الأخبارمانشيت

بروين يوسف: إنهاء الأزمة السورية يبدأ بتطبيق القرار 2254 وإشراك مختلف المكونات دون إقصاء في الحلول وطرد المحتل التركي

أوضحت (بروين يوسف) عضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أن دولة الاحتلال التركي بقيادة أردوغان تهدف من هجماتها و حربها الشرسة على مناطق الإداراة الذاتية لشمال و شرق سوريا إلى القضاء على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يمثل إرادة المكونات والشعوب السورية.

وفي لقاء أجراه معها المرصد السوري لحقوق الإنسان, قالت يوسف:

تركيا تريد إبادة الآلاف من السكان المدنيين العزل في شمال وشرق سوريا, وهذه الجرائم بطبيعتها تدخل ضمن نطاق جرائم الحرب و جرائم الإبادة و الجرائم ضد الإنسانية وفق الأسس والمواثيق الدولية والقانون الإنساني الدولي والتي تقوم المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة مرتكبيها، كما أن استخدامها للطائرات المسيرة ضد السكان المدنيين العزل يعد خرقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.

وأكدت يوسف أن الصمت الدولي أمام هذه الانتهاكات ما هو إلا ازدواجية ادفي المعايير, وأضافت:

إن الصمت الدولي هو ضربٌ للقوانين بعرض الحائط, وتقديمٌ لسياسة مصالح الدول على مصالح الشعوب وموجبات حماية الحقوق، وخاصة المنظمات التي تعمل تحت مسمى حقوق الإنسان، فهذه الضربات ليس للمرة الأولى، بل هي متواصلة منذ عشرة أعوام وأكثر، والشعب في شمال و شرق سوريا وبقية المناطق السورية يعاني الويلات من هذه السياسات التي تهدف بشكل مباشر إلى ضرب وتدمير أية رؤية ديمقراطية للشعب السوري بالتعبير عن إرادته وتشكيل إدارته، ومنها مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.

وأكدت (بروين يوسف) إنه مع استمرار الصمت الدولي والإقليمي تجاه هذه السياسات العدوانية ستستمر الدولة التركية بهجماتها، وقالت:

كان من الأجدر أن يقوم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بطلب عقد اجتماع عاجل وفوري لمجلس الأمن والخروج بقرار لمنع الدولة التركية وحكومة العدالة والتنمية من الاستمرار باستهداف المناطق الأهلة بالسكان, ومنعها من دخول الأجواء الإقليمية لسوريا عامة و شمال و شرق سوريا خاصة للحفاظ على مكتسبات القوات الشريكة للتحالف الدولي، بقضائها على داعش واحتجازها للآلاف من مقاتلي التنظيم في سجونها.

وحول سعي الإدارة الذاتية إلى حلحلة ملف اللاجئين وإعادتهم إلى مناطقها، ومدى إمكانية ذلك خاصة مع تواصل القصف التركي وتدهور البنية التحتية وغياب الدعم الدولي, أشارت (بروين يوسف) إلى أن الإدارة الذاتية أعلنت استعدادها لاستقبال جميع السوريين العالقين في لبنان وكذلك في السودان عند اشتداد المعارك هناك، وذلك انطلاقا من واجبها الأخلاقي وحسّها الوطني تجاه أبناء شعبها، وتقاسم الإمكانات المتاحة معهم، وقالت:

تعمل الإدارة الذاتية مع بعض المنظمات الإنسانية الفاعلة على الأرض لترسيخ الأمن والاستقرار من خلال فتح مشاريع اقتصادية تدعم الاستقرار, وتلبي الحاجات الأساسية للسكان, والسعي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي وفتح باب فرص العمل، إلا أن التهديدات التركية وهجماتها المستمرة تقوض من هذه الإمكانات وتدمر كل مساعي الإدارة الذاتية نحو الاستقرار باستهدافها للبنية التحتية ومصادر الدخل والعيش للسكان.

وأضافت:

أما فيما يخص اللاجئين السوريين ومنهم سكان مناطق شمال وشرق سوريا المتواجدين في الدول المجاورة وبالأخص تركيا والعراق، والذي يقدر عددهم ما بين المليون شخص, فإن الإدارة الذاتية أكدت وما زالت  أن كل سكان مناطق شمال وشرق سوريا باستطاعتهم الرجوع والاستقرار في مناطقهم متى ما أرادوا ذلك، وبالطبع هناك العديد من العائلات التي عادت واستقرت من جديد في مناطقها, ومدينة الرقة خير مثال على ذلك، أما عن استقبال كل من أراد الرجوع من الشعب السوري من اللاجئين أو النازحين إلى مناطق الإدارة الذاتية فذلك يحتاج إلى دعم دولي وإقليمي, والسعي إلى توافق سياسي, وإدخال المنظمات من أجل إعادة الإعمار وبالطبع إلى ذلك يحتاج إلى قرار أممي.

وعن استمرار احتلال تركيا لمناطق (سري كانيه وكري سبي) وعفرين, ومخاطر إلحاقها بتركيا مثلما حصل في لواء الاسكندرون, أوضحت (بروين يوسف) قائلةً:

إن هدف احتلال الدولة التركية للمناطق السورية هو ربطها بالأراضي التركية واعتبارها ولايات من ولاياتها, سواء عفرين أوتل ابيض و سري كانيه، أو حتى إدلب وجرابلس, عبر إجراء التغيير الديمغرافي فيها، وكل هذا يتم بموافقة ضمنية من الدول الضامنة وعبر اتفاقيات أستانا، ولا نستبعد أن يكون مصيرها كمصير لواء الاسكندرون إن لم يتم الوقوف في وجه سياسات الدولة التركية بقرارات دولية وأممية، وبالطبع  عبر استمرار المقاومة من شعبها و دعم الرأي العام.

وحول التصعيد الكبير في إدلب, والهدف منه, أشارت يوسف إلى أن إدلب هي كباقي المناطق السورية حيث يتم التغاضي عن الممارسات الهمجية التي يقوم بها النظام السوري والقوات الروسية, وأضافت:

نعتقد أن هناك اتفاق مشترك بين روسيا والنظام السوري من جهة وبين الدولة التركية مقابل هجمات الأخيرة على شمال وشرق سوريا, وما يحدث في إدلب هو نتاج عدم وصول الطرفين الضامنين(روسيا وتركيا) إلى تطبيق ما اتفقا عليه في استانا، كون الطرفين غير صادقين مع نفسهم ومع بعضهم ومع الشعب السوري, وكل ما يحدث الآن في إدلب هو نتاج ذلك, وجاء بعد دخول أذربيجان إلى أرمينيا(كرباخ) بدعم تركي ورفض روسي لذلك.

وعن الاستهدافات المستمرة للطيران الإسرائيلي للأراضي السورية في الفترة الأخيرة، وأسباب ذلك, قالت (بروين يوسف):

إن وجود حزب الله والقوات الإيرانية وميليشياتها في الأراضي السورية يشكل خطراً على إسرائيل, فهذه الأطراف تستخدم الأراضي السورية ساحة لتصفية حساباتها وتوسيع نفوذها، بالإضافة لجعلها منطقة صراعات مستمرة للضغط على بعضها ضمن ملفات الشرق الأوسط، ولا يخفى على المجتمع الدولي سعي إسرائيل الدائم إلى تقويض قوة القوات الإيرانية منذ تواجدها في الأراضي السورية بشكل رسمي في نهايات 2015, ومنها حزب الله ذراع ايران في سوريا ولبنان.

