الأخبارمانشيت

تحليل سياسي للأوضاع من قبل الرّئاسة المشتركة لحزب الاتّحاد الدّيمقراطي PYD

التقت صحيفة الاتّحاد الدّيمقراطي مع (عائشة حسو) الرّئيسة المشتركة لحزب الاتّحاد الدّيمقراطي PYD للحديث عن الوضع السّياسي في المنطقة، ورؤيتها للسياسة التّركيّة ما بعد الانتخابات, فتحدّثت قائلةً:

منذ بداية الأزمة السّوريّة امتازت السّياسة التّركيّة بمزايا احتلاليّة, واعتمدت على دعم التّنظيمات الإرهابيّة كداعش والنّصرة, وتوظيفها لخدمة أجنداتها, والتي تبين فشلها حتى بعد احتلال عفرين أمام المقاومة التي أبدتها قوات سوريا الديمقراطية المقاتلون من أجل الحرية وأهل عفرين, فبعد الهجوم على عفرين ازدادت المشاكل الدّاخليّة في تركيا وخاصّة الاقتصاديّة والقضيّة الكرديّة والاعتقالات الّتي طالت مئات الآلاف من الأتراك, فبعد الانقلاب المزعوم عام2016 وإعلان حالة الطّوارئ والاعتقالات العشوائيّة, باتت تركيا دولةً بلا حقوق إنسان, وقد وظّف أردوغان جميع مؤسّسات الدّولة لخدمته وخدمة حكومته, ومن أجل معركة عفرين استهلكت تركيا كلّ اقتصادها, فهبطت الليرة التّركيّة كثيراً, وبات الاقتصاد التّركي شبه منهارٍ, ولذلك كان تقديم موعد الانتخابات سياسةً اسعافيّةً  ترقيعيّةً لإضفاء الشّرعيّة على حكمه, وكسب ولايةٍ رئاسيّةٍ جديدةٍ.

تركيا تحلم باستعادة أمجاد الدّولة العثمانيّة

أشارت حسّو إلى أن السّياسة الّتي يتّبعها أردوغان هي سياسةٌ إسلاميّةٌ راديكاليّةٌ, ويتبين ذلك بالأخص في صّلتة الوثيقة بالمجموعات الإرهابيّة وخاصّةً داعش ودعمه وتمويله وتوظيفه للهجوم الفاشل على المشروع الدّيمقراطي في شمال سوريا, واعتماده سياسة ذات وجهين متناقضين فهو تارة حليفٌ لأمريكا وفي نفس الوقت يعقد الصفقات مع روسيا, الّتي تحاول إبعاد تركيا عن حلف النّاتو, وتركيا تحلم باستعادة أمجاد الدّولة العثمانيّة, وقد أكّد ذلك أردوغان مراراً بالقول: إن حلب مدينةٌ تركيّةٌ, وطريق غازي عنتاب ملكٌ لتركيا.

حصول الHDP على 67 مقعدٍ في البرلمان انجازٌ تاريخيٌّ

وعن الممارسات الّتي قام بها أردوغان وحكومته من أجل الفوز بالانتخابات أوضحت حسو:

تمّ وضع صناديق الاقتراع في المواقع العسكريّة بالمناطق الكرديّة, وذلك لبثّ الرّعب في قلوب المواطنين هناك, وكذلك وظّف الدّين وقام بالدّعاية بأنّه يدافع عن الأمن القومي التّركي في حملته الانتخابيّة, وادّعى أنّ الكرد يشكّلون خطراً على الأمن القومي التّركي, ويجب أن لا يتمّ القبول بهم وبمشروعهم, فسادت الاعتقالات لكلّ من عارض عمليّاته ضد الكرد, حتّى أنّه سجن معلّمةً مدرسية وطفلها لأنّها قالت له: كفى لقتل الأطفال في عفرين, ورغم كلّ التّزوير والفساد والخروقات في الانتخابات فقد تجاوز حزب الشّعوب الدّيمقراطي عتبة ال10%, ونال 67 مقعداً في البرلمان, 26 منها للنساء, وفي اسطنبول حصل الحزب على 12 مقعداً برلمانيّاً, وهذا انجاز تاريخيٌّ مع الأخذ بالعلم أن كلّ برلمانيّي الحزب وأعضائه  ورئيسه السّابق مسجونون في سجون أردوغان.

هجوم قنديل هو دعايةٌ انتخابيّةٌ

وعن الهجوم التّركي على قنديل قالت عائشة حسّو:

هجوم قنديل هو دعايةٌ انتخابيّةٌ, فأردوغان يعيش حالةً تخبّطيّة, من جهة يحاول إبراز نفسه راعياً للديمقراطيّة, ومن النّاحية العمليّة فهو يمارس الدّيكتاتوريّة والقمع والقتل, وهو يعيش كابوساً اسمه الكرد, لأنّ الكرد في قنديل كما في شمال سوريا يشكّلون عائقاً أمام تحقيق أهدافه الاستعماريّة, وكلما تطوّرت الدّيمقراطيّة في المناطق الكرديّة وتطوّر المجتمع ازدادت مخاوفه, لذلك فهو يهدّد المناطق الكرديّة في سوريا والعراق دوماً, فهو يعلم أن الكرد لن يستسلموا له وسيحاربونه بديمقراطيّتهم, وبريطانيا أعطت أردوغان الحقّ في الهجوم على عفرين, ونعتقد أنّها ستؤّيّد هجومه على قنديل أيضاً, لأنّ تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانيّة كانت أول زعيمةٍ غربيّةٍ تهنئ أردوغان بالفوز في الانتخابات.

وعن تركيا ما بعد الانتخابات قالت عائشة حسو:

السّياسة الدّمويّة الّتي ينتهجها أردوغان ستتسبّب بنهايةً نظامه 

عن رؤيتنا للسياسة التّركيّة بعد الانتخابات هناك احتمالان:

الأوّل: استمرار هذه السّياسة العدوانيّة الدّيكتاتوريّة, وهي ستقود تركيا نحو الخراب.

والثّاني: هل سيقبل الشّعب التّركي بهذه السّياسة الّتي تعزله اقتصاديّاً وسياسيّاً, وتجعله يعيش في دولةٍ أمنيّةٍ بوليسية تحت الضّغط والتّسلّط.

واختتمت عائشة حسّو حديثها بالقول:

اردوغان أعلن الفوز في الانتخابات ولكنّ اقتصاد حكومته شبه منهارٍ, وبالمقابل حصول حزب الشّعوب الدّيمقراطي على 67 مقعدٍ في البرلمان رغم إباحة أردوغان لكافة الوسائل الإجراميّة للحؤول دون ذلك دليلٌ واضح على أنّ الدّيمقراطيّة ستنتصر, وسيكون دور حزب الشّعوب رئيسياً في نشر الدّيمقراطيّة في كافّة أرجاء تركيا, والسّياسة الدّمويّة الّتي ينتهجها أردوغان ستتسبّب في المستقبل بنهايةً نظامه

وفي اجتماعٍ مع الشّعب في بلدة كرباوي التّابعة لمقاطعة قامشلو قال (شاهوز حسن) الرّئيس المشترك لحزب الاتّحاد الدّيمقراطي PYD:

الحلّ في سوريا يجب أن يكون حلّاً ديمقراطيّاً حقيقيّاً, يحقّق آمال الشّعوب في سّوريا, ومن دون ذلك لن يسود الاستقرار في سوريا, ونحن شعوب شمال سوريا حرّرنا مناطقنا من الإرهاب المدعوم تركيّاً, وقدّمنا آلاف الشّهداء, وما زلنا نحقّق الانتصار تلو الآخر, ولولا  الهزائم التي الحقناها بداعش في معاقله الرّئيسيّة (منبج الطّبقة الرّقة) لما حقّق النّظام وحلفاؤه أيّة مكاسب على الأرض, وانتصاراتنا تحقّقت بفضل إرادتنا وتنظيمنا وسياستنا الدّيمقراطيّة في أخوّة الشّعوب والعمل المشترك, وتجاوزنا مرحلةً هامّةً وصلنا من خلالها إلى حالةٍ يمكن من خلالها مناقشة الحلّ السّياسي في سوريا, ونحن مَنْ خلقنا هذه الحالة, من خلال إرساء الأمن والاستقرار في مناطقنا.

وتابع حسن:

لولا كسرنا لشوكة داعش وهزيمته في معاقله الأساسيّة, لما تمكّن الروس والإيرانيّون والنّظام من تحقيق أيّ شيء, فمركز عمليّات داعش والإدارة الرّئيسيّة له كانت في منبج, ونحن من حرّرها ممّا أدى إلى إضعاف التّنظيم وتشرذمه, ممّا سهّل عمليّة دحره في باقي المناطق, وبعد أن حرّرنا الرّقة, صرّح الرّئيسان الأمريكي والفرنسي بأنّ جيشهما قدّم فقط الدّعم الجّوي في معركة تحريرها, وقوّات سوريا الدّيمقراطيّة هي من حقّقت النّصر الحقيقي على الأرض.

من دون مشاركة ممثّلي الإدارة الذّاتية في مفاوضات حلّ الأزمة السّوريّة ستستمر الحرب والصّراع في سوريا

وأكّد حسن أن الحلّ الحقيقي للأزمة السّوريّة سيتحقّق بوجود ممثّلي قوّات سوريا الدّيمقراطيّة السّياسيّين ضمن المفاوضات الّتي ستُجرى لحلّ الأزمة السّوريّة, والمشاركة في صياغة الدستور الجّديد الّذي يلائم السّوريّين, وهناك دولٌ مثل تركيا وإيران ترفض أيّ حلٍّ سياسيٍّ للأزمة السّوريّة, لأنّها مستفيدةٌ من استمراريّة الحرب, وذلك لتحقيق أهدافها في المنطقة, ولذلك تعارض تركيا مشاركتنا في أيّة مفاوضاتٍ لحلّ الأزمة السّوريّة ولأن ديمقراطيّتنا تشكّل خطراً على نظام اردوغان الدّيكتاتوري, فتركيا استغلّت حالة الصّراع الأمريكي الرّوسي التّاريخي, وتحاول عبر مفاوضات آستانا أن تسيطر على الشّمال السّوري وخاصّةً محافظتي حلب وإدلب, وتعمل على ضمّهما إلى سيادتها تحقيقاً لأمجاد الدّولة العثمانيّة, وطموحاتها تتجاوزهما إلى كافّة عواصم العالم العربي الّتي كانت خاضعةً لسيادة الدّولة العثمانيّة ذات التّاريخ الأسود.

منبج ما كانت سوى دعايةً انتخابيّةً لأردوغان ونظامه

وعن التضخيم الإعلامي المسلّط على منبج, وخارطة الطّريق الّتي تفسّرها تركيا على مزاجها, أوضح شاهوز حسن:

مشروعنا منذ البداية يعتمد على إدارة كلّ منطقةٍ من قبل أبنائها, وهذا ينطبق على منبج الآن, فالّذي يديرها هم سكّانها الأصليّون, ولكنّ تركيا تريد أن تفرض على السّوريّين شروطها, وتخلق كياناتٍ وتجمّعاتٍ تابعةٍ لها, ونحن لا ننكر أن هناك بعضٌ من أهل منبج الّذين كانوا ضمن داعش والنّصرة والفصائل التّابعة لتركيا, وعددهم لا يتجاوز ال 500, وهم موجودون الآن في تركيا وفي مناطق درع الفرات, ولا يجرؤون على العودة إلى منبج في ظلّ  الإدارة الحاليّة, تجنّباً لمحاكمتهم ومحاسبتهم على الجّرائم الّتي اقترفوها, وتركيا عبر إصرارها على احتلال منبج, تحاول أن تجعل هؤلاء مَنْ يديرونها, لتكون كياناً وبؤرةً إرهابيّةً تابعة لها كجرابلس والباب, ونحن لن نقبل بذلك, ونطلب من أهل منبج النّازحين عنها أن يعودوا إليها, ولكن سيحاكم كلّ من كان ضمن داعش أو النّصرة أو ارتكب جرائم, وهذا لا يخصّنا لوحدنا, فكلّ محاكم العالم تعاقب على الإرهاب, وبالخلاصة فإنّ البروبوغاندا التّركيّة حول منبج ما كانت سوى دعايةً انتخابيّةً لأردوغان ونظامه, في محاولةٍ لخلق حالةٍ نفسيّةٍ بأنّهم حقّقوا انتصاراً, ولكن على الأرض لا يوجد أيّ انتصار, فمنبج ما زالت تُدار من قبل مجلسيها المدني والعسكري, وقد صرّح مسؤولو التّحالف الدّولي والأمريكيّون بأن الجّيش التّركي لن يدخل منبج, وكذلك أعلنوا استمرار دعمهم لقوّات سوريا الدّيمقراطيّة, والاتّفاق الأمريكيّ التّركي يشمل دورياتٍ مشتركةٍ على خطّ نهر السّاجور, وهو الخطّ الفاصل بين منبج ومناطق درع الفرات.

وإن وجدت رغبةٌ حقيقيّةٌ من قبل النّظام لإجراء حوارٍ حقيقي وجادٍ فنحن كإدارةٍ ذاتيّة مستعدّون للتّفاوض

وحول تخيير الرّئيس السّوري بشار الأسد قوّات سوريا الدّيمقراطيّة بين التّفاوض أو العمل العسكري, أوضح شاهوز حسن:

نحن مع أيّ نقاشٍ حقيقيٍّ حول الوضع السّياسي في سوريا, بشرط أن يغيّر النّظام عقليّته العسكريّة, فإذا قام بفرض الحلّ العسكري سيجابه بمقاومةٍ عسكريّةٍ, والقوى الدّوليّة الموجودة في سوريا غير متّفقة على هذا الموضوع, والضّغط الدّولي الممارس على الوجود الإيراني في سوريا هو ضغطٌ على النّظام أيضاً, وهناك نوعٌ من الاتّفاق الدّولي على إخراج إيران من سوريا, وإذا خرجت إيران وحزب الله من سوريا سيضعف النّظام, أمّا موضوع العودة إلى نظام الحزب الواحد والدّولة الأمنية والرجوع إلى وضع ما قبل 2011, فهذا غير ممكنٍ ومرفوضٌ, ونحن نرفض عودة القوى الأمنيّة والمخابراتيّة إلى مناطقنا في حال جرت مفاوضاتٌ مع النّظام, نحن نريد سوريا ديمقراطيّة يكون فيها الشّعب هو صاحب القرار وليست القوى الأمنيّة, وإن وجدت رغبةٌ حقيقيّةٌ من قبل النّظام لإجراء حوار حقيقي وجادٍ, وتطوير الحلول فنحن كإدارةٍ ذاتيّةٍ مستعدّون للتّفاوض القادر على إيجاد الحلول.

واختتم شاهوز حسن حديثه بالقول:

هناك ثلاث توجّهاتٍ في سوريا, التّوجّه الأمني والمخابراتي للنّظام, والتّوجّه الإخواني الّذي ترعاه تركيا, والتّوجّه الدّيمقراطي المتمثّل بالإدارة الذّاتيّة لشمال سوريا, ووحدها التّجربة الدّيمقراطيّة لشمال سوريا قادرةٌ على تحقيق آمال وطموحات الشّعب.

زر الذهاب إلى الأعلى