حواراتمانشيت

بيري: تركيا تحاولُ خنقَ الشمالِ السوريِّ منْ خلالِ السيطرةِ على عفرين

لمعرفةِ تفاصيلِ أطماعِ الدولةِ التركيةِ وحزبِ العدالةِ والتنميةِ الحاكمِ بقيادةِ الطاغيةِ اردوغان، ومعرفةِ الغايةِ منْ وراءِ كلِّ هذهِ التهديداتِ والقصفِ المُمَهِّدِ لاحتلالِ كانتونِ عفرين منْ قِبَلِ الجيشِ التركيِّ ومرتزقتها في الأراضي السورية، ولتسليطِ الضوءِ على العديدِ منَّ النقاطِ بهذا الشأن؛ كانَ لنا أنْ نجريَّ حواراً عَبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ، ونأخذَ تصريحاً منْ السيد كادار بيري مديرُ مؤسسة “كُرد بلا حدود” للموقعِ الالكترونيِّ لحزبِ الاتحادِ الديمقراطيّ PYD، ليضعَ متابعينا في روج آفا والعالم أمامَ حقيقةَ ما يجري على الأرض. حيثُ أستهلَّ بيري حديثهُ بالقول: “تسريّ العادةُ؛ عندما تريدُ أيَّ قوةٍ السيطرةَ على مكانٍ ما؛ ما عليها إلا أنْ تتجهَ نحوَ المركز الذيْ يُشكلُ ثقلَ ووزنَ تلكَ الرقعة، فبمجردِ السيطرةِ على المركزِ تكونُ قدْ تحكمتْ بزمامِ الأمورِ كلها، فتبدأُ الأطرافُ بالخنوعِ منْ دونِ مقاومةٍ تذكر، لكنْ في عفرين انقلبتْ الموازين، فهيَّ على الصعيدِ السياسيِّ لا تشكلُ مركزَ الثقلِ بالنسبةِ لروج آفا؛ إذاً لماذا تواجهُ كلَّ هذهِ الهجمةِ الشرسةِ منْ قِبَلِ آلةِ الحربِ التركيةِ الإرهابية؟

يبدوْ أنَّ تركيا قدْ لَمحتْ ما يجري في الأفق منذُ زمن، إذْ كانتْ تعتقدُ أنَّ سيطرةَ مرتزقتها وحلفاءها منْ داعش والنصرةَ وغيرهم على روج آفا ومركزِ الثقلِ السياسيِّ فيها سيسقطُ باقي المناطق، ومنها سقوطُ عفرينَ التي ستكونُ تحصيلَ حاصلٍ هي وباقي المدن الكردية. ولكنْ عفرين كانتْ وما تزالُ منبراً ومنبعاً للصمود، فرغمَ كلِّ تداعياتِ الحصارِ الطويلِ الذي فرضتهُ تركيا ومرتزقتها عليها منذُ سنوات، وهي التي أفشلتْ كلَّ محاولاتِ الاعتداءِ عليها منْ قِبَلِ تركيا، ولكنْ ما خططَ لهُ اردوغان باءَ بالفشل، إذْ تعرى مشروعهُ إقليمياً ودولياً؛ لذلكَ لمْ يعد يكفيهِ  الاعتمادُ على مرتزقته، بلْ تطلبَ الأمرُ بالدخولِ والمواجهةِ المباشرة، وعفرين كما تعرفُ تركيا ستكونُ المنفذَ لروج آفا نحوَ البحرِ المتوسط، وهذا ما قرأتهُ منذُ زمنْ، وهذا مطلبٌ إنسانيٌّ لفكِ الحصارِ الخانقِ على الشعوبِ القاطنةِ هناك، لذلكَ وَجِبَ عليها قطعُ هذا الشريان لتجعلَ منْ روج آفا جسداً ممزقاً بغضِّ النظرِ عن الكوارثِ الإنسانيةِ التي تحصلُ بسببِ هذا الحصار، وهذا لخشيةِ تركيا أنهُ وربما تكونُ هناكَ قوةٌ كرديةٌ في روج آفا شمالِ سوريا، وأنْ وُجِدَتْ فعلى الأقل أنْ تكونَ تحتَ سيطرتها كما إقليم كردستان العراق، بل وخوفهِ بأنْ يتحولَ منفذُ إقليمِ كردستانَ العراق أيضاً وعبرَ روج آفا إلى البحر سيفقدهُ كلَّ السيطرة على الإقليمين؛ وهذا ما سيكون.

وما لمْ تنتبه لهُ المعارضةُ السوريةُ في تركيا أو تتغاضى عن رؤيتهِ بأنَّ تركيا تخلتْ عن مرتزقتها في كلِّ منْ حمصَ وحلبَ ودمشق، وتنازلتْ لإيران والنظامِ السوريِّ وللروسيِّ عنْ كاملِ الملفِ السوريِّ مقابلَ دخولها عفرين، بوابةَ روج آفا للبحر والسيطرةِ عليها، (ولكنْ حلمُ إبليس بالجنة) فعفرينُ تتهيأ منذُ زمنٍ ليسَ بقريب كي تدافعَ عن نفسها، وهي التي تملكُ أقوى وأكبر عناصرَ النصرِ وهي في حالةِ دفاعٍ عن شعبها بكلِّ مكوناته، والإرادةَ الصلبةَ لسكانها ومقاتليها على عكسِ القوى الغازيةِ المحتلةِ التي تفتقدُ لهذينِ العنصرينِ المهمينِ للنصر.

مع العلمِ أنَّ كلَّ المؤشراتِ والقراءاتِ السياسيةِ والعسكريةِ تشيرُ بعدمِ قدرةِ التحركِ للاحتلالِ التركيِّ هناك، ولكنْ يبقى منَّ المتوقعِ أنْ يقومَ جزارُ نصيبين وجزرة وسروج وو….. الخ بالقيامِ بأيِّ فعلٍ جنونيّ، والأرجحُ أنْ نسميهِ انتحاراً لجيشهِ على تخومِ عفرين، لأنَّ منْ يحاولُ الوصولَ لعفرين لنْ يصلَ إلا جثةً هامدةً والتجاربُ السابقةُ لمرتزقتهِ خيرُ دليل.

اعداد: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى