المجتمع

حالاتٌ اجتماعية يجب معالجتها

تقرير: عامر طحلو

لكل شعب عاداته, منها الجيد ومنها السيء الذي يؤدي إلى نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع, وسنتناول الآن بعض العادات السيئة التي انتشرت ومازال لها وجود بنسبة ضئيلة في منطقتنا إقليم الجزيرة الفيدرالي.

بما أن المرأة أثبتت أنها مثلُ الرجل أو أكثر في كافة الميادين الفكرية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية, و خصوصاً العسكرية التي أبدعت فيها, سنذكر الآن أكثر العادات التي ظلمتِ المرأة وهضمت أبسطَ حقوقها.

الزواج:

1-الزواج المبكر: حيث تُحرم الفتاة من طفولتها ودراستها, وغالباً يتم تزويجها دون الأخذ برأيها, أو تزويجها لشخص أكبر سناً بكثير منها, هذا النوع من الزواج يؤثر بشكل كبير على الأسرة, والأطفال, وغالباً ما ينتج عنه خلافات وطلاق بسبب عدم تطابق أفكار الزوجين, ونقص الوعي لدى الزوجة الطفلة. ويتم هذا الزواج إما من أجل العريس الغني الذي يغني أهل الزوجة أيضاً, أو بسبب الخوف الوهمي لدى الأهل بكبر ابنتهم ووقوعها في الأخطاء, كأن تحب وتعشق, أو تجلب العار لهم حسب رأيهم, مع أن المرأة أثبتت نفسها في كافة مجالات الحياة, إلا أن هناك بعض الناس لا يتقبلون هذا الأمر.

فاطمة فتاة في ال16 من عمرها تقول: أخرجني أهلي من المدرسة, وزوجوني من أحد أقربائي, أنا أرى رفيقاتي يذهبون للمدرسة ويكملون دراستهم, أنزعج كثيراً, لأن أهلي ظلموني وسلبوني حقي بالتعلم, وزوجوني رجلاً بعمر والدي, ماذا أفعل ربما هذا نصيبي, عندما يخرج زوجي في الليل أخاف البقاء لوحدي في البيت, فأقفل باب الغرفة علي لحين عودته.

2-تعدد الزوجات: تؤدي هذه الظاهرة إلى تفكك الأسرة غالباً, حيث يكون الأبُ غيرَ قادر على تلبية متطلبات كافة زوجاته, أو يفضل واحدةً على أخرى, فيقضي معها وقتاً أكثر من الأخريات, وغالباً يكون للرجل أولاد من كل زوجة, فكما تظلم إحدى زوجاته, يظلم أولادها معها, وينتج عن ذلك آثار سلبية على الفرد والمجتمع, لذلك قامت الإدارة الذاتية بتحديد عدد الزوجات بواحدة, ولكن يجب علينا الأخذ بالأسباب وعدم إهمالها, كعدم الإنجاب أو وفاة الزوجة أو الخلافات الدائمة.

3-الحيار: وهو إجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها, ويعطي ذلك الشاب حق تعطيل زواج ابنة عمه من أي شخص حتى لو كان من أحسن الناس, ويتم حيارُ الفتاة غالباً منذ يوم ولادتها, حيث يقوم العم بالقول: إن هذه الفتاة لنا, سأزوجها من ابني فلان عندما تكبر, وتجبر الفتاة على الزواج من ابن عمها رغم كل عيوبه, وغالباً ما ينتهي هذا الزواج بالطلاق.

وأحياناً ترفض الفتاة الزواج من ابن عمها, فيقف ابن العم في وجه كل خاطب لها, ويحكم عليها بالعنوسة, وحدثت بعض الحالات التي أقدمت فيها الفتاة على الانتحار من أجل الخلاص, كل هذا ومازال هناك أناس يطبقون هذه العادة السيئة.

4-البديلة: هي عادة سيئة أخرى ومنتشرة إلى الآن, حيث يقوم أخوان بتزويج أولادهما من بعض, كل يزوج ابنه من بنت الآخر دون مهر مكتوب, وأسباب هذا الزواج كما يقولون هي عدم إدخال امرأة غريبة إلى العائلة, وتوفير المهر, فيصبح بذلك مصير أسرتين مرتبط ببعضهما, ولا يهم أن تكون الزوجة أكبر من الزوج عمراً,  إذا  حصل خلاف أو نزاع بين أحد الأزواج وزوجته, فضربها أو طلقها, سيعمد أخ الزوجة إلى ضرب زوجته أو تطليقها أيضاً, وعندما يكون لهن أولاد وبنات ولا يتم الصلح, فإن أولادهما لا يقبلهم أحد للزواج, وبناتهن لا يتقدم لزواجهن أي شخص بحجة أن أمهاتهن مطلقات, وبذلك نجد آثار هذا النوع من الزواج خطيرة جداً على الفرد والمجتمع.

السحر والشعوذة والتمائم:

رغم التطور الذي وصلنا إليه إلا أنه وما زال هناك بعض الأشخاص يؤمنون بالتمائم والسحر, ومن يسمون أنفسهم شيوخ يبطلون السحر عن الناس ويعملون تمائم وتعويذات بغية جني الأموال بالضحك على الناس. وهناك تمائم للمحبة وأخرى للكره, وغيرها لزيادة الرزق وبعضها للحفظ من السوء وغيرها, وبسبب الجهل والبساطة, يؤمن بها الكثير من سكان مناطقنا, مع العلم أنها من أكبر عمليات النصب والاحتيال, لذلك يجب علينا محاربة هذه الظاهرة لتأثيراتها السلبية على المجتمع.

 العنوسة:

من نتائج الحرب في سوريا انتشار العنوسة بين الشباب والشابات, فغلاء المهور وصعوبة المعيشة, وانعدام القدرة على التوفير, جعلت الشباب يحجمون عن الزواج, فهاجر الكثير منهم إلى خارج البلاد, مما أثر سلباً على الفتيات وصرن مهددات بالعنوسة, ولحل هذه المشكلة يجب التشجيع على الزواج, وإنقاص قيمة المهور الغالية, لتناسب قدرة الشاب المقدم على الزواج, وخلق فرص العمل للكل, لزيادة دخل الفرد.

زر الذهاب إلى الأعلى