الأخبارمانشيت

بطلُ سِباحة استراليّ … في صفوف الـ YPG لمحاربة داعش

izlbjw7m_400x400 reece ypgأن تحيا وتموت في روج آفا:

 كيف منحها بطل السباحة الاسترالي كل شيء ليتحدى داعش في سوريا؟

ميشيل وكيث هاردينغ في مواصلةٍ للكفاح الكردي بعد وفاة ابنهما.

في شهر حزيران/يونيو من عام 2015 تلقت “ميشيل وكيث هاردينغ” مكالمة من ابنهما في شرق سوريا…” رييس “، البالغ من العمر 23 عاماً وبطل السباحة السابق، الذي كان قد ذهب لقتال تنظيم داعش جنباً إلى جنب مع المقاتلين الكرد قبل شهرين، ذكر بأنه كان يفكر في العودة إلى وطنه (غولد كوست) في استراليا، ولكن للأسف استشهد بعدها بأيامٍ قليلة.

“لم يكن يوماً جندياً ولا مقاتلاً، حتى أن الشباب هناك قد قالوا له:” ماذا تفعل هنا؟ لأنهم على الغالب كانوا شباباً رجالاً قد خدموا سابقاً في القوات المسلحة، أما رييس فقد كان سريعاً في تعلم الأشياء، كان عنيداً”.

هذا ما روته ميشيل لـ IBTimes  من أسرة هاردينغ المقيمة في غولد كوست.

“رييس” الذي كان بطل الدولة في السباحة وعمره 13 عاماً، كان يعمل في بناء الأسقف وإدارة الفنادق قبل أن يقرر الذهاب إلى أربيل في إقليم كردستان العراق في شهر نيسان/أبريل عام 2015، ثم شقّ طريقه إلى روج آفا، المقاطعة الكردية في سوريا، حيث كانت وحدات حماية الشعب الكردية تشن حرباً ضد تنظيم داعش.

كان في المنزل يتماثل للشفاء من إصابةِ عمل عندما شاهد لقطات مروعة تدفقت من سوريا لتنظيم داعش، وهذا التنظيم يقوم بقطع الرؤوس، وممارسة أعمال وحشية أخرى.

 أخبر والديه بأنه سيتوجه إلى (نيبال) للمساعدة في جهود الإغاثة من الزلزال، لكنه بدلاً عن ذلك سافر إلى سوريا.

كعضوٍ في فرقةٍ متخصصةٍ في الأعمال التكتيكية الهندسية التابعة لـلـ YPG  كان رييس قد كُلّف بمهمةِ تفكيك الألغام، وتصنيع أجهزة متفجرات عفوية في القرى الكردية.

كان على بعد ما يقارب 21 ميلاً من مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم داعش، عندما داس على أرضٍ ملغمة في حزيران/يونيو عام 2015.

“عندما تسمع بأن أبنك قد أودى به انفجار تفكر كما يلي:” لابد أن في الأمر خطأ ما، لا يمكن أن يكون رييس”، تقول ميشيل:” اخترقت شظية جسده في الجانب الأيمن ولكن بغض النظر عن ذلك فقد بدا على ما يرام”.

كيث وميشيل أصبحا خبيرين حول الـ YPG وتوزيع مقاتليهم الأجانب، المعروفين بـ نمور روج آفا، من خلال فترات الانتظار الطويلة بين المكالمات المترقبة من ابنهما رييس في سوريا.

في شهر حزيران/ يونيو من عام 2015، كان الغضب قد استبد بابنهما عندما قام رئيس الوزراء في ذلك الوقت بتطبيق قانون يجرد الأستراليين مزدوجي الجنسية المتورطين في القتال مع الجماعات الإرهابية من حقوق المواطنة.

مشروع القانون استهدف الأستراليين الذين كانوا قد خاضوا حرباً مع الدولة الإسلامية (داعش) والذين وصل عددهم إلى ما يفوق المئة، وواجهوا عقوبةً بالسجن تصل إلى 25 عاماً، وشمل كذلك آخرين انضموا إلى قوات عسكرية مثل وحدات حماية الشعب الـ YPG.

وكان زميل رييس في الوحدة القتالية قد تحدى الشرطة الفيدرالية الاسترالية علناً الشهر الماضي قائلاً بأنه لا ينبغي أن يعتقلوه لتطوعه مع القوات العسكرية الكردية التي تقاتل داعش في الخطوط الأمامية.

ميشيل وكيث قاما كذلك بالتنويه إلى الوضع السياسي الشائك للكرد في سوريا والعراق، وأدانا موقف الحكومة الاسترالية في تجريم هؤلاء الذين يدعمون الكرد على الأرض.

“كنت أعتقد أن الغرب يُفترض بهم أن يكونوا طيبين، وأنا أتأمل ما نقوم به، أرى بأننا لسنا طيبين على الاطلاق.

 ليس عندي رأيٌ جيد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا، هم جميعاً متواطئون” تقول ميشيل.

 وكانت قوات الـ YPG جزءً لا يتجزأ من التحالف المدعوم من الغرب لمحاربة الجماعات الإرهابية الشائنة في سوريا.

ولكن تركيا قد استهدفت وحدات الـ YPG في شمال شرق سوريا، بحجة أنها تشكلُ امتداداً للحركة الانفصالية الكردية (حزب العمال الكردستاني PKK).

هذا الأسبوع أتهم الرئيس التركي أردوغان الدول الأوروبية بـ ” دعمها للإرهاب ” من خلال دعم حزب العمال الكردستاني. كيث هاردينغ يود لو يرى حزب العمال الكردستاني يسقط من قائمة الإرهاب الدولية.

في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، ذهبت ميشيل بنفسها إلى روج آفا لترسم مخططاً بخطوات ابنها النهائية، وتلتقي بمقاتلين من الـ YPG وتسترجع أمتعته بما فيها حقيبةٌ تحتوي على قميصين كانت قد اشترتهما له. وقالت ميشيل بأن الرحلة قد ساعدتها على أن تفهم لماذا ضحى ابنها بحياته.

“لقد علمني رييس بأن المعضلة برمتها تخصنا جميعاً، وهذا هو سبب ذهابه”، وقالت ” عند هذه النقطة يكون أطفالك قد فرغوا من تعليمك”.

ويستمر الأبوان في إحياء ذكرى ابنهما من خلال تدويناتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، وإلقاء كلماتٍ في المناسبات الكردية، كما يقومان بانتظام بزيارة قبره الذي يبعد دقائق عن منزلهما، وتحيط به مناظر طبيعية خضراء. أنه يعطيهم إحساساً بالطمأنينة.

حتى الآن كيث يشعر بوخزات الغضب لفقدان ابنه في سنٍ مبكرة،”نحن نعيش مشاعر مختلطة، مازلنا نريده هنا”، وقال “نحن فخورون به إلى أبعد حد”.

16تشرين الأول/نوفمبر،2016

فريد فريد

International Business Times

ترجمة وتحرير: مركز إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى