إن لم يكونوا جزء من الإستراتيجيات العالمية
لم يكن ماسمي بالربيع العربي بمنأى عن السياسات التي دأبت عليها قوى الحداثة الرأسمالية منذ قرن من الزمن وهي الإبقاء على تبعية نواة المنطقة لتلك القوى الرأسمالية , سواء في الشرق الأوسط أو أجزاء من أفريقيا , لهذا لم يستطيع الشباب المنتفض والتيارات العلمانية والوطنية من إنجاز مشروعهم التغييري الذي خرجوا لأجله إلى الميادين والشوارع . لأن القوى الراسمالية و أدواتها المعروفة في المنطقة دخلت بكل قوتها لتحريف المسار المدني الديمقراطي وإجهاضها من خلال تقديم الدعم أو ابداء الصمت إزاء تصدر الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين للمشهد , وكانت هذه رغبة أمريكية وبريطانية بشكل خاص وبالتعاون الوثيق مع أردوغان وقطر حيث خطط لأن تستلم جماعات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم في دول الربيع العربي .ولكنهم فشلوا بذلك نتيجة إختلال ميزان القوى الشعبية لصالح الفكر المدني الديمقراطي العلماني وكان إنقلاب الجنرال السيسي ضربة قاصمة لهذا المشروع وتلاه تراجع الغنوشي عن الإنخراط بالمخطط لصالح وطنيته التونسية , وكذلك تصدي الجنرال حفتر و القوى الديمقراطية في ليبيا لهذا المخطط مما دفعت القوى الغربية وتركيا وقطر إلى إعادة النظر , والبدء بدعم الحركات الإرهابية لإفشال تلك الدول بطريقة أخرى ولكي تبقى في دوامة الحروب وتستمر التبعية إلى عشرات السنين . ولهذا لايمكن الحديث عن الأمن القومي الكوردي والمصالح القومية العليا خارج إطار لعبة الدول الكبيرة وإستراتيجياتها ومصالحها في المنطقة , ولا يمكن الحديث عن مكونات الحركة القومية الكوردستانية بمعزل عن التمايز المجتمعي والخصوصية الثقافية والمدنية لكل جزء من هذه الحركة على حده , من حيث البنى الفكرية والعشائرية والطبقية ومدى أرتباطاتها المصلحية مع أقطاب الحداثة الرأسمالية . لقد بلغ الشعب الكوردي والأمة الكوردية مستويات عالية من الوعي لأول مرة في تاريخه , حيث تجاوزت الذهنية الكوردية حالة البحث عن الوجود وإثباته كمن كان يريد إثبات وجود الشمس إلى حقيقة وجود وطن اسمه كوردستان ولكنه وطن مستعمر من قبل عدة دول كل دولة غاصبة تعاني من تناقضاتها الداخلية والخارجية مع بعضها البعض ولكنها تتفق فيما بينها على كبح الجماح الكوردي نحو الحرية وبكل الأشكال والوسائل. ومن هذه النقطة يمكن لمختلف القوى الكوردستانية أن تجد مشتركات في المصالح وفي الرؤى وصياغة مفهوم الأمن القومي لأمة تطمح إلى التحرر من المستعمر من خلال الإستفادة من التناقضات والصراعات بين انظمة تلك الدول و كيفية إستثمارها و توسيع الشروخ بينها ومن جهة أخرى إيجاد لغة مشتركة مع الدول الكبرى التي تنظر إلى كل المنطقة كسوق تجاري كبير تابع لها , لايمكن للكورد أن يحققوا طموحاتهم القومية إن لم يكونوا جزء من الإستراتيجيات العالمية وأن لم يكونوا أحد اللاعبين على أطراف طاولة الكبار , يؤثرون في مصالحهم ويشكلون تهديداً لها إلى جانب مقدرتهم أن يكونوا شركاء محتملين تعوض تلك القوى إستغنائهم عن شريك ما يستعمر حالياً جزء من كوردستان . ولأجل ذلك يحتاج الكورد في الأجزاء الأربعة إلى تشكيل مؤسسة قومية عابرة للأحزاب تكون جامعة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً و ناطقة بإسم جميع أطراف الحركة القومية , تخاطب وتفاوض سراً وعلناً مع القوى المهيمنة على القرار السياسي والدولي في العالم دون خطوط حمر وأن يكون المحور الأساسي هو إن لدينا وطن وإسمه كوردستان نعمل من أجل تحرره وبناء نموذج ديمقراطي يتشارك فيه كل الشعوب القاطنة فيه . وطرح السؤال التالي على القوى العظمى : ماذا نستطيع أن نقدم لكم لقاء دعمكم لنا ؟ مالذي تقدمه الأنظمة الغاصبة لكوردستان لكم وكيف سنكون حلفاء مصالح نستطيع تعويضكم عن خسارتكم لهؤلاء الحلفاء ؟

* طه الحامد كاتب وصحفي وعضو المؤتمر الوطني الكردستاني KNK

زر الذهاب إلى الأعلى