الأخبارمانشيت

حسو: ما دامت المقاومة مستمرة بكافة أشكالها فسينتهي الاحتلال

في الذكرى السنوية الثانية لهجوم الاحتلال التركي ومرتزقته على عفرين التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع (عائشة حسو) الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد لديمقراطي PYD وابنة مدينة عفرين.

وحول أسباب الهجمات التركية على عفرين والإدارة الذاتية الديمقراطية, واستمرار المقاومة والإصرار على إنهاء الاحتلال والعودة قالت حسو:

مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية يشكل سداً في وجه الأطماع العثمانية

مرت سنتان على احتلال الأرض المباركة والمقدسة (عفرين), وتاريخ العشرين من كانون الثاني يصادف تاريخ بدء هجوم الدولة التركية المحتلة على عفرين, ومن ثم احتلالها, وذلك لتحقيق أهدافها المتمثلة في:

أولاً: استهداف مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.

ثانياً: استهداف إرادة المرأة التي هي أساس هذا المشروع الديمقراطي.

ثالثاً: تنفيذ القرار الذي اتخذته الدولة التركية منذ نشوئها بإبادة الشعب الكردي.

وتابعت حسو: إن عدم تقبل الدولة التركية للنظام الديمقراطي الذي تطوّر خلال سنوات في عفرين وفي شمال وشرق سوريا يعتبر الهدف الرئيسي لاحتلال عفرين, والعملية التركية الأخيرة على المنطقة واحتلال سري كانيه وكري سبي تبين بوضوح هذا الهدف, ومنذ بداية الأزمة السورية في سنة 2011 تبنت تركيا واحتضنت ما تسمى المعارضة السورية, هذه المعارضة التي حادت عن أهداف الثورة السورية وأصبحت أداة لتنفيذ الأجندات التركية في إعادة إحياء الامبراطورية العثمانية, وترى الدولة التركية بأن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية يشكل خطراً عليها ويشكل سداً في وجه أطماعها العثمانية, فهذا المشروع الديمقراطي إذا ما تم اعتماده في سوريا فسيكون نموذجاً ومنفذاً لانتشار الديمقراطية في كامل الشرق الأوسط, فأصبحت سوريا ساحة لجميع الصراعات الدولية والإقليمية في الشرق الأوسط, والأطراف الدولية والإقليمية ترى مصلحتها في استمرار الأزمة السورية, ولذلك تعمل هذه الأطراف على تعميق الأزمة, وكل طرف يحاول تفصيل الأحداث والوقائع والأمور بحسب مصالحه.

المشروع الديمقراطي لن يتفكك باحتلال مدينة أو بلدة

وعن التحديات والصعوبات التي تواجهها الإدارة الذاتية الديمقراطية منذ نشوئها أوضحت حسو بالقول:

المشروع الديمقراطي المعتمد في شمال وشرق سوريا على مدى تسع سنوات هو نتاج تعايش الشعوب والمكونات مع بعضها بالاعتماد على فلسفة الأمة الديمقراطية, وطوّرت مكونات شمال وشرق سوريا هذا المشروع رغم التحديات والهجمات والاحتلالات, هذا المشروع الديمقراطي لن يتفكك باحتلال مدينة أو بلدة, وهذا ما تم إثباته من خلال مقاومة الشعوب المستمرة منذ بداية الأزمة السورية, وأيضاً فإن لهذه الشعوب قوات عسكرية هي قوات سوريا الديمقراطية, وهذه القوات رغم الهجمات التي تعرضت لها تطوّر نفسها يوماً بعد يوم, وقد شكّلتها مكونات المنطقة ورفدتها بأبنائها من أجل تحرير الأرض من كل الاحتلالات.

عفرين كانت النموذج الأكثر تقدماً لنظام الإدارة الذاتية الديمقراطية

أما عن أسباب استهداف الدولة التركية لعفرين دون غيرها, قالت حسو موضحةً:

في عفرين انقلبت كل الموازين, ورغم سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته عليها فإن عفرين لا تُعتبر محتلةً, وذلك لعدة أسباب:

الأول: مقاومة شعب عفرين ما زالت مستمرة في الشهباء وفي كل العالم, وشعب عفرين ما زال منتفضاً ومقاوماً ورافضاً للاحتلال.

