تقاريرمانشيت

ثلاثة أعوام على التحرير…. منبج عروس التعايش والتآخي

بعد سيطرة مرتزقة داعش عليها في عام 2014, تحولت مدينة منبج إلى مركزٍ لتجمع مرتزقة داعش الأجانب المتشددين القادمين من أوروبا وباقي دول العالم, وخاصةً أن منبج قريبة من الحدود التركية التي حولتها حكومة حزب العدالة والتنمية إلى ممرٍّ مفتوح لتصدير الإرهاب والإرهابيين إلى سوريا, ومن منبج كان المرتزقة يتوجهون إلى الرقة والعراق وبعملية معكوسة يعودون من تلك المناطق إلى منبج  ومن ثم إلى تركيا، لهذا السبب كانت منبج تعد قاعدة مهمة لاستقبال وتصدير مقاتلي “داعش.

كما كانت مدينة منبج العاصمة العسكرية لتنظيم داعش، حيث كان يديرها ابن شقيق زعيم التنظيم (أبوبكر البغدادي), وكانت مركز إمداد وتموين ومكان آمن لإقامة قادة التنظيم، وطريق استراتيجي يربط بين معقل داعش في الرقة وقلب أوروبا، و قاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج, وقد أطلقت صحيفة (التلغراف) البريطانية على منبج اسم (لندن المصغرة), وذلك لكثرة البريطانيين الدواعش المتواجدين فيها.

وكان إطلاق حملة تحرير منبج في 30 آذار عام 2016, حيث شكلت ستة فصائل من قوات سوريا الديمقراطية مجلس منبج العسكري المؤلف من أبناء المدينة من أجل تحرير منبج, ودَعَمَ التحالف الدولي قوات المجلس بمختلف المعدات والعتاد استعداداً لخوض المعركة القادمة.

تحرير مدينة منبج

استمات تنظيم داعش في الدفاع عن مدينة منبج, وكان يرى أن مساحات الريف المحيط بالمدينة مكشوفة وعصية عن الدفاع، ومُني بخسائر فادحة بالأرواح، فحاول التنظيم تقوية خطوطه الدفاعية العسكرية كبناء التحصينات وحفر الأنفاق في المدينة, واعتمد على حرب الشوارع والسيارات المفخخة, ولكن قوات مجلس منبج العسكري أطبقت على عناصر داعش الذين تمركزوا في حي (الحزاونة)، ثم تراجعوا بعد ذلك إلى المربع الأمني الذي بات محاصراً من كافة المحاور، ثم انسحبوا إلى حي (السرب) الواقع في شمال المدينة, قبل فرارهم منه مع بقاء بضع عناصر لقوا حتفهم, وقوات مجلس منبج العسكري أبطأت اقتحام المدينة خشية وجود مدنيين يستخدمهم داعش كدروع بشرية، وقد أكّد القيادي في مجلس منبج العسكري (شرفان درويش) ذلك قائلاً:

إن قوات مجلس منبج العسكري أصبحت على مشارف منبج، لكن بسبب وجود مدنيين أردنا أن نتريث بشأن دخول المدينة، حتى يتم إجلاء كافة المدنيين، ونستطيع الدخول إليها وقتما نشاء.

وأضاف: أستطيع أن أقول إن موضوع تحرير منبج أصبح محسوماً.

وفي بداية شهر آب تم اقتحام المدينة وبعد عدة أيام لتأمينها وتمشطيها من الألغام والمفخخات, تم الإعلان عن تحرير مدينة منبج في 15/8/2016, حيث استُشهد 299 مقاتلاً من قوات سورية الديموقراطية, مقابل 1019 مقاتلاً على الأقل من تنظيم داعش.

وبمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش تطرق (شرفان درويش) الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري إلى الخطوات التي تمت خلال الأعوام الثلاثة التي مضت على تحرير مدينة منبج من تنظيم داعش الإرهابي قائلاً:

تشكّل اتحاد قوي بين مكونات المدينة خلال ثلاثة أعوام, وتقوم مكونات المدينة بأعمال ناجحة  بعد تسليم المدينة إلى المجلس المدني, منذ تحريرها من عصابات تنظيم داعش الإرهابي وإلى يومنا هذا, مثلما كان تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي مهماً، أيضاً كانت حمايتها بالأمر المهم, حيث انسحبت وحدات حماية الشعب والمرأة(YPG_ YPJ) التي كان لها الفضل في تشكيل قواتنا من المدينة, وقواتنا حاربت إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ضد التنظيم الإرهابي في (الرقة، الطبقة والباغوز), وبعدها تم تغيير المرحلة وشُنت تهديدات مختلفة ضد المدينة من الجانب التركي من جهة, ومن جهة أخرى من جانب تنظيم داعش, لهذا عززنا تنظيمنا استعداداً لمواجهة تهديدات التنظيم وكذلك التهديدات المحيطة بنا كتركيا.

وأضاف درويش بالقول:

إن الأمن الموجود في مدينة منبج جيد في المرحلة الراهنة, ونستطيع القول إن الادعاءات التي تطلقها تركيا باحتلالها مناطق شرق نهر الفرات عارية من الصحة، ولكن بناء منطقة مثل منبج ستكون جيدة لمنع وقوع الحرب, فإذا كانت المنطقة الآمنة ستمنع الحرب والتهجير فهي جيدة, ولكن عندما تكون سبباً لوقوع حرب جديدة وسبباً في تهجير وتشريد المواطنين فإننا نرفض ذلك ولن نسمح به.

وكانت الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها احتفلت بالذكرى السنوية الثالثة لتحرير المدينة من إرهاب داعش، وذلك في مدرسة (الغسانية), وتحت شعار (نهنئ ونبارك الذكرى السنوية الثالثة لتحرير مدينة منبج) والذي كتب بعدة لغات (كالعربية والكردية والتركمانية والشركسية)، وبحضور كافة مؤسسات ومجالس ولجان الإدارة، وحشد كبير من عناصر مجلس منبج العسكري وقوات الدفاع الذاتي، وممثلين عن الأحزاب والشخصيات السياسية والنخب الثقافية وشيوخ ووجهاء العشائر, وجمهور غفير من أهالي منبج.

حيث ألقيت عدة كلمات من قبل الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في منبج وريفها (محمد علي العبو)، والرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (عبد المهباش)، والناطق الرسمي لمجلس منبج العسكري (شرفان درويش)، والناطقة الرسمية لمجلس المرأة في منبج (ابتسام عبد القادر)، والأمين العام لحزب سوريا المستقبل (هفرين الخلف)،حيث استُهلت جميع الكلمات بالمباركة العظيمة بحلول هذه المناسبة الكبيرة لأهالي مدينة منبج وريفها، وأشارت الكلمات إلى أن تكاتف أهالي منبج وريفها هو ما دفع قوات مجلس منبج العسكري للمبادرة في إطلاق الحملة العسكرية للتحرير, للانتقال من الإرهاب الأسود إلى أرض يقصدها الباحثون عن الأمن والأمان.

وأكّدت الكلمات على الاستمرار في هذا النهج, والوقوف في وجه التهديدات التركية، وحماية المدينة من أي معتدٍ وغازٍ يحاول النيل من صمود الشعب طالما هناك طموح بالسير على درب الشهداء.

كما نوّهت الكلمات إلى أن منبج تشهد هذه الأيام تحولاً في عملية تحقيق النمو والازدهار, وأنّه كان للمرأة دوراً كبيراً في بناء فجر جديد عبر مشاركتها الفعالة في كل المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى