الأخبارمانشيت

جواد البيضاني: تركيا تستغل الظرف الدولي لتحقيق مخططاتها المسبقة

تحدث الدكتور جواد البيضاني، مدير معهد العراق للدراسات الكردية، لموقع صحيفة الاتحاد الديمقراطي PYD الإلكترونية حول المواقف الخجولة والضبابية للقوى الكبرى في الساحة السورية من التهديدات التركية بشن عملية عسكرية برية في مناطق شمال وشرق سوريا.
وفي هذا السياق قال البيضاني: إن العالم كله الآن يعيش أزمة كبرى ومنشغل بها وهي الحرب الروسية الأوكرانية لأن هذه الحرب هي تقسيم جديد لخارطة أوروبا ومن ثم خارطة العالم، والكل يحاول أن ينتصر فيها .
وأضاف البيضاني: ضمن هذا المشهد الشائك والمعقد تستغل تركيا هذا المشهد وهذه الظروف التي يمر بها العالم، وتحاول أن تجعل من نفسها وسيطاً مفاوضاً ما بين الغرب وما بين الشرق، وبالفعل نجحت في ذلك وحققت أول لقاء وحوار بين أطراف من المخابرات الأمريكية والروسية وبالتالي منع حدوث حرب نووية بين الدولتين، إضافة إلى دورها في تسيير عملية نقل الحبوب الأوكرانية أو الروسية.
وأوضح البيضاني: اليوم الغرب بحاجة إلى تركيا وفي نفس الوقت الشرق يحتاجها ولذلك تركيا تستغل هذا الظرف في محاولة فرض إرادات مخطط لها مسبقاً التي تبينها تصريحات الإدارة التركية بين فترة وأخرى بشأن سيطرتها على شريط حدودي لتأمين حدودها (حسب زعمها) الجنوبية بذريعة وجود قوة “قوات سوريا الديمقراطية” تشكل تهديداً لها، والحال نفسه بالنسبة لشمال العراق “إقليم كردستان” وبالتالي وفي هذا الظرف لا روسيا تستطيع أن تبدي موقفاً رافضاً وحاسماً من هذه العملية ولا الولايات المتحدة الأمريكة ولا النظام السوري يستطيع أن يدعم “قسد” بسبب ضعفه واعتماده على روسيا، لذلك تركيا تستعجل وتضغط بهذا الاتجاه لتحقيق أهداف استراتيجية مسبقة وهي السيطرة على شمال العراق وشمال شرق سوريا، وقد أعلنت تركيا عنها مراراً وتكراراً على لسان مسؤولين وأحزاب بكل توجهاتها بأن هذه الاراضي هي جزء من تركيا، وهم كانوا ينتظرون الفرصة للسيطرة على هذه المناطق
وتابع البيضاني في الصدد: إذاً مسألة التهديدات التركية ليست مسألة تأمين حدودها من جهة أو قوة معينة بل هي مسألة تحقيق أهداف استراتيجية وأطماع قديمة ابتداء من كوباني ومنبج وتل رفعت امتداداً لمناطق دهوك وسنجار والموصل…إلخ.
وفي ختام حديثه رأى الدكتور جواد البيضاني أن تركيا غير قادرة على تحقيق أهدافها رغم هذه الظروف بسبب الاستراتيجية الأمريكية التي تقوم على زرع حليف لها في شمال وشرق سوريا وهذا الحليف يمكن أن يمثّل خط توازن في المنطقة وبالتالي لا تسمح لروسيا بالتمدد شمالاً باتجاه هذه المناطق، ولا تسمح لتركيا بالتمدد جنوباً باتجاه هذه المناطق ولا حتى للنظام السوري، وباعتقادي أن أمريكا يمكن أن تتدخّل وتضغط على تركيا في الوقت المناسب لمنع هذا العدوان البري.

زر الذهاب إلى الأعلى