الأخبارمانشيت

بوادر أزمة جديدة بين المانيا وتركيا بسبب تعذيب الصحفي يوجيل

بعد الاتهامات التي وجهها الصحفي “دنيز يوجيل” للسلطات التركية بتعذيبه في السجن ، أعربت جميع الاحزاب الالمانية عن قلقها واستنكارها لما ادلى به يوجيل عن معلومات حول تعذيبه في السجون التركية .
فقد كشف الصحفي الالماني خلال إفادته أمام محكمة في برلين معلومات عن طرق تعذيبه اثناء فترة اعتقاله في تركيا بدون محاكمة لسنة كاملة ، وحمل يوجيل أردوغان مسؤلية تعذيبه .
جاءت اتهامات يوجيل بعد صمت امتد لاكثر من سنة منذ الإفراج عنه في شباط 2018 ، فقد افاد يوجيل يوم امس الجمعة 10 أيار 2019 خلال محكمته الابتدائية في احدى محاكم العاصمة برلين إنه تعرض للضرب والركل والإهانة والتهديد على يد المسؤلين في سجن سيليفري القريب من اسطنبول لمدة ثلاث ايّام ربما كانت بأمر مباشر من أردوغان او المقربين منه .
واضاف الصحفي يوجيل مراسل “صحيفة فيلت” حسب ما نشرته وكالة الأنباء الالمانية بأن الرئيس التركي يتحمل مسؤولية تعذيبه ، فالتعذيب الذي تعرض له كان نتيجة حملة التحريض التي بدأها أردوغان ضد منتقديه .
من جانبه وصف الخبير في الشؤون الخارجية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) رولف موتزينيش بيان (افادة) يوجيل بانه خطير ، فقد تبع ذلك تقارير سابقة عن أعمال عنف وتعذيب ضد المعتقلين المتهمين بالتورط في الانقلاب العسكري المزعوم (2016) . وعليه يجب على الحكومة الفدرالية والسلطات المعنية متابعة ما ورد في بيان يوجيل ، وقال موتزينيش في تصريح لمجلة دير شبيغل أولا وقبل كل شيء يجب على مجلس اوربا أن يتعامل مجدداً وبجدية مع ادعاءات يوجيل لان تركيا صادقت على اتفاقية مناهضة التعذيب ويجب أن تمتثل لأحكامها .

وقال نيلز شميد المسؤول. في الشؤون الخارجية عن حزب (SPD) إن تقارير عودة التعذيب في تركيا تتراكم مؤخراً ، وهو امر مؤسف للغاية لان حكومة حزب العدالة التنمية لا تقوم بمنع ذلك . وقال يجب على الحكومة التركية تدين ذلك وتوضح جميع الادعاءات ومحاسبة المسؤلين .

بينما دعا المتحدث باسم حقوق الانسان مايكل براند من الاتحاد الحاكم (CDU/ CSU) في المانيا الى إجراء تحقيق سريع وشامل في الوضع اللا إنساني في كثير من الأحيان ، والتعذيب الممنهج و الواضح في السجون التركية . ويجب اجراء التحقيق من قبل مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان ورئيسة تشيلي السابقة ميشيل باشليه التي عانت هي نفسها من التعذيب خلال فترة الدكتاتورية العسكرية ببلادها . واكد براند لشبيغل ” بعد التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان الوحشية ، تنتهي الصداقة”. ولذلك يجب ان يكون هناك تحقيق مكثف وشامل وبالسرعة الممكنة”.
ووصفت القيادية في حزب الخضر انالينا باربوك إفادة يوجيل بأنها صعبة التحمل . لقد اظهر النظام التركي العنف ضد نشطاء المعارضة والمحتجزين ، وقالت باربوك يجب على الحكومة الفدرالية أن تتحدث بوضوح وبدون لبس مع الحكومة التركية عن حقوق الانسان والديمقراطية ، وعدم التظاهر بأن العلاقات طبيعية ، فلا يمكن ان تكون العلاقات طبيعة بهذا المستوى ، ويجب زيادة الضغط على أردوغان .
وطالبت نائبة رئيس كتلة حزب اليسار سيفيم داجلدلين باستدعاء فوري للسفير التركي الى مقر وزارة الخارجية الالمانية ، لان هذا الامر ضروري لحماية الموطنين الالمان الذين يتعرضون للاعتقال والإساءة في تركيا حسب تصريحها لوكالة الأنباء الألمانية .

زر الذهاب إلى الأعلى