 الثاني: جميع شعوب شمال وشرق سوريا أيضاً ما زالت منتفضةً ومقاومةً ورافضةً للاحتلال, واتخذت قرارها بتحرير كافة المناطق المحتلة سواء من  تركيا أو غيرها.

الثالث: قوات تحرير عفرين منذ سيطرة المحتل عليها تلحق الضربات الموجعة بالمحتل التركي ومرتزقته دون توقف, والمقاومة مستمرة.

وسياسة الدولة التركية تعتبر تحرر المرأة وتنظيمها خطراً على وجودها, وعفرين بتركيبتها الاجتماعية كانت المرأة فيها متطورة جداً, ونستطيع القول أن نسبة المرأة المنظمة سياسياً واجتماعياً وعسكرياً ضمن المجتمع العفريني بالنسبة للرجال كانت تتجاوز ال50%, وهذا الأمر يعتبر سبباً رئيسياً لاستهداف عفرين, وكذلك فإن مقاطعة عفرين كانت النموذج الأكثر تقدماً لنظام الإدارة الذاتية الديمقراطية مقارنة بباقي المقاطعات, وهذا سبب آخر يضاف لأسباب استهدافها, وأيضاً لأنه في خضم الحرب السورية كانت عفرين المكان الأكثر أماناً وسلماً في سوريا,  ولذلك أصبحت مقصد وملجأً لكل السوريين الهاربين من ويلات الحرب.

بتجميع كافة الأسباب السابقة ومضافاً إليها استهداف مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ككل, سندرك الأسباب الحقيقية للهجمات التركية على عفرين و(شمال وشرق سوريا), وما زالت الهجمات مستمرة.

وتابعت حسو: من جهة  أخرى فشعبنا في كامل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية بإصرارٍ يدافع وينظم نفسه لترسيخ وحماية هذا المشروع الديمقراطي, فخلال الهجوم على سري كانيه وكري سبي راهنت الدولة التركية على التفكك المجتمعي في تلك المناطق من خلال خلق نزاع (كردي – عربي) لتفكيك الإدارة الذاتية الديمقراطية, ولكن مبادئ الأمة الديمقراطية من خلال أخوة الشعوب أفشلت تلك المراهنة, فبعد أن أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية (نفيراً عاماً), أخذت كافة المكونات  من عرب وكرد وسريان وغيرها مواقعها في خطوط الدفاع عن الأرض وعن مشروعها الديمقراطي.

تركيا تستخدم المعارضة السورية لإحياء مشروعها العثماني قبل انتهاء معاهدة لوزان

بالنسبة لسياسات الدولة التركية وأهدافها في سوريا, قالت حسو:

من المؤكد أن التدخل العميق للدولة  التركية في الأزمة السورية سيجعلها تغرق في هذا المستنقع, وأيضاً المعارضة السورية فقدت مشروعيتها لأنها حادت عن الثوابت الأساسية للثورة السورية وأولها إسقاط النظام وتغييره, وتُقَدِّم التنازلات تلو الأخرى, وباتت هذه المعارضة كأحجار الدومينو في يد الدولة التركية ترميها وتوجهها أينما تجد مصالحها, وآخرها إرسال تركيا لفصائل المعارضة السورية إلى ليبيا, وهذه المعارضة التي اعتمدت نهج الإسلام  السياسي, وخلقت فصائل إرهابية وجهادية وراديكالية متشددة, وتنتهج  سياسة إمحاء المكونات والأقليات التي تميز المجتمع السوري لا تستحق امتلاك أية مشروعية لدى السوريين, وإنما تستخدمها تركيا لإحياء مشروعها العثماني قبل انتهاء معاهدة لوزان في سنة 2023.

والنظام السوري رغم أن سيادته انتهكت من قبل الدولة التركية, واحتُلّت أراضي سورية شاسعة من قبل تركيا, وتُرفع فيها الأعلام التركية, وباتت اللغة التركية هي الأساسية في تلك المناطق, لم يخرج بأي موقف جدي رافض لهذه السياسة التركية, وصمته المريب تجاه ذلك يجعله شريكاً ويظهره راضياً عن تلك السياسة، ومن خلال صمت النظام السوري وإعادة إحياء روسيا  لاتفاق أضنة اللاشرعي بين سوريا وتركيا, يتبين أن الدولة التركية بعد أن كانت تتهم  النظام السوري بالقاتل لمئات الآلاف من السوريين, وكانت تدعي في كافة المناسبات بأنها تعمل على تغييره وتساند السوريين المستضعفين, ستعترف بشرعية النظام السوري من جديد مقابل صمته عن السياسات التركية الاحتلالية في سوريا.

هناك إرادة وإصرار من قبل الإدارة الذاتية وشعوب المنطقة على إنهاء الاحتلال

كما أشارت حسو إلى استمرار مقاومة شعب عفرين في المخيمات  وكافة مناطق العالم, وقالت:

ضمن هذه الفوضى والحروب في المنطقة عامةً وسوريا خاصةً تجلّى بوضوح أن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية هو المشروع الوحيد الذي سيجلب الاستقرار والديمقراطية لسوريا والشرق الأوسط, ومصالح الدول المتحكمة بالأزمة السورية تطلبت سكوتها عن الهجوم التركي على عفرين وعلى الإدارة الذاتية الديمقراطية, ولكن مقاومة شعب عفرين في الشهباء وفي المخيمات منذ سنتين, وتحمله للمصاعب يظهر إرادته الصلبة وإصراره على إنهاء الاحتلال والعودة إلى عفرين, وكذلك شعب سري كانيه وكري سبي يرفضون الاحتلال ويقاومون, وبالمقاومة العسكرية ومقاومة الشعب وإصراره على رفض الاحتلال وإنهائه والعودة إلى الأرض, لا يمكن اعتبار عفرين وسري كانيه وكري سبي مناطق محتلة, لأنه ما دامت المقاومة مستمرة بكافة أشكالها, وهناك إرادة وإصرار من قبل الإدارة الذاتية وشعوب المنطقة على إنهاء الاحتلال, فإنها ستعود إلى أصحابها عاجلاً أم آجلاً.

مقاومتنا هزت العالم

وفي الختام قالت عائشة حسو:

على الساحة الدولية كل طرف يحاول تمرير سياساته وتحقيق مصالحه في سوريا, ولكن الهجوم  التركي على سري كانيه وكري سبي أظهر حقيقة مشروعنا الديمقراطي للعالم, ومقاومتنا هزت العالم, وباتت قوات سوريا الديمقراطية التي هزمت داعش أشهر من نار على علم, وصار مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي وُلد من رحم الاستبداد والظلم والفاشية وبإرادة  صلبة من قبل الشعوب في شمال وشرق سوريا  الشغل الشاغل للعالم.

في الذكرى السنوية  الثانية للهجوم التركي على عفرين, نقول أننا اتخذنا القرار على كافة المستويات برفع مستوى المقاومة واستمرارها من قبل الشعب والإدارة,  وأن لا يقتصر التحرير على عفرين وسري كانيه وكري سبي, وإنما تحرير كامل التراب السوري, فإدلب لا تختلف عن عفرين, والباب وإعزاز وجرابلس  لا تختلف عن سري كانيه وكري سبي, ونرفض الاحتلال التركي وسياسة التتريك التي يريد الاحتلال التركي فرضها في سوريا, فإذا كانت الدولة التركية مصرة على محاربة الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تشكل سداً في وجه أحلامها العثمانية بكافة أشكال الهجوم, فنحن مصرون على الدفاع والمقاومة بكافة الأشكال.

زر الذهاب إلى الأعلى