الأخبارالعالممانشيت

جورساليم بوست: تزايد جرائم الكراهية ضد الكرد في تركيا

أشار(سيث فرانتزمان) المحلل السياسي في صحيفة (جورساليم بوست) إلى أن تحول تركيا إلى اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة أدى إلى تحريض هائل ضد الكرد والأقليات, موضحاً بأن وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة في تركيا تواصل التحريض ضد الأقلية الكردية، وكان آخر فصوله إلقاء اللوم على حزب العمال الكردستاني في إشعال الحرائق على الرغم من عدم وجود دليل على أن أية مجموعة تقف وراء حرائق الغابات الطبيعية في تركيا.

وكتب فرانتزمان في تقريره:

قُتل سبعةً أشخاص كرد من نفس العائلة في هجوم عنصري قبل أيام, حيث تصاعدت الهجمات على الكرد بسرعة في السنوات العديدة الماضية  بتركيا, ويتمتع القوميون اليمينيون المتطرفون في تركيا بتاريخ طويل من التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الكرد والعلويين والأرمن واليونانيين والأقليات الأخرى, وحظيت هذه الكراهية بدعم رسمي من حزب العدالة والتنمية الحاكم رغم أن الحزب الإسلامي يحاول أيضاً في بعض الأحيان جذب الناخبين الكرد.

وأوضح فرانتزمان بأن المأساة الأخيرة في تركيا وقعت في محافظة قونية, وكانت العائلة الكردية قد استُهدفت في أول مرة عندما هاجمت عصابة يمينية متطرفة مرتبطة بحزب الحركة القومية مكونة من 60شخص, ونُقل العديد منهم إلى المستشفى, مبيناً بأن أفراد الأسرة اشتكوا من استمرار التهديدات والهجمات منذ شهر أيار, و يبدو بأن القتل الجماعي كان بسبب العنصرية ضد الكرد، فيما تحاول السلطات إلقاء اللوم في الهجوم على خلاف بين عائلتين, فبحسب موقع (أحوال تركية) فإن مهاجمين مجهولين أضرموا النار في منزل الأسرة الكردية بعد إطلاق النار عليهم, وقام رجال الإطفاء بالفعل بإخماد الحريق, وقُتل ثلاث إناث وأربعة رجال من أفراد الأسرة ممن كانوا قد استُهدفوا بهجمات عنصرية من قبل.

كما أكد المحلل السياسي للصحيفة بأن امرأة كردية تعرضت للتعذيب والقتل خلال هجوم تركي يميني متطرف على مكتب حزب الشعوب الديمقراطي منذ شهور, مضيفاً بأن الحزب الحاكم في تركيا أغلق معظم وسائل الإعلام الكردية, وسجن العشرات من السياسيين المعارضين من الأقلية الكردية, واعتقل رؤساء 60 بلدية من الكرد خلال السنوات العديدة الماضية, كما سعى حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يسيطر على معظم وسائل الإعلام الرئيسية، إلى إلقاء اللوم على حزب العمال الكردستاني في حرائق الغابات الأخيرة, بحيث سعت تركيا إلى تسييس الحرائق لإلقاء اللوم على حزب العمال الكردستاني, وغالباً ما تخترع أنقرة هجمات وحوادث إرهابية أسطورية إلى حد كبير لتزعم أن الحزب الكردي مسؤول عن كل شيء بدءاً من حرائق الغابات وانتهاءً باكتشاف “مقبرة جماعية” في عفرين التي تحتلها تركيا, حيث تم إنشاء هذه المقبرة في الواقع  لضحايا مجازر تركيا والجماعات المتطرفة المدعومة منها والتي قامت بتطهير عفرين عرقياً من الكرد في عام 2018, ثم جرفت مقبرة للمقاتلين الكرد, ونبشت القبور في تموز زاعمةً أنها كانت مقبرة جماعية, وأشار فرانتزمان إلى أن هذا قد حدث قبل اجتماع تركي مع المسؤولين الأمريكيين, ثم اختفت هذه القصة من التغطية الإعلامية التركية, حيث تحوّل تركيا ضحايا حروبها إلى أدوات تستخدمها.

وجاء في التقرير أيضاً:

أدى تحول تركيا إلى اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة إلى تحريض هائل ضد الكرد والأقليات, ويحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم في بعض الأحيان تغيير تكتيكاته، والسعي للحصول على أصوات الناخبين الكرد لأنه يعلم أنه يعاني من انخفاض شعبيته عبر استطلاعات الرأي بين العديد من الأتراك, كما أن الحزب الحاكم يحاول في كثير من الأحيان صرف الانتباه عن الإخفاقات والأزمات من خلال إلقاء اللوم على الإرهاب, وتشن تركيا باستمرار غارات جوية وضربات بطائرات بدون طيار في سوريا والعراق بدعوى استهداف حزب العمال الكردستاني, ولكن حتى مخيمات اللاجئين في العراق حيث يعيش الكرد لم تسلم من هذه الضربات.

وأكد فرانتزمان بأنه ليس واضحاً إلى أي مدى أعطى التحريض ضد الكرد والخطاب المناهض لحزب الشعوب الديمقراطي الشعور بوجوب الانخراط في هجمات على المواطنين الكرد في تركيا، لكن الهجمات الأخيرة في قونية وإزمير مرتبطة بالتحريض المتزايد وأنواعه, وخطاب الإبادة الجماعية الذي يستخدمه اليمين المتطرف وجماعات مثل فصيل أحرار الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى