تقاريرمانشيت

انتفاضة قامشلو وضعت حجر الأساس لثورة 19 تموز

مع دخولنا شهر آذار تمتزج مشاعر الحزن والفرح والغضب والفخر والاعتزاز مع بعضها في نفس كلّ كردي, حيث يستذكر الكردي المجازر والجرائم المرتكبة بحق الكرد في آذار, (مجزرة حلبجة ــ احتلال عفرين– انتفاضة قامشلو),وأيضاً الأعياد الكردية ( عيد المرأة – عيد النوروز).

واستذكاراً لانتفاضة قامشلو التي كانت صرخة كردية مدوية ضد ظلمِ وقمعِ وممارسات نظام البعث بحق الشعب الكردي, التقت صحيفتنا مع (زينب صاروخان) الرئاسة المشتركة لمكتب العلاقات في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD للحديث عن انتفاضة قامشلو ومدى تأثيرها بعد على ثورة روج آفا, فبدأت زينب حديثها بالقول:

شهر آذار له مكانة عظيمة في تاريخ الشعب الكردي, فهو شهر المقاومة والانتفاضة ضد الأنظمة المستعمرة لكردستان من جهة، وشهر تم فيه ارتكاب العديد من المجازر بحق الشعب الكردي لإبادته وإخماد ثورته من جهة أخرى.

وتابعت: اندلعت انتفاضة قامشلو في 12 آذار من عام 2004 من قبل شعبنا الكردي ضدّ النظام البعثي  في فترةٍ  كان  يمر بها الشرق الاوسط بتغيرات جذرية بعد إسقاط أعتى الدكتاتوريات الدموية في المنطقة, والمتمثلة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين في 2003 ،والذي كان تمهيداً لإسقاط الأنظمة المركزية الشمولية في الشرق الأوسط، وفي تلك الفترة كان حزبنا في بداية تأسيسه, حيث كان النظام السوري يسيطر على جميع مرافق الحياة, وبدأ بحملات القمع والاعتقالات التي طالت الكثيرين من أنصار الحزب  ومؤيديه في ظلّ محاولته (النظام السوري) لتحسين وتطوير علاقاته مع النظام التركي بما يتناسب مع الاتفاقيات السرية والمعلنة المنعقدة بينهما, ونخصّ بالذكر اتفاقية أضنة بينهما عام 1998، وقد تم زج الكثير من المناضلين وكوادر الحزب  في السجون، فعندما لم يستطع نظام البعث صهر الكرد والمكونات الأخرى ضمن قومية واحدة, كان لابد من اللجوء الى إبادة الشعب الكردي وسجنه وارتكاب المجازر بحقه, وخلقِ الفتن بين مكونات المنطقة, حاله حال جميع الأنظمة الاستبدادية، فاندلعت نتيجة لهذه الممارسات انتفاضة قامشلو التي حدثت بسبب لجوء النظام من خلال مؤسساته الأمنية والعسكرية الى انتهاز مباراة في كرة القدم بين فريقي الجهاد والفتوة، حيث تم فيها الإتيان بفريق الفتوة الرياضي وجمهوره من دير الزور، للاصطدام بفريق الجهاد من قامشلو لخلق الفتنة والشرارة من أجل كسر شوكة الكُرد، فكانت نتيجة الجريمة تلك استشهاد خمسة وثلاثون من أبناء الشعب الكردي وجرح ما يقارب مئة شخص, بالإضافة إلى اعتقال الآلاف من المواطنين الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب, وارتقاء بعضهم إلى مرتبة الشهادة أمثال المناضل أبو جودي والاستاذ أوصمان، إلا أن المفاجئة كانت احتجاجاً صارخاً وقوياً ضد الظلم والقهر الممارس من قبل النظام، سرعان ما انتشرت الاحتجاجات والانتفاضة كالنار في الهشيم في كافة الجغرافيا التي يتواجد فيها الكرد على مستوى سوريا وكردستان والعالم, فكانت يقظة روح وضمير الكردي ضد جبروت النظام وبطشه.

 وأشارت زينب إلى أن الانتفاضة التي حدثت كانت نتاج رصيد داخلي ثوري كبير له دلالاته الثورية العميقة التي دفعت الكرد لتنظيم أنفسهم وصفوف الجماهير وتحضيرها للمراحل القادمة حين تحين ساعة الصفر, وقالت:

 استمرت السياسات الشوفينية لحزب البعث حتى استطاع الشعب الكردي إلى جانب بقية المكونات في روج آفا من تحرير مدنه من النظام, وتخليداً لذكرى شهداء الانتفاضة التي وضعت حجر الأساس لثورة 19 تموز عام 2012, بالإضافة للظروف الموضوعية المهيأة لذلك, حيث باتت نقطة الانطلاق لبناء سورية ديمقراطية, بعد أن قام تلامذة البعث ممن يدعون أنفسهم بالمعارضة بتحريف الثورة عن مسارها, بارتهانهم لقوة إقليمية تعادي شعوب المنطقة, ولأن الثورة تحتاج الى استمرارية و وجود أرضية للتغيير, وتحقيق البُعد الاجتماعي والثقافي الجامع للقيم التي تقوم عليها الثورة.

وفي السياق قالت زينب: على الرغم من قيام النظام البعثي بزرع الفتن بين مكونات المنطقة, إلّا أن ثورة روج آفا أظهرت حقيقة العلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة والتي تعود لآلاف السنين، و جَمَعَهتم في خندقٍ واحد ضد كل القوى التكفيرية التي استهدفت المنطقة, وخاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بآخر معاقله (الباغوز)،

واختتمت زينب صاروخان حديثها بالقول: شعوب المنطقة بمختلف مكوناتها كانت صاحبة المكتسبات والمشروع الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية التي تتوافق مع حقيقة تنوع ديمغرافيا المنطقة, والتي يمكنها أن تكون نموذجاً لسوريا المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى