الأخبارالعالممانشيت

بعد 5 سنوات على المحاولة الانقلابية ..تركيا أكثر دموية

في مثل هذا اليوم وبتاريخ 15 يوليو/ تموز 2016 فوجئت السلطة والمعارضة التركية معاً بمحاولة انقلاب في دولة عاشت العديد من الانقلابات على غرار انقلابات 1960، و1971 و1980، و1997.

اتجهت أصابع الاتهام الرسمية مباشرة إلى جماعة “الخدمة” المصنفة في تركيا إرهابية، والتي يتزعمها الداعية فتح الله غولن،

وشكلت الاتهامات للجماعة بمحاولة تنفيذ الانقلاب، النقطة التي استغلها أردوغان للشروع بعملية واسعة لتطهير مؤسسات الدولة من عناصر “الخدمة”، عبر استهداف مئات الآلاف بالسجن أو الطرد من وظائفهم، لتبدأ محاكمات بحق البعض لا تزال مستمرة إلى اليوم.

واستغل أردوغان صلاحياته بفرض حالة الطوارئ بعد الانقلاب، وإصدار قرارات طرد وفصل وعزل وإجراء تعيينات جديدة، وإغلاق مؤسسات ووسائل إعلام تابعة للجماعة إلى جانب تشديد الخناق على حزب الشعوب الديمقراطية واستهداف مكاتبه واعتقال أعضائه وبرلماني الحزب.

كما استغل أردوغان الحادثة للتحالف مع حزب “الحركة القومية” اليميني المتطرف من أجل تغيير نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، ليصبح الحكم أكثر مركزية وتتجمع الصلاحيات بيده.

وأدت السياسة الداخلية لانشقاقات في حزب “العدالة والتنمية”، تمثلت بتأسيس قادة من الأخير أحزاباً جديدة؛ أبرزهم رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو الذي أسس حزب “المستقبل”، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، الذي أسس حزب “الديمقراطية والتقدم”.

وعلى الصعيد الخارجي، اتهمت حكومة العدالة والتنمية أطرافاً خارجية بدعم الانقلابيين. وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية سليمان صويلو في شباط الماضي، إنه “ليست فقط جماعة الخدمة تقف خلف المحاولة الانقلابية، بل أيضاً الولايات المتحدة الأميركية”، وهو ما استدعى رداً من وزارة الخارجية الأميركية التي نفت صحة اتهامات صويلو.

وبعد قرابة شهر ونصف الشهر من المحاولة الانقلابية، انتقل أردوغان للهجوم على الصعيد الخارجي، وأعلن البدء بتنفيذ عملية “درع الفرات” في سوريا بحجة القضاء على خطر تنظيم “داعش”، وتبعت ذلك عمليات تركية أخرى في سوريا مثل “غصن الزيتون” و”نبع السلام”، التي استُهدف فيها المدنيين، وشرد وهجّر الآلاف، إضافة إلى عمليات التغيير الديمغرافي التي قامت بها الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها الإرهابيين في المنطقة، وعمليات الإبادة بحق الاهالي،

فضلاً عن عمليات في شمال العراق لاستهداف الكرد، ثمّ انتقل في العامين الأخيرين إلى التدخل في ليبيا وأذربيجان، إلى جانب الشروع بعمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، ما أدى إلى خلافات مع عدد كبير من الدول.

ويحاول أردوغان اليوم انتهاج سياسة أكثر هدوءاً واعتدالاً على الصعيد الخارجي عبر الحوار مع الغرب ودول الجوار، لتخفيف الاحتقان الداخلي والخارجي في وقت تواجه حكومة العدالة والتنمية انتقادات شديدة بأنها عملت على استغلال المحاولة الانقلابية من أجل ممارسة مزيد من التضييق على المعارضة.

وهذا ما أكده الصحافي التركي، يوسف سعيد أوغلو، في حديث مع “العربي الجديد”، بإن “هناك انتقادات داخلية وخارجية توجه للحكومة بأنها عملت على استغلال المحاولة الانقلابية من أجل ممارسة مزيد من التضييق على المعارضة، وكان يمكن للحكومة و أردوغان استغلال الحادثة بشكل جيّد من أجل تخفيف حدة الاحتقان الداخلي، وهو ما كان سيقود لمزيد من التوحد على صعيد الجبهة الداخلية، ودعم الحكومة في سياساتها الخارجية، أعتقد أن الحكومة أضاعت هذه الفرصة ولم تحسن استغلالها”.

زر الذهاب إلى الأعلى