أما عن الاحتجاجات المستمرة في السويداء منذ شهرين، وإمكانية إفضائها إلى نتيجة ملموسة برغم التغيرات الجديدة في المنطقة, أوضحت يوسف بالقول:

نؤكد أن الحراك الثوري السوري الذي انطلق في منتصف آذار 2011 كان منصفاً, وأن الشعب السوري له كامل الحق في تحقيق التغيير الديمقراطي, وحل الأزمة السورية لن يكون إلا وفق مساره السياسي الديمقراطي، لكن انحرف وتشوه هذا المسار بدخول أجندات ومصالح دول وجماعات كثيرة، والحراك في السويداء هو استمرار للحراك الثوري السوري وللحفاظ على المسار السياسي والمجتمعي بسلمية الثورة، ويطالب بالحل السلمي الديمقراطي، وباعتقادي يتجه هذا الحراك نحو المسار الصحيح مادام يحافظ إلى الآن على الاستقلال في قراره وسلمية مظاهراته, وهو حراك منظم وغير عشوائي, وبهذا المنهج نتمنى لهذا الحراك النجاح في ذلك, وإحداث تغير في البنية الذهنية للنظام, وإرضاخه من أجل الامتثال للقرار الأممي بما يخص الوضع السوري.

وأكدت (بروين يوسف) أن القرار الدولي 2254 سيكون مفتاح الحل للأزمة السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنهاء معاناة السوريين والانتقال السياسي للسلطة، خاصة بعد أن أصبحت السيادة السورية عُرضة لسياسات مختلفة وغير متحكمة في قرارها.

وحول أسباب إقصاء المكون الكردي من مختلف المبادرات السياسية فيما يخص الأزمة السورية, ومنها اللجنة الدستورية, قالت (بروين يوسف):

الكرد هم من الشعوب الأساسية في سوريا, ولهم الدور الأكبر في توجيه بوصلة الثورة المجتمعية للتحول نحو سوريا تعددية لا مركزية, ومن أجل ذلك قدم الكرد الكثير من التضحيات في محاربة داعش وترسيخ مبادئ أخوة الشعوب ومنع الفتن, و يمثلون قاعدة منظمة من الشعب ولديهم مشروع قابل للتحقيق، فمع تحرير أية رقعة جغرافية سورية من براثن وإرهاب داعش قاموا بتحويل مجتمعي و نادوا بحرية المرأة, وفتح لها المجال لتشارك في الثورة وتكون رائدة فيها، ومن حق المكون الكردي أن يكون جزءاً من أية مبادرة وأية منصة أو حوار, كذلك جميع الاتفاقات التي تعقد بهدف حل للأزمة السورية.

وأضافت:

رغم انعقاد الكثير من مؤتمرات ومنصات كأستانا وجنيف وغيرها, إلا أنها فشلت جميعها لعدم إشراك ممثلين حقيقيين للشعب السوري، لذلك فإن أي حل خارج إرادة أي مكون لن يأتي بالحل المستدام والجذري, وإن أردنا حلاً بعيداً عن أجندات واستفزازات الحكومة التركية, فسيكون قابلاً للتحقيق بمشاركة جميع المكونات, ومثابرة وإصرار الدولة التركية على الأطراف الإقليمية والدولية في الملف السوري في موضوع عدم إشراك الكرد, هو عداء واضح وفاضح لكل سياسي ودبلوماسي ومتابع للأزمة السورية، وحصر تمثيل الكرد ببعض الشخصيات غير المقبولة مجتمعياً, والتي باعت نفسها وإرادتها للاستخبارات التركية, هو حجة الدولة التركية للدول الضامنة بوجود الكرد في هذه المحافل, وهذه الدول بدورها  وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تغض البصر عن الرغبة التركية, لتقاطع مصالحها وتخندقها في خط واحد ضمن تحالف الناتو، وكل ذلك هو نتيجة الضغط المستمر من الدولة التركية العميقة مع من يساندها من بني جلدتنا بتهميش دور الكرد السوريين الذين بنوا نموذج الإدارة الذاتية بمشاركة بقية المكونات، وبالطبع لا يمكن إغفال دور النظام السوري والمعارضة السورية الائتلافية الأردوغانية التي تتوحد عند وجود إرادة أو مشاركة كردية.

زر الذهاب إلى الأعلى