الأخبارمانشيت

انطلاق فعاليات المؤتمر السابع لـ كونكرا ستار

قبل قليل؛ انطلقت فعاليات المؤتمر السابع لكونكرا ستار وذلك بحضور 700 ممثلة عن التنظيمات النسائية من مناطق سوريا كافة، وممثلات عن وحدات حماية المرأة وقوات أسايش المرأة، إضافةً إلى حضور وفود من من باشور كردستان، وأوروبا.

وزينت قاعة المؤتمر بأعلام مؤتمر ستار، وصور الشهداء وصور قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت استذكار للشهداء، ومن ثم القت أفين سويد الناطقة باسم كونكرا ستار كلمة الافتتاحية تطرقت فيها عن مجمل نضال المرأة بالقول:

أيتها السيدات الموقرات ضيوفاً وأعضاء:

ثمانية أعوام بات القول فيها سوريا البلد التي تم اقتيادها إلى مقصلة الموت، ثمانية أعوام دفعت فيها المرأة السورية أبهظ الأثمان لسنوات عجاف عانى منها البلد.

أزمة مفتولة من الدرجة الأولى بنيتها تستمد جذورها من الأنظمة التي كانت قائمة وتبني نفسها ضمن أُطُر قوموية لا تمت بصِلة إلى إرادة الشعوب، فما شهدتها سوريا من دمار وخراب وتطرف وإرهاب ودائماً الحل والضرب بيد من حديد أدى إلى شرذمة الوضع وضياع الحل وغياب السوري من دائرة الحل.

إن الحرب التي تدور رحاها في سوريا، حرب ليست وليدة الصدفة بل كانت ممنهجة ومبرمجة على كافة الأصعدة، لذلك نستطيع القول: بأن الأطراف فقدت فيها مصداقيتها ولم تكن صاحبة مرجعية تستند إلى حل توقف حمام الدم السوري، بل تصاعد الوضع واستفحل ووصل إلى ذروة الدمار والاستبداد، وتلاشت فيها حتى حق المواطنة ولم يبقَ فيها قيد أنمُلة، ولم يكن لها ركائز حل مما كان من أطروحات وطاولات حوار تحت أي مسمى جنيف وتبعاتها واستانا بمخرجاتها لم تأتِ إلا بضرب الوجود السوري وتفشي الإرهاب وغياب المجتمع السوري عنه بل نستطيع القول ولم يبقَ هناك قوى تنويرية تستطيع أن تعيد أفق الحل لهذه الأزمة.

وفي هذه الحرب كان المستهدف الأول هو وجود كيان المرأة؛ فضرب أي مجتمع يتم من خلال إبادة المرأة ومحو تاريخها العريق والريادي فكان لها النصيب الأكبر من القتل والتشريد والتهجير والاغتصاب فداعش الذي بنى نفسه وحاول دائماً العودة بالمرأة إلى مكانة الجارية، فعند قراءة المعطيات الحالية نرى بأن المرأة هي المتضرر الأول في هذه الجلبة والفوضى.

من هنا ومن هذه النقطة تحديداً تظهر قوة فتيات YPJ اللواتي حاربن أكبر القوى الظلامية السلفية انتقاماً لوجود وحرية المرأة حتى أصبحن حلم كل امرأة تتوق إلى مذاق الحياة.

ونحن في تنظيم كونكرا ستار في صدد عقد مؤتمرنا الثاني ارتئينا في مؤتمرنا الأول وبعد أعوام من العمل باسم “اتحاد ستار” وكان لنا باع في النضال الاجتماعي والسياسي للنهوض بالمرأة بالسوية المرتقى لكي تنظم نفسها وفق إيديولوجية ونهج حرية المرأة.

لذلك كان لكونكرا ستار في ثورة روج آفا دور بارز أدى إلى تسمية ثورتنا بثورة المرأة، وهذا كان نتاج كدح المرأة في حركة التحرر ونضالها وتاريخٍ كان ينبع من ميراث شهيدات هذا الفكر والأيديولوجية.

