حواراتمانشيت

جكر: بريتان مهدت لآرين ميركان أن تضحي بروحها

المرأة كما عهدناها بروح مقاومتها البطولية تنير درب شعوبها، والمرأة الكردية “بريتان والكثير من مناضلات حركة التحرر الكردستانية” مثال لهذه المقاومة لذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لشهادة المناضلة بريتان (كلناز قره تاش) حيث يعود إليها ورفاقها الفضل في نضال المرأة الكردية بروج آفا وأجزاء كردستان الأربعة. وبهذا الصدد التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع عضو اللجنة التنفيذية في منسقية اتحاد ستار زلال جكر حيث ذكرت في بداية حديثها هذه الكلمات عن عظمتها: “بريتان روح المقاومة… الشخصية الحرة… روح الثورة” ثم أكملت قائلة: عندما يتذكر المرء شخصية الرفيقة بريتان يترسخ في ذهنه الشخصية العازمة ذات الإصرار الكبير في مواجهة المخاطر على نيل الحرية، كانت فتاة من ديرسم لكنها لم تترعرع فيها لأسباب تتعلق بانتفاضة “سيد رزا” حيث اضطرت عائلتها إلى الانتقال من ديرسم إلى إحدى المتربولات التركية.

وتابعت جكر: “في ريعان شبابها كانت المناضلة بريتان بعيدة عن انتمائها الوطني والقومي بسبب ما عاناه الشعب الكردي في ديرسم من سياسة الصهر بالإضافة إلى المذهب العلوي الذي لم يسمح لها بإدراك هويتها الكردية، حيث أنها كبرت في عائلة علوية بعيدة عن الكردياتية لكنها مثلت الجناح اليساري أو ما يسمى الثوري، ولم تعرف أنها كردية الأصل حتى بلوغها المرحلة الثانوية في دراستها، وعلى وجه التحديد في يوم نوروز عندما باركته عليها إحدى زميلاتها في المدرسة”.

وأكدت جكر أنها كانت شخصية عنيدة ذات عزيمة وإصرار كبيرين للوصول إلى هدفها المنشود ولم تتنازل لأحد عن مبدأ هي مقتنعة به، فإحدى صديقاتها ذكرت أنها لم تحب يوماً حضور البرنامج الصباحي أو ما يسمى “تحية العلم” الذي كان يعقد قبل البدء باليوم الجديد لذلك كانت تتأخر عن دوامها حتى لا تحضر هذ البرنامج، بالإضافة إلى تنظيمها للمظاهرات ضد نظام الانضباط الذي كان المدرسة تقيد الطلبة به، مثلت في شخصيتها عصيان المرأة الديرسمية التي تجابه كل التحدي.

وأشارت جكر إلى تعلم المناضلة بريتان لغتها الأم في الـتسعينات عندما عملت على تنظيم شعبها في إحدى المدن الكردية، ثم التحقت بصفوف حركة التحرر الكردستانية عبر قراءتها لمنشورات حركة التحرر الكردستانية.

وأفادت جكر أن المناضلة بريتان رفعت راية المقاومة ضد الخيانة التي كان يمّكن لها في صفوف الرفاق المنخرطين بحركة التحرر الكردستانية بعض العناصر المرتزقة بل وتزرع حب الوطن والواجب المقدس في نفوس رفاقها في جبال خاكوركي.

ونوهت جكر أن التطور الكبير الحاصل في شخصية بريتان خلال سنة واحدة فقط من عمر نضالها ضمن نضال الحركة التحررية كان كفيلاً بجذب انتباه الجميع إلى عملها المتفاني والجدي وبحثها الدائم عن الحقيقة ونشاطها الدؤوب لتحقيق مجتمع حر كل فرد فيه مدرك لحقيقته واحترامه لكل مَن حوله.

كما قالت جكر أنه لابد للمرء من أن يعرف حقيقة الرفيقة بريتان من مسيرتها الحافلة بالتضحية ومجابهة الأخطاء إلى جانب إدراك تفاصيل حياتها وذهنيتها الحرة وعملها المتقن والمخلص، وبشهادتها ودفاعها حتى آخر رمق ضد القوموية البدائية لدرجة أنها رمت بنفسها من قمة الجبال الكردستانية الشامخة؛ ولم تخنع للمرتزقة فأطلقت زغاريد النصر قبل أن ترمي بنفسها وهذا بحد ذاته دليل الشخصية الحرة والذهنية الحرة والجسد الحر الذي لا يخنع للعدو.

وذكرت جكر أن بريتان زرعت في فصيلتها العسكرية التي كانت تنظم نفسها ضمنها في صفوف حركة التحرر الكردستانية روح الفدائية والبطولة فنسجت بهذا أروع الملاحم وسطرت بدمائها تاريخ حركة تناضل لنيل الحرية وكسر قيود العبودية.

وأنهت عضو اللجنة التنفيذية في منسقية اتحاد ستار زلال جكر حديثها بالقول: سميت الكثيرات من بنات الكرد باسمها دلالة على السير قدماً على طريق نضالها المشرف فكانت الأرضية التي مهدت لآرين ميركان أن تضحي بروحها، وكذلك الميراث الذي سار على دربه ثورة روج آفا وانتفاضة باكور.

زر الذهاب إلى الأعلى