الأخبارمانشيتنشاطات

حسن محمد علي: مقاومة كوباني أظهرت حقيقة قدرة شعوب المنطقة على دحر داعش

نظم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في هولندا ندوة جماهيرية الأمس الأربعاء 3 يوليو بحضور العشرات من الكردستانيين ونخبها في هولندا حيث حاضر في الندوة عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية حسن محمد علي، وذلك في مدينة دنهاخ ” لاهاي” الهولندية .
هذا وبدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، كما وتناولت محاضرة حسن محمد علي عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية مجمل الأوضاع والتطورات السياسية في روج آفا وشمال سوريا وعلاقة الدول الاقليمية والقوى الدولية بالملف السوري عموماً، وكل تداعيات ماسمي “الربيع العربي” على منطقة الشرق الأوسط والتي تركزت عقدتها في سوريا.
هذا وأخذت المحاضرة سمة التحليل والقراءة السياسية المتأنية والتي أظهرت الموقف الاستراتيجي العميق المستند الى رؤية استشرافية لمجلس سوريا الديمقراطية ومنظورها للأزمة السورية عموماً ولشمال وشرق سوريا خصوصاً.

سوريا بوابة تغيير المنطقة

وفي مستهل محاضرته قال محمد علي:” المرحلة التي نمر بها مرحلة حساسة وتاريخية شديدة الصعوبة وليست سهلة كما يفسرها البعض، فهذه المرحلة تتكرر فقط كل مئة عام حاملة معها كل المتغيرات التي ستجدد وجه المنطقة وشكلها وسياساتها، وما نمر به يشبه الحرب العالمية الثالثة في منطقتنا وهي لم تبدأ اليوم بل بدأت منذ أواسط التسعينات حتى اسقاط النظام البائد لصدام حسين في العراق ودخول القوات الدولية ( قوات التحالف بقيادة الولايات الممتحدة الأمريكية ) الى المنطقة من بوابة العراق وأفغانستان”.
وفي وتفكيك لمفاصل العقدة السورية أكد محمد علي على ” أهمية الجغرافيا السياسية لسوريا” حيث قال:” الجغراقيا السياسية السورية مهمة جداً فسوريا هي بوابة التغيير في المنطقة عموماً وهي عنوان شكل الشرق الأوسط السياسي المرتقب”، وأضاف ” وكان لسوريا هذا الدور تاريخياً وليس الآن فقط، فكل النتغيرات في المنطقة تبدأ وستبدأ من سوريا، ولذلك نحن ننظر لها على أنها المفصل السياسي الرئيس لتغيرات المنطقة “.

سياسة السير وسط الألغام

كما و ألقى محمد علي الضوء على صعوبات المرحلة السياسية هذه بالنسبة للادارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سويا وكل بنيتها السياسية بما فيها مجلس سوريا الديمقراطية في ظل وجود الكثير من القوى الدولية والاقليمية عسكرياً وسياسياً في سوريا حيث قال :” كل القوى الدولية الفاعلة وكذلك الاقليمية موجودة في سوريا بطريقة أو بأخرى وجميعها تعمل على تحقيق أجنداتها، وفي هكذا ازدحام قوى وأجندات قد يبدو من المستحيل ممارسة السياسة وما زلنا موفقين في ممارساتنا وخطانا بين هذه الألغام السياسية حيث لا مكان للخطأ”، وأضاف ” روسيا وتركيا وايران اتفقوا على تغيير المناطق في سوريا، وكل ما يحدث من تسليم واستلام لمناطق بما فيها عفرين وتهجير سكان واحلال آخرين مكانهم، في تغيير ديمغرافي واضح، إنما يتم بالاتفاقات بين هذه الدول وهي ليست إلا مخرجات لمنصتي آسيتانا وسوتشي، ونحن نمارس السياسة في هذه الخارطة المعقدة”، وأسهب محمد علي مكملاً فكرته بالقول:” نحن نتقدم الى الأمام والخط البياني لانجازاتنا وسياستنا في شمال وشرق سوريا نحو الصعود ولم ننحدر حتى الآن بمعزل عن الأخطاء واحتلال عفرين، ولكن هذا الخط البياني المتصاعد قد لا يدوم اذا ما لم نقرأ الوقائع بشكل صحيح وندرس ونحلل ما تريده كل هذه الدول في سوريا”.

صراع على النفوذ في سوريا

كذلك تناول محمد علي الصراع الدولي والاقليمي على النفوذ في سوريا موضحاً الخارطة السياسية لهذا الصراع حيث قال:” هناك صراع روسي أميركي على النفوذ في سوريا وهناك قوى اقليمية تمثل هذا الصراع وتزيد تعقيده كدولة الاحتلال التركية وكذلك ايران، فروسيا وايران تدعمان النظام السوري وهما عماد بقائه حتى الآن وللولايات المتحدة أجندتها التي ترفض البقاء الايراني في سوريا ويأتي وجود الاحتلال التركي كنظير اقليمي للوجود الايراني في سوريا ولكن بشكل احتلالي واضح، فالأتراك ما زالوا يعتمدون الميثاق الملي الذي يعتبر حلب وكامل الشمال السوري وصولاً لموصل وكركوك أراض تركية، في رفض تاريخي لاتفاقية لوزان ونتائجها وفي توجه احتلالي واضح لأراض سورية وعراقية”، وأشار محمد علي الى ” وجود مساعي لتشكيل ( ناتو عربي) من عدة دول عربية في المنطقة كبديل سياسي عن قوى اقليمية أخرى كتركيا الذي كان شرطي الناتو في المنطقة الا أن دورها في تراجع الآن وخصوصاً بعد أن أصبحت عضوية تركيا في الناتو على المحك نتيجة لسلوك أردوغان السياسي الخارج عن كل الأعراف والمواثيق”.

قدرة المكونات المحلية على دحر الارهاب

هذا وأشار محمد علي لمقاومة كوباني في وجه داعش التي استطاعت في فترة قصيرة التوسع في مناطق عدة من سوريا والعراق وكسر قوات دول على عكس ما حدث في كوباني حيث قال:” داعش استطاعت بفترة قصيرة التوسع على حساب جيوش نظامية لدول مثل سوريا والعراق ولكنها لم تستطع الصمود أمام مقاومة كوباني ومكوناتها المحلية وهذا ما أظهر حقيقة أن المكونات المحلية للمناطق بمستطاعها أن تقاوم ارهاب داعش وتدحره وهذا ما أوصل قوات سوريا الديمقراطية لملاحقة فلول داعش حتى الباغوز ودحرها في معقلها العسكري والجغرافي الأخير شرق الفرات وذلك خلق فكرة أن دعم القوى المحلية من شأنها أن تكافح الارهاب وتنتصر عليه وتطهر المناطق من رجس داعش وأخواتها”.
وتساءل محمد علي ” ولكن ماذا بعد داعش؟ وماذا بعد القضاء عليه جغرافياً وعسكرياً؟”، وأضاف ” أمامنا تحديات كثيرة بعد داعش جغرافياً وعسكرياً، فهناك الخلايا النائمة والذئاب المنفردة والتي لا زالت تحاول أن تعيث فساداً وارهاباً في مناطقنا، وهناك أيضاً محاولات زرع الفتنة بين الكرد والعرب، وهناك تهديدات تركية صريحة لاجتياح الشمال السوري وشرق الفرات ولا يجب علينا تكرار الأخطاء المرتكبة في عفرين رغم أن احتلالها جاء باتفاق روسي تركي ايراني وبتغاطي دولي”.

القضاء على خلايا داعش النائمة

وأشار محمد علي إلى الأولويات والتحديات التي يتم التركيز عليها في هذه المرحلة حيث قال :”من أولى التحديات والمهام التي تقع على عاتقنا هو القضاء على الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي وسيكون 2019 عام القضاء عليها ومن الخطوات الرئيسية للقيام بهذه المهمة هو تشكيل مجالس عسكرية محلية لكل المناطق التي تنضوي في ظل الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال و شرق سوريا”، وأضاف ” وأمامنا تحديات أخرى يجب مواجهتها كادارة المنطقة وتقديم الخدمات وتعويض النتضررين من الحرائق المفاعلة التي استهدفت أبناء روج آفا واشمال السوري بأرزاقهم، وكذلك تشكيل وتطوير المجالس المدنية التي تدير المناطق وايجاد الامكانيات والميزانيات المالية المتسقة مع حاجات الأهالي في تلك المناطق، والعمل على انشاء مشاريع وبنى من شأنها أن تزيد فرص العمل ليستطيع الأهالي ادارة شؤونهم، وكل ذلك من شأنه أن يؤكد حقيقة سعينا لأن يدير أبناء المناطق ومكوناتها مناطقهم مدنياً وعسكرياً “.

محكمة دولية في الشمال السوري

ومن جملة ما تطرق له عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية حسن محمد علي ” الخطر الدولي القابع في سجون الادارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية المتمثل بمعتقلي داعش”، حيث قال :” الدور المطلوب من الأوربيين هو فهم حقيقة أننا أبناء روج آفا والشمال السوري دحرنا ارهاب داعش الذي كان خطراً على العالم أجمع ونحن من قدمنا الشهداء والتضحيات وليس كافياً من الأوربيين كيل المديح والشكر على ذلك، بل يستوجب على الحكومات الأوروبية القيام بمسؤولياتها الأخلاقية والسياسية تجاه تضحيات مكونات الشمال السوري وايجاد سبل للدعم السياسي للمشروع الديمقراطي الوحيد في المنطقة، ومن أولى هذه المسؤوليات دعم قيام محكمة دولية على أرض روج آفا والشمال السوري لمعتقلي داعش لمحاكمتهم بشكل عادل وعلى الأرض التي ارتكبوا فيها جرائمهم”، وأضاف ” لدينا ممعتقلين من 51 دولة منها أوروبية وهؤلاء خطر على العالم أجمع ويجب محاكمتهم والتعامل معهم بصيغ قانونية وباشراف دولي في محاكم دولية في الشمال السوري، فابقاء الأمر كما هو عليه يحمل معه مخاطر جمة وخصوصاً وأن المنطقة تتعرض لتهديدات تركية”، ونوه محمد علي ” الدول الأوروبية تستطيع فعل الكثير بدل كيل المديح والشكر”.
هذا وتناول حسن محمد علي عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية الكثير من التفاصيل في الأزمة السورية والشمال السوري مؤكداً في الوقت ذاته على أن مكونات شمال وشرق سوريا والادارة الذاتية الديمقراطية هي الضمانة الوحيدة لدمقرطة سوريا على عكس الفصائل والمعارضة السورية التي تحولت الى مرتزفة تخدم الأجندة التركية ومطامعها الاحتلالية في سوريا .
كما انتهت الندوة بالاستماع لمداخلات الحضور والاجابة عن استفساراتهم وذلك بشكل مستفيض وواف، حيث أجاب محمد علي على كل الأسئلة كما أخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات والرؤى المقترحة من قبل الحضور .

زر الذهاب إلى الأعلى