وهو بالدرجة الأولى فلسفة طرحها القائد عبد الله أوجلان قائد الأمم وصديق درب المرأة الذي ناضل لإعادة المجتمع إلى مجتمعية؛ هو الذي فك طلاسم هذه الظاهرة بل كشف سر القوانين المبهمة والسيادة المترسخة في المجتمع الذي بات صاحب صبغة ذكورية، فهو الذي آمن وقال: بأن المرأة هي مصدر الحياة لذلك عليها العودة إلى جوهرها.

ومن هنا بدأت المرأة النضال أمام كافة المفاهيم ذات الصبغة الذكورية، وحاربت أمام مجتمع جعلها دائماً إما في المرتبة الثانية أو في الهاوية.

فالمرأة نظمت نفسها على أساس نظام الكومينات والمجالس الذي هو بذرة المجتمع الأخلاقي والسياسي الذي نناضل للوصول إليه في مجتمع غاب عنه الوجدان.

المرأة التي أثبتت بأنها تستطيع أن تتواجد في كافة الساحات وعلى كافة الأصعدة هي الآن متواجدة في شمال شرق سوريا، وكانت دائماً لها دور في الدفاع عن أرضها، فسطرت بدمها ملاحم تجاوزت الأساطير وباتت أيقونة البقاء والوجود مثل “آرين ميركان، أفستا خابور، وبارين كوباني”، وحتى المرأة التي تعمل في في السّاحة الاجتماعيّة والّتي ضحّت بنفسها للدّفاع عن حدودها أمام الطّورانيّة التّركيّة، ونرى ذلك بشخصيّة الشّهيدة (فاطمة حجي).

خير دليلٍ على أنّ المرأة هي إرادة المجتمع الحرّ، كانت إرادة المرأة في مقاومة عفرين (مقاومة العصر)، فهي ناضلت أمام الطّائرات والتّكنيك التّركي، وكان لها دوراً بارزاً في المرحلة الأولى من المقاومة، بل واستمرّت في المرحلة الثّانية حينما قرّرت أن ترابط في أرض الشّهباء التي لا تفصلها عن موطنها إلّا بضع كيلو متراتٍ، بل ونظّمت نفسها، وكان كونفرانس عفرين في مقاطعة الشهباء هو خير دليلٍ على عمل المرأة المنظّمة والمناضلة.

من هنا نؤكد على أنّ تحرير عفرين هو أولى أولوياتنا، وسوف نسخّر كل طاقاتنا العمليّة والتّنظيمية من أجل ذلك، ولحساسيّة المرحلة الرّاهنة، إضافةً إلى ما تعاني منه البلد من المهمّ توحيد صفّ المرأة والرّؤية المستقبليّة لأفق الأزمة وحلّها.

فـ كونكرا ستار كان له دور في استقطاب كافّة المكونات والأطياف السّوريّة لإعادة سوريا لوحة موزاييك متكاملة، ومؤتمرنا خير دليلٍ على الرّؤية الموحّدة للحلّ السّوري وماهية الحلّ.

فكان قبل انعقاد مؤتمرنا مئات الاجتماعات والنّقاشات الّتي بلورت أنّ قراءة الوضع الحالي وبحساسيّة المرحلة من قبل تنظيمنا هو نتيجة القراءة الموضوعيّة للحالة الرّاهنة.

تطلّعات المرأة في شمال شرق سوريا إلى مؤتمرنا هذا ومع مخرجاته يضع على عاتقنا حجم المسؤوليّة، لذلك سيكون هناك باعٌ من العمل والوصول إلى كلّ امرأةٍ في داخل وخارج سوريا.

نجدّد التّرحيب بكم آملين أن نخرج بقراراتٍ تخدم المرأة بالدّرجة الأولى الّتي ستكون هي القادرة على بناء مجتمعٍ أخلاقيٍّ وسياسي.

وبحسب اللجنة التحضيرية للمؤتمر فإن فعاليات المؤتمر تتضمن في اليوم الأول إلقاء كلمات من قِبل الضيوف وبرقيات التهنئة ومناقشة الوضع السياسي والحديث عن الحملات التي أطلقتها كونكرا ستار، وإضافة إلى قراءة تقرير وفعاليات مؤتمر ستار للعامين المنصرمين، وأيضاً مناقشة وضع المرأة والتنظيم.

فيما من المقرر أن يتم في اليوم الثاني قراءة ميثاق مؤتمر ستار والنقاش عليه، وإجراء الانتخابات لانتخاب هيئات إدارية جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى