مقالات

حزب الاتحاد الديمقراطي والسياسة الديمقراطية

ينطلق حزب الاتحاد الديمقراطي من مقولة: “يمكن الوصول إلى الهدف الصالح بالطرق الصالحة وحَسْب” وهذه المقولة أثبتها الواقع العملي من خلال نضال الحزب على مدى السنوات السابقة، وكذلك يرى حزبنا أن الهدف مرتبط ارتباطاً محكماً بالأساليب المؤدية إليه، والتي بمساندتها يمكن الوصول إليه, ولهذا فلا يمكن أبداً إدراك الهدف الصالح أو المأرب بوسائل فاسدة.

من غير الممكن أن يُقدِّم أي حزب سياسي نَفسَهُ كنموذج إلّا إذا استطاع أن ينجح في معالجة الإشكاليات المتراكمة بين معظم مكونات المجتمع، وأن يُؤسسَ للحد الأدنى من الاستقلالية؛ لأن الحزب يجب أن يكون حاضن لفكرة الانتاج وفكرة الفعالية والإبداعية بين فئات المجتمع المختلفة، وأن يملك الإيمان بأن البشر قادرون على حل مشاكلهم بنفسهم عن طريق العقد الاجتماعي الذي يمثل إرادة الشعوب.

من جهة التحديث التنظيمي, فهو واقع لا يمكن إنكاره في الحياة الحزبية نظراً للتطورات التنظيمية التي شهدتها الأحزاب الكردية من دون استثناء، وربما عدم تطبيق بعض الأحزاب لهذا الموضوع  كان السبب في ضعفها واستمرار انشقاقاتها وتفتت قوتها وضعف وجودها المجتمعي، وهنا نشدد على ضرورة إعادة قراءة الواقع لأن الأحداث السياسية تتطور بشكل بالغ السرعة.

إن الواقع يثبت أنه وبالرغم من استمرار التحولات واستفحال الأزمات، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي تَمَكّنَ من ترسيخِ نَفسِهِ وإثباتِ وجُودِهِ، وأن يُقدِّم نفسه كحزب مجتمعي  ذو تأثير بالغ على مجريات الأحداث كما أنه استطاع أن يواكب التجديد وتعبئة الجماهير على يقينيات تتماشى مع روح العصر ومعطيات الواقع ,واستطاع  من اتخاذ مواقف سياسية  تخدم الرصيد الحزبي بامتلاكه لبرنامج سياسي واضح وصريح , فيما استمر تراجع الأحزاب الأخرى وعجزها.

 ثمة حقيقة لابد من قولها: إن المدخل السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي دخل معترك العمل السياسي ليس ضد الأحزاب الأخرى، وإنما ضد الأفكار والتوجهات البالية،  وقد ساعده ذلك على بلورة تصورات العمل السياسي الذي يتخذ من الديموقراطية إطاراً ومنهجاً في المجتمع.

وبتعبير موجز وصريح أن أي حزب سياسي لا يكتفي بذاته وإنما يحتاج إلى قدرات فعَّالة في وجدان المجتمع وإلى قوى إيجابية تعزز الطريق السليم نحو دمقرطة المجتمع.

نملك نحن, في حزب الاتحاد الديمقراطي العديد من الأطروحات بفعل وجود واقع تعددي، وهذا الواقع التعددي يُدخِلنا في صلب التعددية؛ من هنا نقول أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يشكل خطراً أو تعدياً أو تحدياً لأحد ,بل هو “الترياق للجميع”.

وهكذا فالأزمة التي عصفت بسوريا منذ سنوات هي الجزء الظاهر من البناء الفاسد الذي افتقر إلى التسلّح بثقافة التعددية والديمقراطية. وبالتالي فأن كل محاولة لقسر وإجبار تنفيذ مشاريع وفرض حلول في غير محلها سوف يفضي لا محالة إلى كارثة وإلى تدمير عدة المقاومة والقدرة التي يحتاج إليها المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى