يصادف السادس عشر من إيلول الحالي الذكرى السنوية الأولى لقيام ثورة روج هلاتي كردستان في كافة المدن والمناطق الكردية في روج هلات التي شهدت تسيير العشرات من المظاهرات والمطالبة بتحقيق التغيير الديمقراطي والجذري الشامل وبشكل خاص إثر فقدان الناشطة النسوية الكردية الإيرانية جينا أميني حياتها بعد تعرضها للاعتقال مباشرة من أجهزة تتبع للسلطات الإيرانية. وقد أثّر ذلك على عموم شعب إيران بكافة مكوناته وعلى كامل جغرافيته مما أدى لقيام الاحتجاجات والمسيرات الحاشدة والمظاهرات المطالبة بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وانهاء الممارسات الاستبدادية من قبل السلطات الإيرانية. لم يتوقف تداعيات ذلك ولم تبق منحصرة في إيران فقط إنما انتقل إلى مناطق وبلدان أخرى في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوربا وأمريكا اللاتينية وغيرها وتحوّل شعار: jin jiyan azadi الذي يعني (المرأة، الحياة، الحرية) إلى رمزٍ ثوريٍّ وإيذاناً على ضرورة وحتمية التغيير الذي بات تأخره بمثابة ناقوس خطر يهدد البشرية جمعاء، وبشكل خاص إذا ما أدركنا بأن التخريبات المتعددة التي تمارسها الحداثة الرأسمالية وكل قوى الستاتيك التي تدعمها أنظمة الاستبداد المركزي في منطقة الشرق الأوسط والعالم في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر به العالم يحتم على كافة القوى النسوية والشبابية وكافة التيارات الديمقراطية وأحزاب وهيئات البيئة في العالم ومنظمات حقوق الإنسان أن تعلن النفير العام بأنه حان وقت التغيير والتحول الديمقراطي وحل القضية الديمقراطية في الشرق الأوسط بكافة مسائلها وقضاياها في مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الكردية المعزز للأمن والسلام والاستقرار في عموم المنطقة والعالم.
إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في الوقت الذي نستذكر كافة الشهيدات الناشطات النسويات وشهداء الحراك الديمقراطي في مقدمتهم جينا أميني فإننا نحيي الحراك الثوري والانتفاض الشعبي في روج هلاتي كردستان وعموم إيران ونؤكد بأن التغيير والتحول الديمقراطي حان وقته ومن الخطأ ألا يتم فهم غير هذه القناعة أو توسيمها بصفات ومسميات واتهامات باتت معلومة المقاصد ومعروفة الأهداف وفق ما يدعونه كالمؤامرة أو التقسيم وغير ذلك. كما من المهم محاسبة الجهات المتورطة في استهداف الناشطات النسويات وتقديمهم للعدالة، والقيام بما يلزم كي لا تترك ثورة روج هلات وتُترك ناشاطاتها ونشطائها وحدهم في إحدى أهم الانتفاضات السلمية في التاريخ المعاصر للمنطقة والعالم. كما نؤكد أخيراً بأن قيم (المرأة، الحياة، الحرية) التي أطلقها القائد الفيلسوف عبدالله أوجلان منذ أكثر من عشر سنوات في مجلداته باتت اللحظة معياراً ثورياً على أنها مفاتيح لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.
15 أيلول 2023
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
