ترى صحيفة “الخليج” الاماراتية أن “معركة الجنوب السوري تتجه نحو الحسم بسيطرة قوات النظام على مدن وقرى المنطقة، بعضها من خلال المصالحات وبعضها الآخر بالحسم العسكري، وكلها تمت من خلال دور روسي فاعل عسكرياً وسياسياً، ولولا هذا الدور لما كان تحقق كل ذلك بهذه السرعة القياسية”، مذكرة أن “القوات السورية النظامية سيطرت على معبر نصيب الحدودي مع سوريا وعلى معظم مراكز المراقبة الحدودية، بعد اتفاق رعته روسيا مع المسلحين الذين وافقوا على تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، ومن يوافق منهم على البقاء يبقى، ومن يرفض يمكن أن يلتحق بالمسلحين الآخرين في إدلب”.
وأشارت الصحيفة الى أن “هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق بهذه السهولة لولا الاتصالات المكثفة بين كل من روسيا والأردن الذي لعب دوراً مهماً في إقناع المسلحين بالتفاوض وتسليم السلاح، ولولا مفاوضات غير معلنة بين موسكو وواشنطن، لافتة إلى أن “الاتفاق حسم مسألة التواجد العسكري عند الحدود وفي المناطق الجنوبية، بتواجد القوات النظامية فقط من دون أية قوات أخرى محسوبة على إيران، مع تواجد للشرطة العسكرية الروسية في بعض المواقع لطمأنة الجميع بهذا الخصوص. وهذا الاتفاق من المفترض أن يسهّل إعادة فتح معبر نصيب تجارياً بين سوريا والأردن، المغلق منذ أكثر من أربع سنوات بعد سيطرة المسلحين عليه”.
ورأت الصحيفة أن “هذا لا يعني أن المواجهات أوشكت على نهايتها، فهناك مناطق لا تزال خاضعة للمجموعات المسلحة مثل محافظة إدلب في الشمال حيث تسيطر جبهة النصرة، وهناك مناطق الحسكة والرقة وعفرين حيث توجد قوات تدعمها واشنطن (قوات قسد)، وهذه لها حساباتها وتسوياتها الخاصة بين روسيا من جهة وواشنطن وأنقرة من جهة أخرى، باستثناء إدلب، حيث ينتظر أن ينتقل الثقل العسكري السوري والروسي إلى هناك في وقت قريب لتسوية الحساب مع جبهة النصرة التي بدأت تتحسب للمعركة بإعلان الاستنفار والطلب من الأهالي ترك بعض المناطق تحسباً للمعركة المقبلة”، مضيفة: “تحولات ميدانية وسياسية متسارعة تشهدها الساحة السورية قد تنجلي معالمها أكثر بعد القمة المرتقبة في هلسنكي بين بوتين وترامب، لأن الأزمة السورية سوف تتصدر المباحثات”.