تقاريرمانشيت

تقرير أمريكي: من المستحيل هزيمة داعش في وجود أردوغان

لا يخفى على أحد مدى أهمية التقارير التي تصدرها مراكز الأبحاث الأمريكية، وتأثيرها على وضع السياسات التي تنتهجها الإدارات الأمريكية عادة؛ فهذه المراكز عادة هي بؤر جمع معلومات وقواعد بيانات تعتمد على دراسات دقيقة وسبرِ آراء و استطلاعات، أي هي بالمختصر مؤسسات رديفة لأجهزة الاستخبارات المرتبطة بالمخابرات المركزية والبنتاغون الأمريكي.

ولأن المراكز البحثية الأمريكية بالذات هي شريكة حقيقة في صناعة القرار داخل الإدارة الأمريكية، فإن الدول دأبت على إخفاء المعلومات عنها، والتضييق عليها عندما تقوم بإعداد تقاريرها وجمع قواعد بياناتها بغية تضليلها وإبعادها عما يجب أن تقترحه، لتصور حلول الأزمات المزمنة في العالم، وتركيا من الدول الضالعة والمتورطة في تضليل مراكز الأبحاث هذه، حتى يعتقد أنه لديها مراكز أبحاث خاصة بها من حيث التمويل في الولايات المتحدة، لإعداد تقارير تتماشى مع المصالح التركية.

فقد نشرت وكالة سبوتنك الروسية بأنه صدرت دراسة من مركز الأبحاث الأمريكي (إنتربرايز) يقدم تصوراً للطريقة المثلى في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، حيث ربط ذلك بضرورة إنهاء سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإزاحته عن سدة القرار في تركيا.

وجاء فى التقرير الذي كتبه الباحث “مايكل روبين” أن أردوغان قد حوَّلَ تركيا إلى باكستان جديدة على البحر المتوسط، وربما يقبل الدبلوماسيون بدافع الأدب؛ الوهم القائل بأن أردوغان يريد أن يحارب الإرهاب.

لكن بعد سنوات من الإنكار أصبح هناك إجماع واسع على أن تركيا تعرقل الحرب على الإرهاب أكثر مما تفعله لتعزيزها، وأن الأمر لا يتعلق فقط بأن تركيا تسمح بعبور مقاتلين من أكثر من 100 دولة عبر أراضيها إلى سوريا والعراق، فإلقاء اللوم على ضعف الأمن على الحدود لم يمنع تصوير الصحفيين لأجهزة المخابرات التركية وهى تدعم داعش وتقدم له الإمدادات.

لكن المشكلة مع أردوغان أنه لا يؤمن بأن الإرهاب موجود، حتى عندما احتجز داعش 24 من الدبلوماسيين الأتراك وسائقي الحافلات كرهائن في الموصل، تجنب أردوغان وصف محتجزي الرهائن بالإرهابيين، كما يقول روبين، سواء قبل إطلاق سراح الرهائن أو حتى بعدها.

وتابع التقرير قائلاً: “إن رفض أردوغان الاعتراف بأن الذين يبررون العنف بالدين هم إرهابيون، قد جعل تركيا نفسها عرضة للإرهاب وأضعف جهودها الأكبر لمحاربة الإرهاب.

وأشاد معهد “إنتربرايز” برفض الرئيس باراك أوباما لقاء أردوغان خلال زيارة الأخير لواشنطن، في الوقت الذى كان يؤيد فيه الرئيس التركي من قبل.

وتظل المشكلة بأن حب الدبلوماسيين للأدب والوهم لا يزال مستمراً، فمعاملة أردوغان على أنه جزء من حل المشكلة وليس هو المشكلة الأساسية، هو أشبه بالقول، إن “غربالاً هو في الواقع وعاء زجاجي”، ثم نتعجب من أنه لا يستطيع أن يحتفظ بالمياه، بحسب التقرير.

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية

إعداد التقرير: مصطفى بالي

زر الذهاب إلى الأعلى