الأخبارمانشيت

جولة حوارية جديدة بين أمريكا وروسيا حول سوريا بعد الرحلة الأفغانية.

أشار تقرير على موقع (الشرق الأوسط) إلى أن موسكو وواشنطن تجمعان أوراق التفاوض في سوريا (كل حسب أولوياته) استعداداً لجولة جديدة من الحوار بين الجانبين، والتي سيحضرها منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط (بريت ماكغورك) ونائب وزير الخارجية الروسي (سيرجي فيرشينين) والمبعوث الرئاسي (الكسندر لافرنتييف).

وأوضح التقرير بأن هذه الجولة من الحوار هي الأولى بعد (القضية الأفغانية), وستختلف عن الجولة السرية السابقة التي عُقدت في جنيف في بداية شهر تموز وأسفرت عن اتفاق تاريخي حول مشروع قرار لعبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود وعبر الخطوط لسوريا, حيث أن روسيا تتحرك في جنوب وشمال سوريا امتداداً للشرق والغرب لتقديم نفسها على أنها المفاوض الرئيسي بين الأطراف المتحاربة.

وأشار التقرير إلى أن الوفد الروسي نجح في الحصول على تنازل من الأمريكيين في جنيف، من خلال زيادة الاعتماد على المساعدات العابرة للخطوط لقبول تمديد القرار الدولي, موضحاً بأن هذا هدف سياسي لموسكو يهدف إلى تعزيز الاعتراف بالحكومة السورية، وقد انعكس ذلك في تصريحات وكيل الأمين العام للأمم المتحدة (مارتن غريفيث) عندما دعا إلى التواصل مع الحكومة السورية.

وجاء في التقرير أيضاً:

كانت هناك ضربات روسية في الجنوب، سمحت للقوات الحكومية وتحديداً الفرقة الرابعة  بمهاجمة آخر أحياء المعارضة في درعا, وكان هناك تذكير مزدوج لدمشق ودرعا بضرورة وساطة قاعدة حميميم, وبعد ذلك دخلت الشرطة الروسية ما يُعرف بـ (مهد الثورة في سوريا) التي تحتقرها موسكو, لذا من هذه المنطقة بالذات يجب أن تنتهي هذه الثورة, وفي السياق الأوسع تهدف موسكو إلى بسط نفوذ الحكومة وسيطرتها للوصول إلى الحدود الأردنية، واستعادة شرعيتها، وفتح قنوات اقتصادية مع الخليج والأردن.

وأضاف التقرير:

في الجهة الشرقية من الشمال كان القصف التركي على مواقع قوات سوريا الديمقراطية الحليفة للولايات المتحدة  تحت العين الروسية, من أجل أن تذكّر روسيا الكرد بأهمية رضاها عن التفاهمات في شرق الفرات بين جيشي واشنطن وموسكو، وبين قوات أنقرة وموسكو، ومع دمشق ، الأمر الذي أثار التوقعات بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان, فسوريا ليست أولوية لإدارة جو بايدن كما صرحت الإدارة من قبل, لكن الثمن الذي دفعته هذه الإدارة مقابل انسحابها من أفغانستان ساعدها في تحديد أهدافها بدقة أكبر في سوريا, حيث أشار بايدن في خطاب انتهاء عقدين من التدخل في كابول إلى أن عصر بناء الدولة أو تغيير النظام انتهى في أفغانستان وغيرها، أي في سوريا أيضاً، وأن الأولوية الآن هي محاربة الإرهاب وتحديداً داعش, وبالتالي فإن الإدانات الأمريكية لقصف شمال وجنوب سوريا ليست سوى تصريحات سياسية.

وأكد التقرير أن أوضح سياسة أمريكية هي تلك التي أتى بها القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى (جوي هود) إلى قامشلو قبل أيام قليلة, حيث أكد بأن القوات الأمريكية لن تنسحب من شمال وشرق سوريا كما فعلت في أفغانستان, مع العلم أن الوجود الأمريكي هناك مرتبط بمهمة محاربة داعش في العراق.

وأشار التقرير إلى أن هناك إجماع في واشنطن على مواصلة القتال ضد داعش ، وهو ما يوازي الموافقة على الانسحاب من أفغانستان, وأن إدارة بايدن لا تريد أن تظهر وكأنها تتراجع في مواجهة روسيا وإيران، إضافة إلى العامل الإسرائيلي والضغط الذي مارسه رئيس الوزراء (نفتالي بينيت) خلال زيارته الأخيرة لواشنطن, مؤكداً إلى أن ذلك يستند إلى عاملين متشابكين:

الأول: التعاطف الكبير مع الكرد في الولايات المتحدة .

والثاني: الشك في موقف بايدن تجاه الرئيس التركي أردوغان, حيث يختلف موقف بايدن عن موقف سلفه دونالد ترامب الذي أراد منح مصير الكرد السوريين لتركيا في نهاية عام 2019.

وأيضاً جاء في التقرير:

سوريا من بين الأولويات الروسية الأولى في الشرق الأوسط. في الواقع تبحث موسكو عن نموذج ناجح لرؤيتها لبناء الدولة من خلال ثالوث (المركزية – اللامركزية – السيادة).

لكن سوريا تحتل موقعاً مختلفاً بين أولويات أمريكا، مع التركيز على محاربة داعش وتفضيل الكرد, وقد يكون هذا نقطة دخول لتقاطع أمريكي روسي في سوريا بعد خيبة الأمل الأفغانية.

ولا شك في أن اجتماع (ماكغورك – فيرشينين) المقبل سيشهد تقييما لنتائج الاختراق الإنساني التاريخي, وإمكانية تطويره إلى صفقات وترتيبات سياسية تخدم الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى