الكثيرُ من المحليين السياسيين والمعارضين العسكريين المحسوبين على ما تسمى بالمعارضة السورية في تركيا ذهبوا بالقول بأن تحرير مطار الطبقة العسكري هي مهمة شبه مستحيلة لقوات سوريا الديمقراطية وقالوا:” يستحيلُ على قوات سوريا الديمقراطية حتى ولو كانتْ تتلقى دعماً قوياً ومباشراً من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحرير مطار الطبقة في أقلِ من شهر, نظراً إلى أن تنظيمَ داعش (الثوار) حسبَ وصفهم يتحصنونَ بشكلٍ جيدٍ في المطار, ونظراً إلى أن (الثوار) يعلمونَ جيداً جغرافيةَ المطارِ وهم من أبناءِ المنطقة, بينما قوات سوريا الديمقراطية لا يعلمونَ شيئاً عن المطار.
لم تدخل قوات سوريا الديمقراطية المطار، أصلاً كل ما تروج لها هذه القوات هي كذبٌ ودعايةٌ فقط, هذهِ هي العبارات التي كانت مروجة عشية تحرير المطار من قبل (المحللين السياسين والعسكريين والنشطاء الثورويون) على معظمِ وسائلِ الإعلامِ العربيّ ووسائلِ الإعلام التي تدعم الثورة السورية.
سَلَّطَتْ معظمُ القنوات العربية مساءَ يومِ الأحد26/2/2017 الضوءَ في نشراتها الإخبارية على “إمكانية تحرير مطار الطبقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية”، حتى أن بعض القنوات خصصت نشراتها الاخبارية لمناقشةِ تحريرِ مطارِ الطبقة, واستضافت في نشراتها (محللين سياسسين وعسكريين ونشطاء من المنطقة وقادة عسكريين) من على الحدود السورية – التركية, جُلُّهم تحدثَ عن استحالة تمكن قوات سوريا الديمقراطية من تحريرِ مطارِ الطبقة نظراً إلى أن هذه القوات لا تعرفُ المنطقةَ جيداً، كما أن مطار الطبقة محصنٌ بشكلٍ قوي، وقيام تنظيم داعش بتفخيخه, بالإضافةِ إلى أن عناصرِ تنظيمِ داعش هم من أبناء المنطقة، ويعرفون جيداً جغرافية المطار ويستطيعون التحرك فيها بسهولة, حتى أن بعض هؤلاء المحللين وصوفوا تنظيم داعش بــ(الثوار) من أبناء المنطقة، ويستحيلُ هزيمتهم بهذه السهولة, والبعض منهم تحدثَ من المنطقة مؤكداً بأن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال بعيدة كل البعد عن المطار، وكل ما يتم الترويج لهُ من قبلِ قواتِ سوريا الديمقراطية كذبةٌ بحسب وصفهم.
لكن حدثت مفاجئةٌ لم تكن في الحسبان بالنسبةِ لتلكَ القنوات ومحلليهم وضيوفهم، فبينما كانت معظم القنوات تستضيفُ بشكلٍ مباشرٍ هؤلاء المحللين والناشطين, أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تحريرَ مطار الطبقة من يدِ تنظيمِ داعش بشكلٍ كامل, فاضطرت تلك القنوات إلى أن تنشرَ في شريطها الإخباري (الخبر العاجل) “قوات سوريا الديمقراطية تعلن تحرير مطار الطبقة بشكلٍ كامل” , هذا في حين أن البعض منهم كان يقول بأن القوات ليست قادرة على الاقتراب من المطار!!
فهنا غيرت جميع القنوات التي كانت قد جعلت من مطار طبقة واستحالة تحريره في المرحلة الراهنة مادةٍ دسمةٍ في برامجها التي كانت مخصصة للحديث عن عدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية من تحرير المطار, إلى يومِ حزنٍ كانَ يظهرُ يسطحُ على وجوههم, حتى أن بعض المذيعات لبسنَّ الأسودَ في النشرات الإخبارية اللاحقة لتحرير المطار.
والسؤال الذي يطرح نفسه استناداً على هذه التصرفات والتفسيرات ووصف عناصر داعش في المطار بالثوار؟ لماذا كل هذه الاستماتة والدعاية والدعم الإعلامي المحلي والعربي لعناصر الإرهاب (داعش) في مطار الطبقة؟ وهل هم من عناصر ما تدعي بالمعارضة السورية؟
المصدر: وكالات
